شهد ميناء رفح البري أمس ومنذ الساعات الأولي لتشغيله تدفق أعداد كبيرة من الفلسطينيين معظمهم من المرضي والعاملين بمصر وبعض الدول العربية, وذلك بعد قرار السلطات المصرية بفتحه بشكل دائم وفق آلية جديدة تسمح بعبور الفلسطينيين في الاتجاهين. وأكد مصدر أمني مسئول بالميناء أنه في اليوم الأول لتشغيل المعبر بلغ إجمالي عدد العابرين570 فردا من وإلي قطاع غزة, حيث وصل إلي البلاد قادمين من قطاع غزة404 أفراد, في حين غادر البلاد إلي القطاع166 فردا, وقد تم إنهاء إجراءات عبورهم ودخولهم إلي القطاع عن طريق ميناء رفح في سهولة ويسر, لافتا إلي أن الآلية الجديدة لعمل المعبر تتمثل في فتح المعبر من التاسعة صباحا وحتي الخامسة مساء وبشكل يومي عدا الجمعة والاجازات الرسمية, وذلك اعتبارا من أمس. وقد استقبل الفلسطينيون قرار فتح المعبر بفرحة غامرة, حيث أكد محمد عرفات مندوب سفارة فلسطين الأسبق بالقاهرة أن قرار فتح المعبر جاء معبرا عن نبض الشارع العربي, لافتا إلي أن جميع الفلسطينيين يقدرون القرار المصري الجريء بفتح المعبر بشكل دائم. وقال محمد أبودقة(60 عاما) من قطاع غزة إنه أصيب برصاصة في قدمه في أثناء الحرب علي قطاع غزة, فقد خلالها ساقه اليسري ويرغب في الذهاب إلي القاهرة لاستكمال العلاج وتركيب طرف صناعي له. وأشار الشيخ صباح أبوحمدين(80 عاما) إلي أن القرار المصري حقق له آخر أمل في حياته, وهو رؤية ابنته المتزوجة بالقاهرة والتي لم يرها منذ20 عاما, مؤكدا أن قرار مصر بفتح المعبر أعاد للعرب هيبتهم وقوتهم, وأعاد لمصر دورها الريادي في المنطقة العربية. ونظم أمس عشرات الفلسطينيين مسيرة سلمية بجوار خط الحدود الدولي وأمام بوابة معبر رفح من الجانب الآخر لتوجيه الشكر للسلطات المصرية لافتتاح ميناء رفح البري بالتوازي مع المعبر الفلسطيني للعبور بين مصر وقطاع غزة بآلية جديدة وإدخال تسهيلات علي حركة السفر. وقد توالت أمس ردود الفعل الإسرائيلية بمناسبة افتتاح معبر رفح بين مصر وقطاع غزة بشكل دائم لأول مرة منذ سنوات. ففي الوقت الذي اعتبر عضو الكنيست الإسرائيلي عن حزب كاديما داني دانون, فتح المعبر دليلا علي فشل خطة الانفصال عن غزة, وفشل لحكومة نيتانياهو, خفف مصدر أمني إسرائيلي رفيع المستوي من القلق, مؤكدا أن العناصر الإرهابية ستمر إلي غزة عبر الأنفاق إذا أرادت بدلا من رفح. وشن حزب كاديما المعارض هجوما حادا علي رئيس الوزراء الإسرائيلي واتهم حكومته بالفشل السياسي, وجاء ذلك في الوقت الذي نظم عشرات الفلسطينيين مسيرات شكر بقطاع غزة موجهة إلي القيادة المصرية, رافعين الأعلام المصرية والفلسطينية.