صعدت مصر إلى الهاوية , فوق سفح المقطم تقاتل الابناء , حينها ذبحت الثورة ومزقت أشلاء , ومرغت الجباه المتوضئة بالتراب , وتطاير الدم .. فملأ الأرجاء , وشاهت وجوه حين تلطخت بالدماء , وجوه احترفت الكذب وعشقت الرياء , تمنت الوصول للحكم وجعلته هدف وغاية , و ابتغت في ذلك كل الوسائل والأسباب , لم تراع حرمة وطن ولم تبال بالأديان , كانت معارضة من أجل الهدم لا من أجل البناء , رفعوا شعار إما حكم مصر أو نجلب لها الفناء , لن نصبر على اختيار شعب لا يعرف مصلحة نفسه , حكموا عليه مسبقا بالتهور وبالغباء , نادوا بالفوضى وبالخراب وعلا صوتهم بالنداء , اسموها تظاهرة ..اسموها ثورة ..والثورة كانت منهم براء . وساعدهم في ذلك إعلام كاذب مضلل أفاق , جعل من الكذب مهنة ومن التضليل رسالة ومن قلب الحقائق فن وهواية , يصفق للقاتل ويلوم على المقتول , يشد على يد الجلاد , ويبصق على المجلود , يقلب الحق باطل , ويزين الباطل للناس , يبيع الوهم ويجني منه الأرباح , قرر أن يحارب بضراوة ذلك التيار , هذا الذي أعلى من الدين راية وشعار , فتجمعت حوله القلوب وهامت به الأرواح , حين أوصلته ثقة الناس به وحبها لشرعة الله الغراء ..إلى حكم بلد لم يعرف سوى الفراعين ولم يعتد سوى الطغاة , فعمل لشيطنة أفراده وتشويه من بالصندوق جاء , وللأسف لم يضنه التعب ولم يحتج كثير دهاء , فقد استغل سذاجة وتسرع كثير من هؤلاء , الذين لم يراعوا أن الأرض لم تهيأ بعد لا للزرع ولا للنماء , ولم يحسنوا اختيار الوقت ووضعوا البذرة قبل الأوان , في وقت كانت فيه الأرض تحتاج تقليب وتهوية و علاج للآفات وللأدواء , والديدان بها كانت تضرب في الأعماق , تلتهم البذرة قبل الإنبات , كان التسرع لهم داء وماله من دواء , يأخذون القرار الخطأ ويعشقون تكرار الأخطاء , قرورا حماية الأحجار وضحوا بالأنفس وبالدماء , نسوا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لزوال الدنيا أهون على الله عز وجل من قتل رجل مسلم ) , وابن عمر ( رضي الله عنهما ) حينما نظر إلى الكعبة يوما فقال ( ما أعظمك وأعظم حرمتك , ولكن المسلم أعظم حرمة منك عند الله ) . إلى كل حفرة كانوا يستدرجون ..فيقعون فيها طواعية بدون عناء . ومن بعيد كان يراقبهم في سكون من بيده الحل والعقد , من وضع المصريون في يده مهمة قيادة البلاد , ووقف معه كل مسئول مهمته الحفاظ على الأموال والعباد , وقفوا جميعا يشاهدون ذلك المشهد المرير ...حين اقتتل الابناء فوق سفح المقطم ...تلطخت الوجوه جميعها بالدماء أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]