شن البرلمان بمجلسيه الشعب والشوري هجوما حادا علي سياسات إسرائيل وممارساتها غير الشرعية وما قامت به قوات الاحتلال الإسرائيلي باقتحام ساحة المسجد الأقصي وقرارها ضم الحرم الإبراهيمي بمدينة الخليل ومسجد بلال بن رباح للتراث الإسرائيلي. وأعلن مجلسا الشعب والشوري وبإجماع أعضائهما في الأغلبية والمعارضة والمستقلين رفضهم سياسات إسرائيل مطالبين بالتصدي لمحاولاتها تهويد القدس والمقدسات الإسلامية في الأراضي الفلسطينية ووصف الدكتور أحمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب هذه الممارسات من إسرائيل بأنها اعتداء علي الديانة الإسلامية ويمهد لحرب دينية وثقافية نخشي أن تقوم. وقال أمام مجلس الشعب إن ضم إسرائيل الحرم الإبراهيمي ومسجد بلال بن رباح هو مغالطة تاريخية لأن الجيوش الإسلامية فتحت القدس عام683 ميلادية وبنت المسجد الأقصي والصحن ولم يكن هناك إلا كلام عن هيكل سليمان دون أي تأكيد. وقال سرور إنه لا يجوز أن ينسب كل ما هو لإبراهيم إلي اليهودية فقط ويجب علي العلماء والمؤرخين التصدي لتلك الادعاءات. ووصف السيد صفوت الشريف رئيس المجلس ما تقوم به إسرائيل بالمخطط المدروس لتغيير الأوضاع علي أرض الواقع تعزيزا لموقف إسرائيل التفاوضي إزاء أي مبادرات سياسية محتملة لتحريك عملية السلام في المنطقة. وأكد الشريف في كلمته أمام المجلس أن الإجراءات الإسرائيلية بمثابة تحد سافر ومتصل لإرادة المجتمع الدولي كما أنها تؤكد عزم إسرائيل وتصميمها علي إفشال مهمة المبعوث الأمريكي لعملية السلام وإجهاض المفاوضات المباشرة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل قبل أن تبدأ من خلال فرض سياسة الأمر الواقع. وأكد الشريف أن الاحتلال الإسرائيلي تجاوز كل الخطوط ومارس إجراءات استفزازية ترقي إلي مستوي التحريض علي إثارة حرب دينية وتأجيج صراع عقائدي يعلم الله وحده مستقره ومنتهاه في وقت تبذل فيه مصر كل جهد ممكن لتخفيف حدة التوتر وحث أطراف النزاع علي العودة إلي مائدة المفاوضات للوصول إلي حل نهائي للصراع. وطالب الشريف الفصائل الفلسطينية في هذه المرحلة العصيبة بتوحيد الصفوف وإنهاء الانقسامات والتوحد وراء هدف واحد للتحرر من ربقة الاحتلال وإقامة الدولة المستقلة حتي لا يمنحوا إسرائيل الفرصة لفرض الأمر الواقع وأهاب بمجلس الأمن الدولي أن يتحمل مسئولياته طبقا للفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة وأن يبادر للتحرك تجنيبا للمنطقة والعالم مغبة ردود أفعال ستتجاوز حدود المنطقة وسيدفع العالم كله ثمن ما أقدمت عليه سلطات الاحتلال الإسرائيلي من إجراءات غير مسئولة خارجة علي كل عرف أو ميثاق أو قانون. ودعا الشريف الدول العربية إلي اتخاذ موقف جماعي فوري وحاسم يتجاوز الخلافات السياسية ويرقي لمستوي الحدث ووطأة المخاطر كما توجه بنداء إلي دول العالم الإسلامي صاحبة المصلحة الأولي في الدفاع عن المقدسات الإسلامية من خلال منظمة المؤتمر الإسلامي إلي اتخاذ موقف ضاغط وحاسم يوقف التجاوزات الإسرائيلية ويقف في مواجهة مخططات مدروسة لطمس الهوية الدينية للمقدسات الإسلامية ويرغم القوي المساندة لإسرائيل والداعمة لسياساتها العدائية علي إعادة حساباتها والنظر من جديد في موقفها إزاء تعنت إسرائيلي تجاوز الحدود. وأهاب الشريف بمنظمة المؤتمر الإسلامي أن تتحمل مسئولياتها إزاء هذه التطورات الأخيرة وأن تتخذ الإجراء الحاسم والسريع لمواجهة الإجراءات الإسرائيلية بكل سبل الضغط الممكنة. ومن جانبه أكد الدكتور مفيد شهاب وزير الشئون القانونية والمجالس النيابية أمام البرلمان بمجلسيه الشعب والشوري أن قرار الحكومة الإسرائيلية تزييف للحقائق وتحريف للتاريخ وسرقة للجغرافيا ويؤدي إلي تغذية التطرف والصدام والعنف وتأجيج صراعات الثقافات والأديان. وقال شهاب إن إسرائيل تستهدف من وراء مثل هذه الإجراءات عرقلة عملية السلام والهروب من استحقاقاته مؤكدا الرفض القاطع من مصر لهذا القرار وطالب المجتمع الدولي واليونسكو بالقيام بدورهما لوقف الإجراءات الإسرائيلية. وأكد أن المجتمع الدولي بجميع مؤسساته وهيئاته والإدارة الأمريكية والاتحاد الأوروبي والبرلمان الأوروبي والأورومتوسطي عليه القيام بمسئولياته تجاه هذه السياسات الإسرائيلية وعواقبها المدمرة علي المنطقة والتحرك العاجل لوقف هذه الإجراءات. وكشف شهاب عن أن مصر قامت باتصالات عاجلة مع أعضاء اللجنة الرباعية الدولية ومع الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي وذلك للتأكيد علي الهوية الفلسطينية للمواقع التي أدرجتها إسرائيل بشكل غير شرعي وهي تعمل من أجل دعم تحرك دولي لاعتبار الخطوات الإسرائيلية غير شرعية وللضغط علي الحكومة الإسرائيلية لتجميد هذا القرار والتراجع عنه في ضوء ما يمكن أن يترتب عليه من تداعيات سلبية. وقال إن مصر نقلت قلقها البالغ للحكومة الإسرائيلية من تلك الإجراءات المستفزة وقامت بالضغط عليها لتهدئة الموقف في محيط الحرم القدسي كما قامت مصر بتوجيه وفدها في اليونسكو بالتحرك دوليا وإثارة الأمر أمام المنظمة لرفض الخطوة الإسرائيلية. وأكد شهاب أنه نتيجة للتحرك المصري والعربي أعربت المديرة العامة لليونسكو ايرنا بوكوفا عن قلقها بشأن ما قد يترتب علي القرار الإسرائيلي من تصعيد للتوتر في المنطقة مشيرا إلي أن مأساة الأماكن المقدسة في الأراضي الفلسطينية المحتلة تكمن في غياب الدور العربي الإسلامي واستمرار الانقسام الفلسطيني الداخلي وعدم اتخاذ موقف دولي حاسم ضد إسرائيل وضعف الرد الشعبي والدولي علي ما يجري من تهويد للمقدسات وهو ما يعد أكبر محفز للإسرائيليين للاستمرار في مخططاتهم في تهويد القدس وتغيير معالمها وسرقة هويتها وطمس معالمها العربية والإسلامية.