اعتاد الخروج من منزله في الساعات الأولي من الصباح للعمل علي توك توك يمتلكه يقتات رزقه طيلة اليوم عبر نقل المواطنين بين قري وضواحي مركز شبين القناطر.. وفي نهاية يومه يعود لمنزله منهكا من شدة التعب طيلة اليوم يحمل بضع عشرات من الجنيهات ينفق جزءا منها علي أسرته الصغيرة ويحتفظ بالجزء الأخر لصيانة مصدر دخله وتسديد التزاماته.. هكذا كانت تسير حياة محسن سائق التوك توك الرجل الأربعيني قبل العثور علي جثته مقتولا بطلقة خرطوش في الرأس بالقرب من رشاح الزهوين. فلم يضع في حسبانه غير أسرته حيث كان يعمل من أجل توفير لقمة العيش لهم ولكن في المقابل كانت زوجته دائمة افتعال الخلافات معه.. ويوما بعد آخر زادت الخلافات بينهما مما دفع أحد أصدقاء زوجها للتدخل للصلح بينهما. بدأ الرجل في التردد علي المنزل للصلح بين الزوجين حيث قام في إحدي المرات بمغازلة الزوجة التي لم تتجاوز الثلاثين من عمرها فكان يلقي علي مسامعها عبارات المدح في جمالها الفتان حتي بادلته عبارات الإعجاب وتسربت المشاعر العاطفية بينهما خاصة بعد تردده علي المنزل في العديد من الأوقات. تطورت العلاقة بين الزوجة والخائن حتي وقعا في فخ الرذيلة وتعددت اللقاءات العاطفية بينهما أثناء غياب الزوج عن المنزل ومع مرور الوقت ثارت شكوك الجيران من العلاقة بينهما حتي أنتشرت سيرتهما بين الجميع من أهل البلدة وتناثرت الأقاويل حتي وصلت للزوج. كان اللواء أنور سعيد مدير أمن القليوبية قد تلقي إخطارا من اللواء علاء الدين سليم مدير المباحث الجنائية يفيد بالعثور علي جثة لشخص بطريق رشاح الزهوين دائرة مركز شبين القناطر لشخص في العقد الرابع من العمر. تم تشكيل فريق بحث علي مستوي عال تحت إشراف اللواء علاء الدين سليم قاده العميد محمد الألفي رئيس مباحث المديرية بالتنسيق مع العقيد محمود هندي مفتش الأمن العام شارك فيه العقد عبد الله جلال رئيس فرع البحث الجنائي بالخانكة. وبانتقال فريق البحث وبمناظرة الجثة تبين إصابة المجني عليه بطلق ناري بالرأس من الجهة اليسري كما عثر بحوزته علي بطاقة رقم قومي باسم محسن صالح41 سنة سائق ومقيم عرب صبيح وبجواره مركبة توك توك حيث تم نقل الجثة لمشرحة مستشفي شبين العام والتحفظ عليها تحت تصرف النيابة العامة بإشراف أحمد المنوفي مدير نيابة شبين القناطر.. تم وضع خطة بحث هادفة اعتمدت علي فحص علاقات المجني عليه وآخر مشاهدتها وتحركاته يوم الحادث وهل يوجد لديه أي خلافات مع آخرين بالمنطقة حيث تبين من التحريات الأولية أن الدافع وراء الواقعة كان بغرض الانتقام حيث لم يسرق المتهم أية متعلقات منه أو مركبة التوك توك.. وبتكثيف التحريات حول المجني عليه وردت معلومات لفريق البحث الذي شارك فيه الرائد أحمد فاروق رئيس مباحث شبين القناطر تفيد أن زوجة المجني عليه وتدعي فاطمة محمد31 سنة ربة منزل ترتبط بعلاقة عاطفية مع شخص آخر يدعي سعيد فايز34 سنة عامل بشركة وتناثرت العديد من الأقاويل حولهما خلال الفترة الأخيرة.. وبالتحريات حول المتهم تبين صحة المعلومات وبتتبع خط سيره في أوقات معاصرة للحادث تم الوصول لبعض المعلومات التي أكدت أن المتهم وراء ارتكاب الواقعة بعد معرفته بكشف المجني عليه علاقته بزوجته ورغبته في التخلص منه, حيث استعان بكل من ابن شقيقته محمد جمال26 سنة سائق وابن شقيقه طه حسين24 سنة عامل بمصنع وأخر يدعي محمد قاسم20 سنة يعمل علي توك توك ملك المتهم وجميعهم مقيمون بشبين القناطر.. وبعرض المعلومات علي النيابة العامة تم تقنين الإجراءات واستصدار إذن ضبط وإحضار للمتهمين من أحمد المنوفي مدير نيابة شبين القناطر وبإعداد العديد من الأكمنة الثابتة والمتحركة بالقرب من محل سكن المتهمين والأماكن التي يترددون عليها وتمكن فريق البحث من ضبطهم.. وبمواجهتهم أمام رجال المباحث اعترفوا بارتكاب الواقعة حيث قرر المتهم الأول أنه عقب علم المجني عليه بوجود علاقة عاطفية بينه وبين زوجته عقد العزم وبيت النية علي التخلص منه بقتله فقام بالاستعانة بباقي المتهمين لتنفيذ مخططة الإجرامي وليلة الحادث قام باستدراج المجني عليه لمكان الواقعة وحال وصوله قام بمساعدة المتهمين برش رذاذ بوجهه من رادع سلف دفنس وخنقه بواسطة شال وأطلق عيارا ناريا من سلاح ناري فرد خرطوش محدثا إصابته التي أودت بحياته وتركوه وفروا هاربين.. كما أرشد المتهمون عن السلاح المستخدم في الواقعة وتم ضبطه عبارة عن فرد خرطوش بداخله فارغ الطلقة وطلقتين خرطوش وكذا الرادع الشخصي ومركبة التوك توك قيادة الأخير التي أستخدمها الجناة بالذهاب لمكان الواقعة والهروب بها عقب ذلك وتم التحفظ عليهم.. تم تحرير المحضر اللازم وإحالة المتهمين إلي النيابة العامة التي تولت التحقيق.