في يوم الجمعة السابع عشر من شهر رمضان من السنة الثانية من الهجرة وقعت غزوة بدرالكبري وهي أول معركة يخوضها المسلمون في سبيل الله وأول معركة بين الحق والباطل ولذلك سمي القرآن يومها يوم الفرقان قال تعالي وما أنزلنا علي عبدنا يوم الفرقان يوم التقي الجمعان سورة الأنفال آية41- فهو اليوم الذي فرق الله فيه بين الحق والباطل وقد سميت بهذا الاسم نسبة إلي منطقة بدر التي وقعت فيها المعركة, وبدر بئر مشهورة تقع بين مكةالمكرمة والمدينة المنورة والمتأمل في التاريخ يجد كثرة انتصار المسلمين في شهر رمضان ففيه أيضا تم فتح مكة في العام الثامن للهجرة وفيه انتصر المسلمون علي التتار في موقعة عين جالوت في عام658 ه وفي هذا الشهر المبارك انتصر المسلمون علي الصليبيين في معركة حطين والتي استرد بعدها بيت المقدس عام583 ه وفيه كان انتصار العاشر من رمضان علي اليهود1391 ه لتؤكد هذه المعارك والانتصارات أن شهر رمضان هو شهر العزة والتمكين وانتهت غزوة بدر بانتصار الفئة القليلة المؤمنة من المسلمين علي الفئة الكثيرة المشركة من قريش وقتل قائدهم أبي جهل حيث كان عدد المسلمين في غزوة بدر ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا, معهم فرسان وسبعون جملا, وكان تعداد جيش قريش ألف رجل معهم مائتي فرس, أي كانوا يشكلون ثلاثة أضعاف جيش المسلمين من حيث العدد تقريبا إلا أن الله أنزل ملائكته تقاتل مع المؤمنين وتثبتهم كما قال تعالي إذ تقول للمؤمنين ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين* بلي إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين آل عمران:125,124- وأنزل الله النعاس علي المسلمين أمانا لهم ليزيل الخوف من قلوبهم من كثرة عدد عدوهم وقلة عددهم ولينالوا قسطا من الراحة قبل المواجهة الحاسمة فنام الجميع إلا رسول الله- صلي الله عليه وسلم- بات ليلته يصلي ويستغيث بربه ويتضرع إليه أن ينصره بعد أن اتخذ كل الوسائل المادية الممكنة للنصر في حدود الطاقة البشرية فالدعاء والاستغاثة واللجوء إلي الله من أعظم أسباب النصرعلي الأعداء, قال تعالي: إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين الأنفال:.9