ما حكم التنقل قبل صلاة الجمعة؟ فقد ثبت عن رسول الله صلي الله عليه وسلم الأمر بالصلاة قبل الجمعة وبيان ما في ذلك من الأجر والثواب, كما في حديث سلمان الفارسي رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: لا يغتسل رجل يوم الجمعة ويتطهر ما استطاع من طهر, ويدهن من دهنه أو يمس من طيب بيته, ثم يخرج فلا يفرق بين اثنين, ثم يصلي ما كتب له ثم ينصت إذا تكلم الإمام, إلا غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخري( رواه البخاري). وليس لهذه النافلة حد لا يتعدي لكنها مقيدة بأن تكون قبل صعود الإمام المنبر, والمصلي مأمور بعد صعود الإمام المنبر بالجلوس والإنصات للموعظة. هل الصلاة علي النبي صلي الله عليه وسلم من قبل المأمومين والإمام يخطب يعتبر لغوا؟ وما حكم الدعاء بين الخطبتين في صلاة الجمعة؟ ثبت عن رسول الله صلي الله عليه وسلم أن في يوم الجمعة ساعة لا يسأل العبد فيها شيئا إلا آتاه الله تعالي إياه ما لم يسأل حراما( رواه أحمد وابن ماجة), وقد قال بعض أهل العلم: بأن تلك الساعة هي من زوال الشمس, وقيل: ما بين خروج الإمام إلي أن تقام الصلاة, وقيل: مابين خروج الإمام إلي أن تنقضي الصلاة, وقيل: مابين الأذان إلي انقضاء الصلاة, وقيل: مابين أن يجلس الإمام علي المنبر إلي أن تنقضي الصلاة, وقيل: من حين يفتتح الإمام الخطبة حتي فرغها, وقيل: عند الجلوس بين الخطبتين, وهذه الأقوال كلها شاملة للوقت ما بين الخطبتين, وقد روي مسلم عن أبي موسي رضي الله عنه أنه سمع النبي صلي الله عليه وسلم يقول في ساعة الجمعة: هي ما بين أن يجلس الإمام علي المنبر إلي أن يقضي الصلاة... وعليه فلا حرج علي المسلم أن يدعو بين الخطبتين حال جلوس الإمام بينهما... أما الصلاة علي النبي صلي الله عليه وسلم من قبل المأمومين والإمام يخطب فلا يعتبر لغوا, والأفضل أن يكون ذلك سرا خروجا من الخلاف, قال النفراوي رحمه الله في( الفواكه الدواني) عند بيان ما يطلب لسماع الخطبة: كما يجوز كل من التسبيح والتهليل والاستغفار والصلاة علي النبي صلي الله عليه وسلم عند ذكر أسبابها قاله ابن عرفة, وقال ابن حبيب: يجهر بذلك جهرا ليس بالعالي وإلا حرم. إذا دخلت المسجد يوم الجمعة أثناء الأذان الأول, هل أنظر المؤذن حتي يفرغ من الأذان أم بإمكاني أن أصلي تحية المسجد علي الفور؟ فالمشروع للمسلم يوم الجمعة أن يبكر إلي المسجد ما استطاع إلي ذلك سبيلا, لقوله صلي الله عليه وسلم: من راح في الساعة الأولي فكأنما بدنة ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشا أقرن, ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة, ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة, فإذا صعد الإمام المنبر حضرت الملائكة يستمعون الذكر( متفق عليه). أما من دخل المسجد حال رفع الأذان الأول فالأفضل في حقه أن يستمع إلي الأذان أولا حتي يتسني له أن يجيب المؤذن, لقوله عليه الصلاة والسلام: إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثلما يقول ثم صلوا علي( متفق عليه), وبعد فراغ المؤذن يشرع في صلاة تحية المسجد وما شاء من نفل فيكون قد جمع بين الحسنيين... أما لو دخل الأذان الثاني أي بعد صعود الإمام المنبر فإنه يجب عليه الشروع في تحية المسجد, حتي إذا فرغ المؤذن من أذانه, يكون هو قد فرغ من صلاته فيستمع إلي الموعظة من الإمام, لأن سماع الخطبة فرض وإجابة المؤذن سنة, والفرض أفضل من السنة. أجابت عن الأسئلة دار الإفتاء المصرية