فتحت كلمة الرئيس عبدالفتاح أمام القمة العربية الإسلامية في الرياض المجال أمام دول العالم أجمع للتفكير جديا في وضع أسس واضحة وجادة لمواجهة الإرهاب، ورغم أن الحديث انصب علي إستراتيجية مصر الشاملة لمواجهة خطر الإرهاب، فإن ما جاء في محاوره يجب أن يتم تدارسه في جميع الدول التي تواجه آفة التطرف والإرهاب، لعلها تكون بداية الطريق في القضاء عليه. أولا تعني كلمة مواجهة الإرهاب ضرورة عدم استثناء أي تنظيم إرهابي، فالمواجهة الشاملة يجب أن تشمل جميع التنظيمات الإرهابية دون تمييز، وعدم اختزال المواجهة في تنظيم أو اثنين. لماذا؟.. الإجابة أوضحها الرئيس السيسي في كلمته، بإشارته المهمة بأن التنظيمات الإرهابية تنشط عبر شبكة سرطانية، تجمعها روابط متعددة في معظم أنحاء العالم، وأنه لا مجال لاختصار المواجهة في مسرح عمليات واحد دون آخر، وإنما يقتضي النجاح في استئصال خطر الإرهاب، أن نواجه جميع التنظيمات الإرهابية بشكل شامل ومتزامن علي جميع الجبهات. هذا الكلام يعني أن مجهودات مصر لمحاصرة الإرهاب في حدودها يجب أن تقابلها مواجهات أخري في أي إقليم يتعرض لعمليات إرهابية هو الآخر، وإلا ضاع مجهود مصر، لأن تكامل الجهود الإقليمية والدولية أمر ضروري في الحرب الشاملة..وبالتالي يجب أن تكون تلك الجهود مستمرة للإسراع في حصد النجاح.. وإذا كانت مصر حريصة علي مد يد العون والشراكة لكل حلفائها في المعركة ضد تلك التنظيمات في كل مكان، فهي تنتظر بالتالي تعاونا من بقية الأطراف. هذا التعاون يكون بمواجهة جميع أبعاد ظاهرة الإرهاب فيما يتصل بالتمويل والتسليح والدعم السياسي والأيديولوجي، فالإرهابي ليس فقط من يحمل السلاح، وإنما أيضا من يدربه ويموله ويسلحه ويوفر له الغطاء السياسي والأيديولوجي. ومن هذا المنطلق أيضا، يجب تضافر الجهود الإقليمية والدولية في المواجهة والقضاء علي الملاذات الآمنة للتنظيمات الإرهابية، تلك الملاذات التي توفر مقار لتدريب المقاتلين، ومعالجة المصابين منهم، وإجراء الإحلال والتبديل لعتادهم ، وضرورة معرفة مَن الذي يتواطأ معهم عبر تجارة الآثار والمخدرات، ومِن أين يحصلون علي التبرعات المالية؟ وكيف يستغلون وسائل الإعلام التي تحولت إلي أبواق دعائية للتنظيمات الإرهابية؟ لمزيد من مقالات رأى الاهرام;