للأسف الكذب والخداع هي السياسة المتبعة في بعض برامج التوك شو.. فقد قامت معدة برنامج العاشرة مساء بخداعي وطلبت مني تصوير تقرير عن علم الأبراج ليعرض في إحدي حلقات البرنامج بما انني أمثل الجانب الدارس لهذا العلم خاصة اني مهندسة اتصالات والكترونيات وأقوم بكتابة الأبراج في جريدتي( الأهرام) و(أخبار اليوم), وبالفعل قمت بتصوير التقرير. طلبت مني المعدة بعد ذلك أن أحل ضيفة عليهم لأبين للناس الفرق بين دارسي علم الأبراج وبين النصابين الذي يدعون ذلك, وطلبت مني أن آتي باثنين من معارفي.. شخص يعتقد وشخص لا يعتقد في الأبراج. وقبل البرنامج بساعات قليلة اعتذرت المعدة للضيفين وأبلغتني أن الحلقة ستكون معي وحدي. وعندما وصلت للقناة تعمدوا عزلي, وفوجئت عند دخولي الأستوديو بوجود ثلاثة ضيوف: أحمد عمارة ود.عبدالفادي, وفرعون الذي يدعي أنه متزوج من جنية تحت الأرض ولديه منها أولاد. بدأ الحوار وكانت المفاجأة الثانية أن( وائل) يساوي بيني وبين المتزوج من الجنية ويتهمنا بالنصب! وعندما كنت أرد بالأدلة والبراهين العلمية كان يقول:دعونا نتكلم لغة يفهمها المشاهد! ثم يقول: أنتم بتلغوا العلم وبتغيبوا العقل..أنتم أشد خطرا من الإدمان ومن داعش علي الناس..الغرب غير منشغل بهذا الدجل. وعندما ذكرت له أن كل الصحف الأجنبية تفرد صفحة للأبراج وهناك إصدارات متخصصة في هذا العلم في كل دول العالم, قال إنه سافر للخارج ولم ير ذلك! وعندما قلت له أن هناك علماء فلك في( ناسا) يعتقدون تمام الاعتقاد في علم الأبراج وقد ذكر كاتبنا الكبير( أنيس منصور) اسم بعض من هؤلاء العلماء في أحد مقالاته في عامود( مواقف) بجريدة( الأهرام) العريقة التي أتشرف بالكتابة فيها..قام( وائل) بالسخرية من كاتبنا العظيم, ومن أعماله( الذين هبطوا من السماء) و(الذين عادوا إلي السماء)! هل يعقل أن يكون منهج( الإبراشي) وفريق الإعداد الخاص ببرنامجه الشهير هو كيفية اصطياد الضيوف وتضليلهم للإتيان بهم ليتهمهم بالنصب بدون أدلة؟! وما هو تعريف هذا المنهج المتبع لديهم؟ أليس نصبا؟ أظن أن الأشد خطرا علي الناس من علم الأبراج هو تضليلهم, والسخرية من العلم, ومن رموز عظماء مثل( أنيس منصور),والسخرية من صحف الدولة, والكذب علي الرسول صلي الله عليه وسلم. إذ ادعي( الإبراشي) أن مقولة كذب المنجمون ولو صدقوا حديث شريف, علما بأن هذه المقولة غير معلوم من قائلها. إن دول العالم المتقدمة تبحث عن الحقيقة أيا تكن, ومن أجل معرفة الحقيقة يقوم العلماء بأبحاثهم ويقدمونها مصحوبة بالأدلة والبراهين. أما من يفتي بثقة غريبة في قواعد علمية وتاريخية معروفة,بدون تحري العلم أحب أن أقول له أرجوك ما تفتيش. طلبت من مدير قناة دريم( د.محمد خضر) اعتذارا رسميا من القناة لأن ما حدث معي هو عدم أمانة إعلامية, فطلب مني دليلا علي صدق كلامي,فبعثت له بصورة من حواري مع المعدة, ولم أجد ردا! للأسف في( مصيدة الإبراشي) أصبح الإعلام الحر فوضي, ولم يعد للغة العلم احترام.. ولأني أحترم قيمة العلم, وعقل المشاهد, ومهنة الإعلام أرفع الأمر للمجلس الأعلي للإعلام لوضع ضوابط مهنية لبرامج( التوك شو) حتي لا يتم تدمير العقول بمعلومات خاطئة,وتعليم المشاهد الانحدار في الحوار والمصادرة علي الرأي الآخر, بدلا من تعليمهم أساسيات الحوار الراقي من أجل الوصول للحقيقة, ونصيحة من مهندسة وخبيرة أبراج لكل إعلامي محترف لسياسة التوليع..شيء عظيم أن تحقق نسبة مشاهدة عالية لأن الناس تجذبها النار والحرائق, لكن الأمانة الإعلامية تحتم عليك أن تحترم عقل المشاهد وكرامة ضيوفك وإلا فقدت مصداقيتك واحترامك إلي الأبد.