رمضان شهر العفة والنقاء والطهر فهو يدرب المسلم علي أن يمتنع باختياره عن شهواته شهرا كاملا فلا يكون عبدا لشهواته ومن دوام شهرا كاملا يمتنع فيه عن شهواته الحلال طاعة لله فهو قادر بعد ذلك من باب أولي أن يتعفف عن الحرام ما دام أن ذلك فيه مرضاة الله وطاعته فالصوم وسيلة للعفة فهو يضيق مجاري الشهوة في النفس فيضعف سلطان الشيطان ويقوي سلطان الإيمان فعن عبد الله بن مسعود قال: قال لنا رسول الله صلي الله عليه وسلم يا معشر الشباب, من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج, ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء أخرجه البخاري, والعفة مطلوبة من المتزوج ومن غير المتزوج رجلا كان أم امرأة بل هي في حق المتزوج أوكد وأشد وهي الجزاء العادل لمن حفظ أعراض الناس فمن حفظ أعراض الناس حفظ الله عرضه أما من عبث بعرض غيره فإن جزاءه من جنس عمله حيث سيجد من يعبث بعرضه وشرفه حيث يقول صلي الله عليه وسلم بروا آباكم تبركم أبناؤكم وعفوا تعف نساؤكم رواه الطبراني, فكل دين لابد له من وفاء ودين الأعراض وفاؤه بالأعراض والمرء يهتك عرضه حين يهتك أعراض الناس فالعفة هي الأمان الذي يحفظ كيان الأسرة فهي من أعظم الخصال التي يتصف بها المسلم خاصة في هذا الزمان الذي كثرت فيه الفتن وأصبح القابض فيه علي دينه كالقابض علي الجمر فهي تعصم المسلم من الزلل والانحراف وتصون المجتمع من الفوضي والضياع وتصان بها الأعراض فسلامة المجتمع وقوة بنيانه في العفة عن الحرام بكل أنواعه وهي أعظم ما ينعم الله به علي عبد في الدنيا فعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: أربع إذا كن فيك, فلا عليك ما فاتك من الدنيا: حفظ أمانة, وصدق حديث, وحسن خليقة, وعفة في طهر رواه أحمد, وقد بشر النبي صلي الله عليه وسلم أهل العفة بأنهم أول من يدخلون الجنة فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: عرض علي أول ثلاثة يدخلون الجنة: شهيد, وعفيف متعفف, وعبد أحسن عبادة الله ونصح لمواليه رواه الترمذي, فاللهم إنا نسألك الهدي والتقي والعفاف والغني.