بدون مزايدة أو جدال, يعد قرار الرئيس السيسي بتحويل محافظة أسوان إلي عاصمة إقتصادية وثقافية لإفريقيا قرارا تاريخيا بكل المقاييس, فأسوان تملك من الإمكانيات الجغرافية والثقافية والتراثية ما يؤهلها إلي أن تكون نقطة تحول في تاريخ العلاقات المصرية مع جميع الدول الإفريقية, ولكن يبقي السؤال المهم مطروحا وهو كيف يرتب المسئولون في المحافظة البيت الأسواني من الداخل قبل أن نبدأ في تحويل الأفكار والرؤي المجتمعية إلي واقع فعلي. وفي الوقت الذي يحرص فيه محافظ أسوان اللواء مجدي حجازي علي عقد جلسات استماع إسبوعية للتواصل مع شرائح المجتمع المختلفة لوضع تصور عام حول العاصمة الجديدة,أجمع عدد من شرائح المجتمع الأسواني المختلفة من غير الذين يختارهم مكتب الإتصال السياسي بالمحافظة لحضور هذه الجلسات علي أن تكون البداية هي تحسين صورة الشارع الأسواني الذي يعاني من الفوضي والتعديات وسوء النظافة والطرق والانفجارات المتكررة لخطوط المياه والصرف الصحي.. وبإيجاز لخص أهل أسوان مطالبهم في تأهيل المدينة العاصمة التي ترهلت وشاخت لتصبح نموذجا مثاليا للإهمال أولا وقبل كل شيء. يقول صلاح ظافر خبير سياحي إن المفهوم الأساسي لمعني العاصمة الإقتصادية يقوم علي تحويل أسوان إلي بورصة تجارية عالمية تختص بالدول الإفريقية وربطها بدول العالم المختلفة, فالهدف هنا ليس إقامة مصانع أو منشآت فقط وإنما يشمل معاني كثيرة في مقدمتها كيفية استغلال الموروثات الثقافية التي ترتبط بالأفارقة وكيفية استغلال جامعة أسوان لتكون منارة إفريقية مصرية تنموية من خلال تبادل البعثات والدروس والأبحاث التي يستفيد منها المجتمع الإفريقي والمصري معا, بالإضافة إلي استغلال المقومات السياحية التي ترتكز علي الحضارة والتراث والتنوع النمطي بشكل عام. وأشار عبد الناصر صابر مرشد سياحي ونقيب المرشدين سابقا إلي تدهور حال أجمل مدينة مصرية وهي أسوان قائلا كيف نستعد بالرؤي والأفكار والمدينة السياحية العريقة تعاني من فوضي عارمة, فالتعديات والإشغالات في كل شارع وحي والنظافة عنها حدث ولاحرج, حيث تتكدس القمامة بكافة أنواعها في أرقي الأحياء, أما انفجارات المياه والصرف الصحي فهي عنوان ثابت في كل الشوارع والطرق. ويتدخل محمد صبري سرور رئيس الإتحاد النوعي للجمعيات النوبية قائلا في البداية يجب أن يفرق محافظ أسوان بين إتجاه الدولة وسياستها تجاه المشروعات القومية وبين مهام وظيفته التي تتطلب منه الوقوف علي مشاكل المحافظة علي أرض الواقع, وقال إن أسوان تعاني معاناة شديد من سوء حالة المرافق وعلي رأسها الطرق التي اصبحت مصائد للمواطنين والسيارات, فلايخلو طريق واحد من المطبات والحفر, وحتي تلك التي تعد جيدة نوعا ما لاتسلم من تعدي الباعة الجائلين والفوضي المرورية لدرجة أن التوك توك وفي ظل هذا الإهمال يرتع في الشوارع الرئيسية, ناهيكم عن منظر الخيول التي يطلقها أصحاب الحناطير في الحدائق والشوارع في مشاهد مرفوضة, وطالب سرور محافظ أسوان بالنزول إلي الشارع بدون ترتيب مسبق للوقوف علي حال المدينة, مع البدء فورا في تأهيلها لتكون العاصمة الإقتصادية والثقافية لإفريقيا قبل أن نضع التصورات والأفكار التي لن نتقدم بها خطوة واحدة إلي الأمام,إلا إذا عادت أسوان إلي سابق عهدها كأجمل مدينة سياحية طبقا لتصنيف اليونسكو من قبل, واختتم رئيس الإتحاد النوعي للجمعيات النوبية كلامه رافضا اختيارات مكتب الإتصال السياسي بالمحافظة لمجموعات معينة بعينها لحضور هذه الاجتماعات, وقال إن هذه الاختيارات تتم من خلال شخص معين أنهم يتواجدون في كل اجتماع ومناسبات سواء دينية أو قومية أو رياضية وحتي لمناقشة التصدي لمكافحة الإرهاب! ومن جانبه استكمل محافظ أسوان اللواء مجدي حجازي سلسلة جلسات الاستماع المتتالية التي وصلت إلي7 جلسات علي مدار3 أشهر, حيث التقي مع ممثلي النقابات العامة والغرفة التجارية ومنظمات المجتمع المدني للمشاركة في وضع التصور الشامل لتحويل أسوان إلي عاصمة اقتصادية وثقافية لأفريقيا وأيضا مشتي عالمي, وذلك لوضع الأفكار والمقترحات ضمن المخطط الإستراتيجي للمحافظة حتي عام.2025 وأكد محافظ أسوان أن المشاركين في الجلسات هم من أبناء المحافظة ويمثلون فئات المجتمع الأسواني, وقال أنه سيتم تجميع كافة الأفكار والرؤي المطروحة من ممثلي كل الوظائف الحكومية والقطاع العام والإقتصادي والشباب والمرأة والأحزاب والنقابات والغرفة التجارية والمجتمع المدني, بالإضافة إلي المتخصصين علميا الذين سيتم عقد حوار مجتمعي معهم في الفترة المقبلة لعرضها علي المسئولين لدراسة هذه الأفكار, وأكد أن الباب مفتوح أمام الجميع لطرح المزيد من المقترحات التي لن تخرج عن كونها ترتبط بإنشاء منشأ أو تنفيذ نشاط معين ليساهم كل ذلك في الخروج برؤية وتصور شامل لكيفية تنفيذ حلم العاصمة الإفريقية, مشيرا إلي أن فكرة تحويل أسوان إلي عاصمة للاقتصاد والثقافة تتمثل في تحويلها لتكون ملتقي إقتصاديا وثقافيا للفنون والأداب والبطولات الرياضية وفقا للمواصفات العالمية. علي جانب آخر, جاءت أبرز مقترحات جلسة الاستماع الأخيرة ممثلة في إنشاء محور دعم لوجستي للحبوب والغلال والموادالإستراتيجية بالمنطقة الشرقية ليساهم في تحقيق منظومة الإستيراد والتصدير عبر ميناء برنيس.