بعد3 سنوات من إذابة الجليد وعودة العلاقات بين السعودية وقطر إلي طبيعتها إثر توترات وصلت إلي حد القطيعة بسبب دعم الأخيرة لجماعة الإخوان الإرهابية, جاء البيان الذي أصدرته أسرة آل الشيخ السعودية أمس والذي وقع عليه أكثر من200 من أعضائها أبرزهم مفتي السعودية والذي نفي نسب الأمير القطري تميم بن حمد آل ثاني إلي العائلة المالكة والجد محمد بن عبد الوهاب, ليؤكد أن التوترات بلغت ذروتها من جديد, في الوقت الذي أكد فيه المحللون أن تميم ينتحر سياسيا بعد التصريحات المثيرة للجدل التي صرح بها والتي هاجم فيها دول الخليج وخاصة السعودية والإمارات والبحرين, مؤكدا دعمه لإيران ومحاولاته لتوثيق العلاقات معها, واصفا إياها بالثقل الإقليمي الإسلامي في المنطقة والذي لا يمكن تجاهله, مشددا علي ضرورة التعاون معها لضمان استقرار المنطقة. ووصف المحللون تصريحات تميم ومواقفه السياسية في الفترة الأخيرة بالانتحار السياسي خاصة بعدما انقلب علي الثوابت التاريخية لدول الخليج والتي تعتبر إيران عدوا في المقام الأول وذلك بعد أن أكدت سياساتها وتاريخها علي عدائها الواضح لدول الخليج والذي تجسد في اليمن, إذ تدعم وبكل قوتها المتمردين الحوثيين لمواجهة دول التحالف وأبرزهم السعودية فضلا عن دورها في سوريا ودعمها للرئيس بشار الأسد ولبنان والعراق. وأعربت دول الخليج عن صدمتها من تلك التصريحات التي وصفتها بالشظايا التي خرجت لتدمر مبادئ سياسية راسخة وثابتة متأصلة بين شعوبها, الأمر الذي يعكس الدبلوماسية الفاشلة والسيئة التي يتبعها الأمير الصغير الذي تجاهل أبسط قواعد المحافظة علي العلاقات الثنائية بينه وبين تلك البلدان, وهو ما أكدته مجلة سعودي جازيت الصادرة باللغة الإنجليزية. وأضافت أن خيالاته المريضة وعقله الباطن يصور له أن السعودية أرادت إنجاز مهمة واحدة وقت زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إليها وهي تنفيذ حملة ضد قطر واتهامها بدعم الإرهاب وتشويه جهودها لإرساء الاستقرار الإقليمي علي حد زعم الأمير القطري الذي يجب أن يتقن فنون السياسة الخارجية خاصة في تعامله مع دول كبيرة لها تاريخ عريق مثل السعودية التي استطاعت أن تواجه كثيرا من الأزمات الكبري والكوارث في الوقت الذي لم تشهد فيه دويلة قطر عاصفة في فنجان. وعلقت المجلة علي نصيحة الأمير التي وجهها للسعودية خلال القمة العربية والتي طالبها فيها بالاهتمام بمشروعات التنمية بدلا من إبرام صفقات أسلحة كبيرة قد تزيد من حدة التوترات في المنطقة, وأكدت أنه دائما سيئ التقدير مؤكدة أن السعودية التي يفوق عدد سكانها دويلتكم بكثير فضلا عن مساحتها الجغرافية حققت مشروعات تنموية كبيرة ومذهلة في الفترة الماضية رآها الأمير في طوال رحلته من مطار الرياض إلي قصر المؤتمرات إلا أنه لا يريد أن يتذكرها. وطالما يعتبر إيران ضمانا للاستقرار في المنطقة فيبدو أنه يري أيضا أن حزب الله رمز للمقاومة وحماس ممثل شرعي عن الفلسطينيين ومن الممكن أن يخرج ويؤكد أنه يفتخر بعلاقاته بإسرائيل. وتابعت: للأسف الشديد يسعي تميم إلي الارتماء في أحضان إيران من أجل تقوية نفوذه وخاصة بعد أن انقلبت عليه دول الخليج نظرا لتصريحاته المهينة وبمنتهي الغباء السياسي يمكننا أن نقول إنه كبد بلاده خسائر فادحة ودفعها نحو العزلة, إلا أنه لم يدرك بعد أن إيران والتنظيمات الإرهابية التي يدعمها ويستضيفها في بلاده لن تتمكن من إنقاذه, وأكدت مصادر إيرانية أن تميم أجري أكثر من اتصال بالرئيس حسن روحاني للتأكيد علي توثيق العلاقات بين البلدين. ويمكننا أن نقول إن الخليج يحتاج إلي التوحد بشكل أكبر والالتزام بالتوجه الذي حددته السعودية والإمارات والذي أيدته الولاياتالمتحدة وحلفاؤها لمحاولة إنهاء أزمات الشرق الأوسط, وإذا لم تتمكن قطر من فهم ذلك كعادتها فعليها ألا تتدخل وأن تنأي بنفسها بعيدا حينما يتحدث الكبار ويحاولون حلحلة الأزمات.