عملت سماح في وظيفة مرموقة وكانت تحتفظ بجزء من راتبها في بالبنك وتساعد بالآخر في الإنفاق علي أولادها وزوجها لكن لسبب غير معلوم كانت الزوجة تصر علي إدخار جزء من راتبها, فطالبها الزوج براتبها كاملا فلم تستجب فقام بطردها من المنزل هي وأولاده واشترط الحصول علي الراتب كاملا مقابل عودتها إلي منزل الزوجية مما دفعها لطلب الطلاق والاحتفاظ بحضانة الأولاد وإلزام الزوج بالإنفاق علي أطفاله. جلست سماح. م45 سنة موظفة بإحدي الجهات الحكومية أمام محكمة الأسرة تحكي مأساتها, مؤكدة أنها ركزت عقب تخرجها من الجامعة في العمل فقط حتي تقدم العمر وتجاوزت العقد الثالث بدون ارتباط وهو ما دفعها للزواج من إبراهيم الذي استغل عقدة العنوسة التي إصابتها وتصيب عددا كبيرا من الفتيات عقب تقدم العمر بسبب نظرات الأهل والأقارب والزملاء في العمل وقام بإملاء شروطه وكان أبرزها أن تكاليف حفل الزفاف علي حساب زوجته وعائلتها لأنه لا يرغب في إقامة حفل زفاف كما أن ظروفه المادية لن تساعده علي الوفاء بهذه الالتزامات وهو ما وافق عليه والدها لاستكمال الزواج, كما تهرب العريس من فرش الشقة واكتفي بشراء غرفة النوم والصالون بالتقسيط واستئجار شقة قانون جديد للإقامة فيها. استطردت الزوجة في الكشف عن مأساتها مؤكدة انه عقب إتمام مراسم حفل الزواج فوجئت أن زوجها بخيل جدا فالتزمت بسداد جميع الأقساط المطلوبة من الزوج, كما التزمت بدفع إيجار الشقة وشراء احتياجات المنزل حتي تمكنت من سداد الأقساط ورزقهم الله بطفلين جنا و إياد في الصف الابتدائي وتكفلت الأم بجميع نفقات الأولاد, بالإضافة إلي مصاريف المنزل ونجحت في شراء شقة جديدة كتبتها باسم الزوج رغم أنها ألتزمت بدفع المقدم والأقساط واستمرت حياتهم في استقرار وبدون مشاكل بسبب تقديسها للحياة الزوجية وإنفاق مرتبها علي أسرتها وادخار جزء منه للمستقبل حتي تعرف الزوج علي أحد الجيران علي المقهي وتطورت الصداقة. أوضحت الزوجة أنها فوجئت بتدخل أصدقاء زوجها الجدد في حياتهم الخاصة وتجاوز الأمر ذلك بمناقشة الزوج وأصدقائه لتفاصيل حياة أسرته علي القهوة في سهراتهم المتكررة كل ليلة والتي تستمر حتي الساعات الأولي للصباح ووصل الأمر إلي قيامهم بتحريضه علي التدخين وتناول الحبوب المخدرة وهو ما أثر علي أخلاق إبراهيم وتحول إلي شخص آخر وكان يقوم بإهانة الأولاد والتجاوز في حق أسرته أمام الجيران والأقارب. أشارت سماح إلي أن جميع محاولات الأهل فشلت في احتواء المشاكل المتكررة في الأسرة ووصل الأمر إلي قيام الزوج بمطالبتها بترك العمل والجلوس بالمنزل بحجة رعاية الأولاد رغم أنه يعلم أنها لم تقصر نهائيا في رعاية أسرتها وأولادها ويعلم أيضا طبيعة الوظيفة الحكومية التي تعمل فيها وأنها لا تحتاج إلي مجهود كبير ومدة العمل5 أو6 ساعات يوميا ومرتبها كبير وأكبر بثلاثة أضعاف من مرتب الزوج, بالإضافة إلي أن الزوج يعمل في القطاع الخاص ومعرض للطرد في أي لحظة واستمرت المشاكل وتصاعدت حتي وصلت إلي قيامه بالامتناع نهائيا عن الإنفاق علي المنزل ورفض حتي دفع ثمن العلاج لأولاده إذا مرضوا وطلب منها إعطاءه مرتبها الشهري كاملا أو ترك منزل الزوجية فقررت سماح بعد أن أصابها التعب أن تستجيب لطلب الزوج وتترك منزل الزوجية. أكدت الزوجة أنها أصيبت في البداية باكتئاب ثم سرعان ما تأقلمت علي حياتها الجديدة واستمر الأمر علي ما هو عليه وانتظرت الزوجة أن يقوم إبراهيم بالاتصال بهم في بداية شهر رمضان والاعتذار والصلح ولكنه صمم علي موقفه بإعطائه الراتب مقابل عودتها لمسكن الزوجية وهو ما دفعها لطلب الطلاق أمام محكمة الأسرة للضرر بسبب تناول الزوج الحبوب المخدرة وامتناعه عن الإنفاق علي أسرته وطلبت أيضا نفقة شهرية لأسرتها.