بعد أن أصبح وقوف المصليين فى الشارع وبالتحديد فى زوايا ومساجد القاهرةالجديدة انتظارًا لانتهاء الخطبة حتى يدخلوا ويفرشوا سجاداتهم ليؤدوا صلاة الجمعة ظاهرة.. سألنا الشيخ عبد الحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر عن حكم الدين فى هذه الظاهرة؟ أجاب بأن الله تعالى قال فى كتابه ( إِذَا نُودِي لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ). ويوم الجمعة يبدأ عقب صلاة الفجر مباشرة، ولقد كان الصحابة رضوان الله عليهم يأخذون أماكنهم فى المسجد يوم الجمعة من بعد صلاة الفجر ويجلسون فى أماكنهم حتى يؤدون الصلاة. وقال النبى صلى الله عليه وسلم من راح إلى المسجد فى الساعة الأولى من يوم الجمعة كأنما تقرب إلى الله بجمل، ومن راح فى الساعة الثانية كأنما تقرب إلى الله ببقرة، ومن راح فى الساعة الثالثة كأنما تقرب إلى الله بكبش، ومن راح فى الرابعة كأنما تقرب إلى الله بدجاجة، ومن راح فى الساعة الخامسة كأنما تقرب إلى الله ببيضة، فإذا صعد الإمام المنبر طويت الصحف وجلست الملائكة تستمع إلى الخطبة . وقال أيضًاصلى الله عليه وسلم ما من يوم عيد ولا جمعة إلا ويأمر الله الملائكة أن يقفوا على أبواب المساجد وبأيديهم أقلام من ذهب وصحف من فضة، يكتبون الناس بأسمائهم الأول، فالأول فإذا دخل الإمام المسجد وصعد المنبر طويت الصحف وجفت الأقلام وجلسوا يستمعون للخطبة وعليه فينبغى على المسلم أن يحرص على أن يبكر لصلاة الجمعة حتى يستمع إلى الخطبة لأنه يوم عيد فى الأرض وفى السماء. وللأسف الشديد أن الجمعة فى بعض الأماكن أصبحت أشبه بفيلم سينمائى لا ينقصه إلا شباك لقطع التذاكر.. قائلًا الذين ينتظرون انتهاء الخطبة حتى يؤدون الصلاة أن أجرهم ناقص إنما عليهم أن يغتنموا هذا اليوم ففيه ساعة الدعاء فيها مستجاب وأخفى الله على الناس هذه الساعة حتى يجتهدوا فى العبادة.