المشاهد للتظاهرات والاعتصامات والاحتجاجات التي حشدتها جبهة الاغراق مؤلمة.. فمناظر بشعة لجرحي ودماء تنزف كنهر لا ينضب وقتلي.. وجنازات لأبرياء.. وكفنت التظاهرات بفلاشات عدسات التصوير وانتشرت الفوضي التي ما بعدها فوضي.. وجرائم القتل والسرقة والخطف والنهب وفرض الاتاوات وما يزيد الطين بلة الأزمات التي يختلقها البعض بأيد خفية للحفاظ علي ثرواتهم الطائلة فوق كل ذاك الشر المحدق الذي ابتلت به ربوع مصر الآفات الخلقية الوبيلة التي انتشرت بين الناس كالنار في الهشيم. من كذب ونفاق وغش وخداع ومداهنة ورياء ووصولية والتجسس والوشاية والسعاية لقد لعبت هذه الرذائل الممقوتة دورا خطيرا في حياة الشعوب وكانت سببا في فنائهم ودمارهم.. وهي اليوم تلعب دورا خطيرا في حياتنا فقد حولت مجري حياتنا لطرق ملتوية ودفعت بنا في اتجاهات معوجة وأدت إلي انقسامنا علي أنفسنا ومزقت الأسر واطاحت بمودتهم وفرقت الاصدقاء وقضت علي وحدتهم وعبثت بمصالحنا وانتشرت البغضاء والعداوة وينعت النفوس الحاقدة وتفككت الأواصر وانحلت وانتشرت الحزازات بين الناس كما لعبت الفضائيات لعبتها القذرة وزادت من قوة الخلافات وغلب علي البعض منهم عدم الأمانة والسعي وراء الأخبار غير الحقيقية ومدلسة بالكذب والتضليل والنفاق ففقدت مصداقيتها عند المواطن البسيط وجعلت الناس يتيهون بحثا عن الحقيقة ولا يعرفون من الصادق ومن الكذاب.. وضاع العدل بين أناس اضاعوا الحق بينهم والطامة الكبري الكل يتكلم باسم الوطن والوطنية وانه علي حق والآخرون علي باطل والذي يزيد من وطأة الحزن ان طالت الآفات الخلقية رجال الدين فصار البعض منهم يتهم الآخر جهارا نهارا بأنه يكذب وكثير الحلف وغير صادق ويقول ما لا يفعل.. ويقسم بغليظ الايمانات.. وهؤلاء من علماء الدين وكانوا ضيوفا لقنوات الرحمة والناس واليوم قناة أخري.. إذا من يصدق الناس؟ إذا فقدوا الثقة في القدوة في أهل الحكمة والعلم والمعرفة.. اتساءل من يكون قدوتنا؟ صاحب قناة "شفرة عين" الذي ينشر سمومه بين الناس هو ومذيعاته متحدثا باسم الوطنية وهو بعيد عنها بعد السماء والأرض والدليل عندما استضافوه في برنامج بعد المزاولة وقالوا له في البداية انها قناة المانية.. وفي المزاولة قالوا له انها قناة اسرائيلية فرحب بذلك وكان سعيدا للغاية وعندما سألته المذيعة قائلة: لو دعوت لزيارة إسرائيل ستلبي الدعوة وبدون مبالاة أجاب بنعم سألبي الدعوة علي الفور إذا أين الوطنية التي يتشدق بها ليل نهار ومذيعاته.. وهناك من القنوات التي لعبت دورا خطيرا في تفتيت وحدتنا وحشدت للتظاهرات وشل الحركة العامة وأوقفت عجلة التنمية في انحاء المحروسة وضياع الأمن والأمان وانتشار الفوضي وغيرها من الآفات الاجتماعية الخطيرة "لك الله يا مصر"