أحد الأصدقاء أرسل لي وصلة إنترنت تشير إلي خبر نشر في موقع الأهرام الإليكتروني, ونال عددا كبيرا من التعليقات, وصل وقتها إلي123 تعليقا, وهو الخبر الخاص بقيام أحمد زكي بدر وزير التعليم بفصل أحد طلبة مدرسة بورفؤاد الثانوية العسكرية في بورسعيد, لتعديه بالضرب علي مدرس التربية الفنية , ولم يكن الصدق يريد لفت انتباهي إلي خبر مهم أو ذي دلالة كما يفعل عادة, أو حتي تهنئتنا بأن موقع الأهرام الإلكتروني قد حقق إنجازا, لكنه كان يريد أن يثبت نظرية وهي أن أكثر الأخبار التي تتفاعل معها الناس في الوقت الحالي, هي أخبار التعليم. إن القصة لم تعد صعبة الإدراك, فهناك تغير كبير جري في توجهات قراء الصحف المصرية, الذين تحولوا من الاهتمام بالأخبار الخارجية إلي الأخبار الداخلية, ثم في نطاق الاهتمامات الداخلية ذاتها تم التحول, مما هو رسمي إلي ما هو شعبي, وفي إطار ما هو غير رسمي تم التحول من الأخبار الجافة التي تشبه النشرات إلي القصص الخيرية, التي تدور حول واقعة معينة, وأشخاص محددين, وصورا موحية, فأخبار بورسعيد والبحيرة وسوهاج أصبحت أهم لدي قراء الصحف مع كل الاحترام والتقدير والاعتذار من أخبار فلسطين والعراق والجزائر. لكن لدي شك بسيط في أن يكون التعليم هو القضية الأولي, فعادة ما يهتم الجمهور المصري بالأجور والأسعار, والبطالة والعمل, ثم بالتعليم والصحة, وجميع قطاعات الخدمات, ثم تأتي بعد ذلك قضايا السياسة الداخلية التي تدور حول الديمقراطية, وبعد أن ينتهي كل ذلك, يبدأ القراء في الاهتمام بالشئون الخارجية, إذا تبقي وقت أو طاقة, خاصة أن قضايا السياسة الخارجية والعلاقات الدولية, قد أصبحت تتسم بالتكرار لدرجة أن بعضها قد أصبح مزمنا, بالإضافة إلي تضمنها تفصيلات فنية حاليا, قد لا يحبها القارئ العادي. لكنني هنا أريد أن أعود إلي الخبر, فالغالبية العظمي من التعليقات قد أيدت قرار الوزير بفصل الطالبة المشاغب, بل وقدمت له تحية شعبية, وإن لم يخل الأمر من انتقاد للمدرسين ذاتهم, أو محاولة اقتراح حلول وسط غير الفصل, الذي أخرج الطالب من الحياة الدراسية إلي الشارع, رغم أنه يستحق الطرد. المثير أن أحدهم وهذه هي عبقرية المصريين قد ركز علي أنه يجب الاهتمام بالتربية الفنية في المدارس, إذ أنه قد تذكر القضية, عندما وجد اسم مدرس التربية الفنية أمامه, وبالنسبة لي تذكرت الشيخ محمد مدرس الدين, الذي كان يهددنا, ونحن صغار, بأن يضربنا بحد المسطرة علي ظهور أيدينا, لكن عفا الله عما سلف, والمهم أن لدينا موقعا إلكترونيا جيدا. [email protected]