مر اسبوع تقريبا علي القرار الذي اتخذته مجموعة من الدول العربية بشأن مقاطعة قطر اقتصاديا وسياسيا, وهو القرار الذي طبقته مجموعة أخري من الدول غير العربية, علي خلفية القمة الامريكية العربية التي عقدت بالمملكة العربية السعودية بحضور الرئيس السيسي وعدد من كبار قادة العالم العربي والغربي, وهي القمة التي يعد ذلك القرار أحد أهم نتائجها حيث صدر البيان باعتبار قطر دولة داعمة للارهاب وانها تصدر الفكر المتطرف وتسعي لنشره بمختلف الوسائل بما فيها الدعم المالي والعسكري والا علامي. وهنا لا يمكن انكار ذلك الدور الأمريكي الذي يحاول العودة إلي المنطقة بالطريقة التي لا تخلو من صيغة المصالحة بوجهة نظري, فما شهدته العلاقا ت المصرية الأمريكية خلال السنوات الست الاخيرة وما قدمته الولاياتالمتحدةالأمريكية من دعم عبر مختلف المنظمات العاملة في مصر كان كفيلا بتشويه صورة الولاياتالمتحدةالامريكية في عقول المصريين, والآن اعتقد أن ما قام به الرئيس دونالد ترامب انما يعد تأكيدا علي قوة الدور الامريكي في منطقة الشرق الأوسط بشكل عام وان لديها القدرة علي الفعل اذا ما اتخذت القرار. نعرف جميعا بطبيعة الحال أن تلك السياسة الأمريكية الجديدة لا ترمي لخطب ود مصر بقدر ما ترمي للحافظ علي الصورة والدور الأمريكي وما له من مصداقية تآكلت في الفترة الماضية, فهي مرحلة جديدة من مراحل بناء الثقة بين مصر والولاياتالمتحدةالامريكية, وأكثر ما يهمني في النظر لتلك المرحلة هو أنها بدأت علي اساس سليم من تساوي الرءوس, وهنا لا اقصد بطبيعة الحال أن أقارن بين مصر وبين الولاياتالمتحدةالامريكية, فالفارق معروف, والجميع يدركه, ولكن ما اقصده أن هو أن ما خاضته البلاد ولازالت تخوضه كان بمثابة العلاج الشافي لظاهرة التبعية للقرار الامريكي أو الغربي وهي الظاهرة التي يعتقد رجل الشارع البسيط وغير البسيط فيها. لقد تغيرت صورة مصر في وقت قصير, وانهدمت كثير من المخططات التي كان يتم نسجها للايقاع بهذا الوطن الغالي بفضل اصرار وايمان المخلصين من ابناء هذا الوطن وهم كثر, وفي أكثر من موقع. لقد عانت مصر من محاولات نشر الفكر المتطرف بكل صوره, وهو الأمر الذي كان له نتائجه الملموسه علي أرض الواقع, فلم يسلم أحد من تلك المؤامرات الخسيسة, التي باتت بتكرارها تؤكد علي حقيقة واحدة, ألا وهي أن قطر ضالعة في كثير من تلك المؤامرات, وأسوق تأكيدا في هذا المقال لعله يكون جديدا علي تلك الحقيقة الواضحة, واقصد به محاولة قطر نفي التهمة عن نفسها وتضليل الرأي العام العالمي قبل العربي بتسمية المقاطعة التي تمارس بحقها منذ اتخاذ القرار الشجاع باسم الحصار. تلك التسمية الأخيرة تذكرنا جميعا بمحاولة تضليل الرأي العام العالمي والعربي حينما قامت ثورة30 يونيو حيث عمد انصار النظام الذي سبقها بتسميتها باسم اخر لا يفهم منه سوي محاولة تغييب العقول وتزييف مداركها واقصد به تسمية انقلاب, هذا هو دأب المتآمرين مهما تغيرت اساليبهم ففكرهم وطريقة عملهم تفضحهم. وارجو أن يكون الموقف المصري الآن بات واضحا, ونأمل أن تتعاون كل الدول العربية وتلتف حول مصر وزعيمها الذي أثبت باخلاصه أن هناك من يقدر علي تحقيق ولو بعض من أحلام ابناء هذا الوطن في ظل أصعب الظروف.