أغلي ثلاث نقاط حصدها الزمالك من المقاولون العرب بفوزه الصعب علي منافسه3-2 بعد مباراة صعبة وعصيبة كانت غاية في الروعة والكفاح بين الفريقين شهدها ملعب المقاولون العرب بالجبل الاخضر. خاصة في الشوط الثاني الذي نجح في الزمالك في تغيير النتيجة مرتين بعدما أنهي الشوط الأول1/ صفر لصالحه سجله محمد عبد الشافي.. وتعادل المقاولون في الشوط الثاني بهدف لمحمد النني ثم عاد الزمالك للتقدم بهدف سجله الجزائري محمد أمين عودية قبل أن يتعادل من جديد محمد النني من ركلة جزاء.. وحسم شيكابالا الصراع بتسجيله لهدف رائع من ركلة حرة ما أجملها ليوسع الزمالك فارق النقاط بينه والأهلي من جديد إلي ثلاث نقاط ويرفع رصيده إلي46 نقطة ويعزف منفردا علي القمة. لعب حسام حسن المدير الفني للزمالك المباراة بجرأة بالاعتماد علي تشكيل هجومي من البداية ثم نجاحه في إدارة لاعبيه خلال اللقاء سواء بتغيير وظائفهم أو أسلوب تكتيكهم مما منح فريقه في النهاية التفوق. اعتمد حسام حسن المدير الفني للزمالك علي عنصر المفاجآت في التشكيل وطريقة اللعب والتكتيك وأسلوب الأداء.. صحيح أن الأسماء لم يكن بها جديد ولكن الصدمة للمقاولون وجهازه الفني بقيادة محمد رضوان تمثلت في أن الزمالك لأول مرة يعتمد علي أربعة مهاجمين في تشكيله لادراك الفوز مبكرا وإعتمد علي الطريقة الرقمية4/2/4 بوجود أربعة مهاجمين بشكل صريح رأسي حربة وجناحين وبدأ المباراة بتشكيل مكون من عبد الواحد السيد لحراسة المرمي وأمامه الرباعي عمرو الصفتي ومحمود فتح الله ومحمد عبد الشافي وعمر جابر.. وفي وسط الملعب لاعبا الارتكاز إبراهيم صلاح وحسن مصطفي.. والرباعي شيكابالا وحسين ياسر المحمدي وعمرو زكي وأحمد جعفر. وإذا كان حسام حسن ركز علي الهجوم ولم يكن أمامه غيره فإن محمد رضوان المدير الفني للمقاولون العرب لعب عكس نظيره في الزمالك تماما واهتم بالدفاع كثيرا وبالكثافة العددية في وسط الملعب أكثر للحد الذي لم يكن لديه إلا مهاجم واحد فقط ومن خلفه رباعي في خط الوسط بالإضافة لخماسي الدفاع وبات تنظيمه الرقمي أشبه ب5-4-1 وبتشكيل مكون من محمد العقباوي وعبد اللاه جلال وسعد سمير وعبد العزيز حسن وباسم علي وأحمد عبد العزيز.. وفي وسط الملعب محمد سمارة ومحمد عادل ومحمد النني ومحمد صلاح.. وموسي كبيرو. وبالرغم من الفارق الكبير بين فكر المدربين واختلاف الأولويات لدي كل مدرب منهما فإن المقاولون بدا متوازنا بشكل رائع ولحد كبير وتحمل الضغط علي الأقل النفسي من لاعبي الزمالك خاصة أن منافسه كان يهاجم بكثافة وبعدد كبير مع تقدم محمد عبد الشافي وحسن مصطفي وحتي عمر جابر رغم أنه لم يفرط في المساندات ولكنه كان مؤثرا لحد كبير في كل انطلاقاته. وأسباب التوازن الذي بدا عليه المقاولون في الشوط الأول وعدم تعرضه لضغط شرس أو إيجابي بشكل كبير من منافسه للحد الذي لم تكن هناك فرص مؤثرة أو شديدة الخطورة للزمالك بما يتناسب مع كثافته الهجومية يتعلق بأربعة أشياء الأول أن اندفاع الزمالك الهجومي جاء علي حساب الثلث الأوسط في الملعب مما حرمه من إمكانية صناعة مبدأ استمرار الهجمة لعدم وجود لاعبين لديهم القدرة علي السيطرة علي الكرة في الثلث الأوسط أو اعادتها عند استحواذ لاعبي المقاولون العرب عليها وهي مشكلة الزمالك في غالبية مبارياته التي يهاجم فيها بأعداد كبيرة والسر يتعلق في الطموحات الهجومية لحسن مصطفي وانطلاقاته غير المحسوبة التي تأتي علي حساب السيطرة في الثلث الأوسط خاصة إذا وضع في الاعتبار أن إبراهيم صلاح يرتد للثلث الدفاعي في الزمالك لتأمين رباعي الدفاع وصناعة مساندة لهم. والثاني أن هناك حالة من تداخل الواجبات والمهام بدا بين الرباعي الهجومي في الزمالك أو تحديدا عمرو زكي الذي لعب بحماس علي حساب التمركز الهجومي وأكثر من الخروج من منطقة القلب إلي طرفي الملعب أو العودة للخلف دون مبرر مما حرم الزمالك من رأس الحربة الثاني في منطقة جزاء المقاولون العرب في وقت كانت الأطرف تعمل في الزمالك بشكل جيد سواء عن طريق شيكابالا أو حسين ياسر المحمدي.. والخروج المتتالي والمتكرر لعمروزكي جعل مهمة رقابة أحمد جعفر سهلة لا صعوبة فيها خاصة أن المقاولون لعب بثلاثة لاعبين في قلب الدفاع. والثالث يتعلق بأن الزمالك إهتم بصناعة اللعب من علي الطرفين دون العمق فلم يكن هناك تنوع في الهجمات مما منح المقاولون العرب القدرة علي التركيز الدفاعي الكبير وغلق الطرفين بالإضافة إلي أن كل الكرات العرضية كان من الصعب أن يستفيد منها علي الإطلاق في ظل غياب عمرو زكي عن التمركز الجيد في منطقة الجزاء. والرابع يتمثل في قدرات لاعبي المقاولون العرب وما يمتلكونه من مهارات رائعة منحتهم القدرة علي السيطرة علي الكرة في الثلث الأوسط دون تشتيت ومرونة كبيرة غير عادية علي التحول من الدفاع إلي الهجوم.. ولا أحد يعرف كيف لفريق مثل المقاولون العرب يمتلك وسط ملعب بهذه القوة ولديه نجوم يستطيعون أداء الواجبات المزدوجة باقتدار مثل محمد صلاح ومحمد النني وومحمد سمارة وظهيران أيمن وأيسر بقدرات باسم علي وأحمد عبد العزيز أن يعاني من الهبوط وألا ينافس علي القمة.. إن وسط المقاولون العرب أعطي درسا نموذجيا في الشوط الأول في كيفية التحول من الدفاع إلي والهجوم وكان النجم الأول محمد صلاح اللاعب الواعد المميز الذي فعل كل شيء وبدا وكأنه من نوعية اللاعبين الذين يلتهمون المساحات ولا يكتفي بالعدو فيها ومعه محمد عادل ومحمد النني والأهم أن ظهيره الحر عبد اللاه جلال لم يلجأ للتشتيت إلا في ظروف لم يكن منها بديل وركز علي بناء الهجمات أو التمرير لزميل عند السيطرة علي الكرة. وهاجم الزمالك بقوة في الشوط الأول بفضل المساندة الجماهيرية ومفاجآت حسام حسن وضاعت منه فرصة سهلة للتهديف في أول ثلاث دقائق من رأسية لعمرو الصفتي شتتها الدفاع.. ولكن يحسب للمقاولون العرب أنه لم يهتز من حمي البداية بل علي العكس بدا متوازنا متماسكا للحد الذي إنطلق فيه محمد صلاح من الناحية اليسري وراوغ وسدد كرة دقتها أكبر من قوتها أنقذها عبد الواحد السيد ببراعة. وتظل سيطرة الزمالك علي الكرة دون خطورة حقيقية علي المرمي ويحتسب مدحت عبد العزيز أربع دقائق كوقت بدل من الضائع ويشدد الزمالك هجومه وينفذ حسين ياسر ركلة ركنية في الدقيقة الثالثة يشتتها الدفاع وتصل إلي محمود فتح الله يلعبها برأسه لعمرو الصفتي يلعبها عرضية لمحمد عبد الشافي يتسلمها باقتدار علي صدره ويسدد قوية داخل الشباك مسجلا الهدف الأول لينتهي الشوط1/ صفر. ويبدأ الشوط الثاني بحماس من الفريقين ويخترق حسين ياسر ويمرر عرضية لعمرو زكي يلعبها عرضية تمر من الجميع وحارس المقاولون محمد العقباوي لأحمد جعفر علي بعد أقل من ياردة من خط المرمي ولكنه يسددها بغرابة فوق العارضة وسط ذهول الجميع في الدقيقة الثامنة.. وينشط المقاولون العرب ويتسلم محمد النني الكرة ويسدد قذيفة تسكن شباك عبد الواحد السيد. ويهاجم الزمالك من جديد وبقوة ويجري حسام حسن تغييرا بنزول محمد أمين عودية بدلا من أحمد جعفر ويحتسب الحكم ضربة حرة ينفذها شيكابالا باقتدار رائعة لينقض عليها محمد أمين عودية برأسه داخل المرمي مسجلا الهدف الثاني. ويلعب أحمد عبد العزيز كرة عرضية لموسي كبيرو داخل منطقة الجزاء يتعرض للشد من عمرو الصفتي يحتسبها الحكم ضربة جزاء يسددها محمد النني داخل المرمي في الدقيقة29, ويجري محمد رضوان تغييرين غير مبررين بنزول علاء كمال ومحمود سمير ليهتز خط.. أنهي سيطرة فريقه علي وسط الملعب وقدرته علي شن هجمات مضادة رائعة فلا يوجد سبب لسحب لاعب مثل محمد صلاح ثم زاد من مشكلات فريقه بالدفع بمحمد جمال علي حساب لاعب وسط بعد طرد سعد سمير في الدقيقة35 بعد حصوله علي الكارت الثاني لاستخدام الخشونة مع عمرو زكي ليصبح اللعب في ثلثه الدفاعي وتسجيل الزمالك لهدف ليس أكثر من مسألة وقت خاصة في ظل جدية لاعبي الزمالك. وفي الوقت الذي لم يحسن محمد رضوان إدارة اللقاء في الدقائق الأخيرة فإن حسام أجاد وتألق بدليل دفعه بحازم إمام ويلعب عمر جابر في خط الوسط وينفذ جملة رائعة مع شيكابالا تنتهي بتعرضه للإعاقة علي حدود منطقة الجزاء يحتسبها الحكم ركلة حرة يسددها بإتقان وروعة شيكابالا داخل المرمي مسجلا الهدف الثالث ليحصد الزمالك ثلاث نقاط غالية ترفع رصيده إلي46 نقطة.