عن أبي هريرة-رضي الله عنه- قال: قال رسول الله-صلي الله عليه وسلم-:(اجتنبوا السبع الموبقات: الشرك بالله, والسحر, وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق, وأكل الربا, وأكل مال اليتيم, والتولي يوم الزحف, وقذف المحصنات الغافلات) قوله- صلي الله عليه وسلم-: وأكل مال اليتيم: قال الله-تعالي-:(إن الذين يأكلون أموال اليتامي ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا)( النساء:10) وقال الله- تعالي:-( ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتي يبلغ أشده)( الإسراء: من الآية34) وعن أبي سعيد الخدري- رضي الله عنه-أن رسول الله-صلي الله عليه وسلم- قال في المعراج:( فإذا أنا برجال وقد وكل بهم رجال يفكون لحاهم, وآخرون يجيئون بالصخور من النار فيقذفونها بأفواههم, وتخرج من أدبارهم فقلت: يا جبريل! من هؤلاء؟ قال: الذين يأكلون أموال اليتامي ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا), وقال السدي- رحمه الله تعالي-: يحشر آكل مال اليتيم ظلما يوم القيامة ولهب النار يخرج من فيه, ومن مسامعه, وأنفه, وعينه كل من رآه يعرفه أنه آكل مال اليتيم. قال العلماء: فكل ولي ليتيم إذا كان فقيرا فأكل من ماله بالمعروف بقدر قيامه عليه في مصالحه وتنمية ماله فلا بأس عليه, وما زاد علي المعروف فسحت حرام لقول الله- تعالي-(ومن كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف)( النساء:6). وفي الأكل بالمعروف أربعة أقوال: أحدها: أنه الأخذ علي وجه القرض والثاني: الأكل بقدر الحاجة من غير إسراف. والثالث: أنه أخذ بقدر إذا عمل لليتيم عملا. والرابع: أنه الأخذ عند الضرورة فإن أيسر قضاه, وان لم يوسر فهو في حل, وهذه الأقوال ذكرها ابن الجوزي في تفسيره, وفي البخاري أن رسول الله-صلي الله عليه وسلم-قال:( أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا, وأشار بالسبابة والوسطي وفرج بينهما).