تتجلي وحدة الأمة الإسلامية في شهر رمضان وكيف لا تكون أمة واحدة وربها واحد هو الله ونبيها واحد هو محمد- صلي الله عليه وسلم- وكتابها واحد هو القرآن وقبلتها واحدة هي الكعبة وشريعتها واحدة هي شريعة الإسلام فأركان الإسلام وشرائع الدين كلها تدعو إلي الوحدة ونبذ الفرقة والاختلاف يظهر ذلك في الصلاة حينما تؤدي جماعة. فصلاة الجماعة أعظم من صلاة الفرد وذلك لاجتماع المسلمين فيها صفا واحدا, فيلتقي المسلم بأخيه المسلم كل يوم خمس مرات مما يقوي العلاقات بين أفراد المجتمع المسلم وتتجلي وحدة الأمة كذلك في فريضة الزكاة حيث التراحم والتكافل, بين أفراد المجتمع وتظهر وحدة المسلمين في الصيام حيث تجتمع في إفطارها وسحورها, وفي يوم عيدها والحج رمز لوحدة الأمة فهو مؤتمر سنوي, يجمع الله فيه المسلمين من أقصي الدنيا شرقا إلي أقصاها غربا, ومن أقصاها شمالا إلي أقصاها جنوبا, فتجد في الحج الأبيض والأسود والأحمر والعربي والإنجليزي والفرنسي والصيني والهندي, والكبير والصغير للدلالة علي أننا أمة واحدة فالإسلام يدعونا إلي أن نكون إخوة متحابين متضامنين فقال تعالي إنما المؤمنون إخوة الحجرات:10, ومقتضي هذه الأخوة شعور المسلم بأخيه المسلم فيفرح لفرحه ويحزن ويتألم لمصابه ويعمل علي إزالته بكل ما أوتي من قوة ويتمني له الخير ويحزن إن نزل به الشر ولذلك كان من الركائز الأساسية التي أقام عليها النبي- صلي الله عليه وسلم- دولة الإسلام الأولي في المدينةالمنورة هي المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار ونبذ كل مظاهر الفرقة والاختلاف ليرسي للأمة الإسلامية قاعدة مهمة في حياتها إنها قاعدة الحب والأخوة التي يقوم عليها المجتمع الإسلامي السليم الذي شبهه الرسول بالجسد الواحد فعن النعمان بن بشير- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: مثل المؤمنين في توادهم, وتراحمهم, وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكي منه عضو تداعي له سائر الجسد بالسهر والحمي رواه مسلم, فالمسلمون جميعا أمة واحدة لا تفرقهم الأنساب والأعراق يقول الله تعالي: إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون الأنبياء:.92 من علماء الأوقاف