عندما يتعلق الأمر بقضايا تخص الإرهاب ومواجهته.. بعد ان تجاوزت تهديداته حدود الدول وبات يشكل خطرا واقعا علي العالم أجمع.. فعلي دول العالم ان تستمع بدقة وتركيز لرؤية مصر.. التي خاضت.. ومازالت تخوض في شمال سيناء علي وجه الدقة.. حربا شرسة ضد هذا الإرهاب ومن يدعمه ويرسم له طريقه لتدمير الدول وتشريد الشعوب. إن صدقت النوايا في السعي نحو اجتثاث هذا الإرهاب.. فعلي قادة الدول الذين حضروا القمة العربية الإسلامية الأمريكية التي استضافتها الرياض.. ان يتحلوا بالشجاعة والصدق في إجاباتهم عن التساؤلات التي طرحها الرئيس السيسي أمام القمة.. في عرضه لإستراتيجية مصر الشاملة للقضاء علي الإرهاب.. وقد يكون من المهم ان يتفق الجميع في البداية علي ان المواجهة الشاملة مع الإرهاب تعني- كما قال الرئيس- مواجهة جميع أبعاد ظاهرة الإرهاب فيما يتصل بالتمويل.. والتسليح.. والدعم السياسي والأيديولوجي. كما ينبغي ان يتفق الجميع علي ان تعريف الإرهابي لا بد ألا يقتصر علي من يحمل السلاح.. وإنما أيضا لا بد ان يشمل من يدربه.. ويموله.. ويسلحه.. ويوفر له الغطاء السياسي والأيديولوجي. إذا كان العالم جادا في التحرك نحو التعامل الحقيقي مع الإرهاب.. فان البداية ينبغي ان تنطلق من التعامل الصريح مع التساؤلات التي طرحها الرئيس بوضوح ودون مواربة.. بل في حضور من يملكون كل تفاصيل الإجابة عن تلك التساؤلات وهي: أين تتوافر الملاذات الآمنة للتنظيمات الإرهابية لتدريب المقاتلين.. ومعالجة المصابين منهم.. وإجراء الإحلال والتبديل لعتادهم ومقاتليهم؟ من الذي يشتري منهم الموارد الطبيعية التي يسيطرون عليها.. كالبترول مثلا؟ من الذي يتواطأ معهم عبر تجارة الآثار والمخدرات؟ ومن أين يحصلون علي التبرعات المالية؟ وكيف يتوافر لهم وجود إعلامي عبر وسائل إعلام ارتضت أن تتحول لأبواق دعائية للتنظيمات الإرهابية؟. ولعل حديث الرئيس عن ان التصدي للإرهاب علي نحو شامل يعني مواجهة جميع التنظيمات الإرهابية دون تمييز.. يكشف بوضوح عن ان تصنيف الجماعات الإرهابية وفقا لأهواء كل دولة لا يصلح علي الإطلاق إذا كانت هناك رغبة عربية ودولية حقيقية في شن حرب شاملة علي الإرهاب.. فليس من المقبول ان تحظي تنظيمات إرهابية بدعم معلن من إحدي الدول ثم تأتي هذه الدولة لتتحدث عن المشاركة في الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب!