ليت معركة الانتخابات الرئاسية, لا تنزلق بالمرشحين ومنظمي حملاتهم الانتخابية, وكذا بالناخبين, الي اللجوء لآفة الكذب البغيضة, فيوعدون ولا يوفون, ويقولون ما لا يفعلون فيخسرون الدين والدنيا, وقد ورد في كتاب: أدب الدنيا والدين للماوردي, أن الكذاب لص. , لأن اللص يسرق مالك, والكذاب يسرق عقلك! وقال بعض الحكماء: الخرس خير من الكذب, وصدق اللسان أول السعادة, كما أن الصادق مصان خليل, والكاذب مهان ذليل. والكذب جماع كل شر, وأصل كل ذم, لسوء عواقبه, وخبث نتائجه, لأنه ينتج النميمة, والنميمة تنتج البغضاء والبغضاء تئول الي العداوة, وليس مع العداوة أمن ولا راحة. يقول عمر بن الخطاب( رضي الله عنه): لأن يضعني الصدق, وقلما يفعل, أحب الي من أن يرفعني الكذب, وقلما يفعل. وقال الحكماء: الصدق منجيك وإن خفته, والكذب مرديك وإن أمنته. وقال الجاحظ: لم يكذب أحد قط الا لصغر قدر نفسه عنده. وقال ابن المقفع: لا تتهاون بإرسال الكذبة من الهزل, فأنها تسرع الي إبطال الحق. وقال الحكماء: من استحلي رضاع الكذب عسر فطامه! وهناك من الصدق ما يقوم مقام الكذب في القبح والمعرة, ويزيد عليه في الأذي والمضرة, وهي الغيبة والنميمة والسعاية, وفي الحديث الشريف: ملعون ذو الوجهين, ملعون ذو اللسانين, ملعون كل شفار, ملعون كل قتات, ملعون كل منان( الشفار: المحرض بين الناس يلقي بينهم العداوة, والقتات: النمام الذي يتنصت علي القوم فيلم حديثهم, والمنان: الذي يصنع الخير ويمن به). د. صلاح أحمد حسن استاذ بطب أسيوط