أحسن وزير التربية والتعليم صنعا عندما تواصل مع شبكات التواصل الاجتماعي وقد فوجئت به مشاركا في جروب باالواتس أبب مسمي( صحفيو التعليم) ودائما يبادر بالتعليق علي كثير من المساجلات بين الأعضاء, حتي إن أحد الصحفيين طلب التواصل مع أستاذ في البحث العلمي في مجال الكيمياء وهو ينتظر ردا من زملائه صحفيي التعليم فإذا بوزير التعليم يشارك مرشحا د. حسن عزازي من الجامعة الأمريكية بل ويساعد بإعطاء رقم هاتفه, هذه بداية محمودة لوزير كان شغله الشاغل بنك المعرفة الذي يريد به الانتقال بمصر تعليميا نقلة كبيرة عساها تفلح, ومن آراء وزيرنا الهمام التخفيف من طباعة الكتب تخفيضا للنفقات والاعتماد علي الكتب الإلكترونية علي موقع الوزارة وقد بدأ بالفعل بأن نشر علي موقع الوزارة أدلة التقويم أو نماذج الامتحانات كما يسميها البعض, وهي كتب ينتظرها الطلاب بشغف علي أمل أن يستعين بها واضعو الامتحانات خصوصا أنها صادرة من المركز القومي للامتحانات, وقد قمت بتحميل دليل تقويم اللغة العربية من موقع الوزارة ولكني فوجئت بعدد غير قليل من الأخطاء التي قد تسبب ارتباكا للطالب المتفوق الذي يعلم صحيح المعلومة كما درسها ولكنه يفاجأ بإجابة دليل التقويم والمفترض أن يثق بها. فعلي سبيل المثال لا الحصر في ص71 طلب جمع كلمة( نصيب) اختيار من متعدد وفيها( نصب وأنصباء) وكلاهما صواب كما في المعجم الوسيط الذي قال: والجمع: أنصباء, وأنصبة, ونصب, وفي الإجابة اكتفي ب أنصباء, وفي ص127 طلب جمع كلمة قبضتيك وفي الإجابة ذكر قبضتك وهذا خطأ, وفي ص128 طلب جمع لهاة وفي الاختيارات لها ولهوات وكلاهما صواب كما في المعجم الوسيط الذي قال: اللهاة: اللحمة المشرفة علي الحلق والجمع: لهوات, ولهيات, ولهي, ولها, ولهاء. والعجيب أن الأمر لم يتوقف علي مادة اللغة العربية فقد نشرت الأهرام المسائي مؤخرا علي لسان الخبير الكيميائي السيد منصور الذي ذكر أن بها خمسين خطأ علميا سواء في صيغة السؤال أو في نموذج الإجابة, منها مثلا في النموذج الرابع رقم(28) كيف تفرق عمليا بين محلولي كبريتات الباريوم وفوسفات الباريوم والصواب كيف تفرق عمليا بين ملحي كبريتات الباريوم وفوسفات الباريوم؟ وقطعا الفرق واضح بين المحلول والملح وسادسا: وضح بالمعادلات والصواب وضح بالمعادلة, لأن الإجابة معادلة واحدة فقط وغيرها الكثير. فهل وضعت هذه الكتب علي عجالة فلم تراجع, أم أسند الأمر إلي غير أهله فلم يكونوا علي درجة كافية من التمكن ليخرج هذا الكتاب الهام علي درجة عالية من الصحة والدقة, وقد ذكرت لي بعض المصادر أن هذه الأدلة وضعت علي عجالة دون مراجعة في عهد الوزير السابق لمحاولة الإبقاء عليه, وأعتقد صحة هذا المبرر بدليل أن المقدمة ممهورة بتوقيع الوزي الهلالي الشربيني, ولكن هذا لا يعفي المسئولين مع وزيرنا الهمام من اللوم إذ كيف مر من تحت أيديهم وهم المسئولون عنه شكلا وموضوعا, والآن نحن في انتظار قرار حاسم من الوزير طارق شوقي بتصويب الأخطاء في نشرة للمدارس وفي وسائل النشر المختلفة ومنها موقع الوزارة, وليس عيبا الاعتراف بالخطأ وتصويبه فبذلك يكون الوزير والوزارة قدوة للشباب في الاعتراف بالخطأ والرجوع عنه, كما قال عمر بن الخطاب: الرجوع إلي الحق خير من التمادي في الباطل.