امر الله سبحانه وتعالي المسلمين بصوم شهر رمضان- لاول مرة- في العام الثاني من الهجرة واطلق علي يوم السابع عشر من شهر رمضان في هذا العام يوم الفرقان.. واذا كان لفظ الفرقان اطلق علي القرآن الكريم وعلي التوراة باعتبار أنهما فرقا بين الحق والباطل.. بين الشرك بالله والايمان به وحده فرقانا معنويا، فان اطلاق يوم الفرقان علي يوم السابع عشر من رمضان للعام الثاني من الهجرة لانه كان فارقا حسيا حيث وقعت في هذا اليوم غزوة بدر الكبري اول غزوة في الاسلام حين تصدت قوات المسلمين لقافلة المشركين ردا لحقوقهم المسلوبة حين اضطرهم المشركون الي الهجرة من مكة الي المدينة بعد ان انزلوا بهم كل صنوف التعذيب والايذاء الذي طال النبي صلي الله عليه وسلم.. هاجروا الي المدينة وتركوا كل ما يملكون فرارا بعقيدتهم وارواحهم وخلاصا من عذاب اشتد من قوة غاشمة ظالمة تملك كل الوسائل المادية.. تصدي نفر قليل من المؤمنين لا يتعدي الثلاثمائة لجحافل المشركين التي قدرت باضعاف اضعاف عدد المسلمين والذين نفروا دفاعا عن القافلة بقيادة ابي سفيان ودارت معركة غير متكافئة يديرها علي الارض محمد صلي الله عليه وسلم ويديرها رب العزة من السماء دفاعا عن دينه وارسل ملائكته تحارب مع المسلمين الذين انتصروا مع قلة عددهم نصرا مؤزرا بتأييد من الله سبحانه وتعالي لتعلو كلمة الحق »وما النصر الا من عند الله« وينظر النبي صلي الله عليه وسلم علي ساحة المعركة نظرة تحمل معاني شتي وقد امتلأت بجثث المشركين ويرتفع صوته مخاطبا المشركين هل وجدتم ما وعد ربكم حقا؟ لقد وجدنا ما وعد ربنا حقا، ورفرفت رايته وأصبح للمسلمين كلمة تسمع وجانب يهاب وتخرج الدعوة الي النور وتتخلي عن السرية والتخفي ويكون يوم السابع عشر من رمضان يوم انتصار المسلمين في غزوة بدر.. يوم الفرقان.