لم أتوقف كثيرا أمام خبر نشره أحد المواقع العربية لا أرغب في نشر اسمه- يفيد بزيارة محتملة من الرئيس السيسي لإمارة قطر ضمن جولته الخليجية, وبعد نجاح وساطات عربية خليجية!! ولأن الكثير من هذه الأخبار مغرضة ومدسوسة فلم أرهق تفكيري بامكانية حدوث ذلك, أومجرد الحلم باتمام هذه الزيارة في الوقت الراهن,لأسباب تحتاج إلي عشرات المقالات لسرد أفعال وأقوال النظام القطري التي لا تمت لمنطق ولا شريعة ولا دين ولا عروبة!! فبينما يسعي الرئيس السيسي من خلال سلسلة زياراته الناجحة لعدد من الدول الخليجية السعودية والإمارات والكويت والبحرين إلي بلورة موقف عربي موحد إزاء الأخطار التي تعصف بالمنطقة العربية وخاصة منطقة الخليج وفي مقدمتها الإرهاب وتجفيف منابع تمويله ودعمه من ايران الفارسية وتركيا ومن يعملون معهم تحت مظلة حرب الوكالة... يخرج علينا أمير قطر الغلام تميم بن حمد آل ثاني بتصريح غريب يحمل فيه الحكومات ومنها المصرية- مسئولية الإرهاب بسبب تصرفاتها ضد شعوبها!! ولفت الغلام تميم في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس البولندي اندجيه دودا في وارسو,إلي أن العرب والمسلمين أكثر المتضررين من الإرهاب الناجم عن سياسات حكوماتهم وتسلطها واستبداديتها ضد شعوبها, متجاهلا أن بلاده الراعي الرسمي لجماعات وعصابات الإرهاب علي مستوي العالم, والشريك الخلفي في إدارة داعش وإيواء رؤوس الفتنة من الإخوان وتنظيم القاعدة في العراق وسوريا والصومال واليمن ومصر!! وهذه الاتهامات ليست من عندنا, وانما ما هو مسند في لائحة الإتهامات المثبتة التي نشرتها صحيفة ذاستار الكندية الدولية في تقريرفاضح كشف استمرار قطر في تمويل وحماية الإرهابين المنتمين لتنظيم القاعدة وداعش وجبهة النصرة وطالبان وحماس والاخوان, وغيرهم من الجماعات التي اعتبرت إرهابية من قبل العديد من الدول والأمم المتحدة. وكشف التقرير عن عبد الرحمن بن عمير النعيمي الذي كان يرأس الاتحاد القطري لكرة القدم بمزاولة الإرهاب وقيامه بنقل ملايين الدولارات علي مدي عقد من الزمان إلي تنظيمات تابعة للقاعدة في العراق وسوريا والصومال واليمن ولبنان!! ولو تحدثنا عن جماعة الإخوان الإرهابية التي حصلت علي نصيب الأسد من الدعم العلني من قطر سواء بإيواء الشيخ المتطرف يوسف القرضاوي وغيره من القيادات الإخوانية والحمساوية الهاربة, فنجد أن الحكومة القطرية لم تخف هذا, و قالت: إن دعمها للجماعة الإرهابية هو دعم لحزب سياسي,رغم ان هذا الحزب تم حله, وصنف علي انه إرهابي وكل المنتمين للجماعة إرهابيين بحكم القانون!!. لا أدري لماذا تسكت معظم الدول العربية علي هذه الدويلة, بل وان بعضها يسعي للمصالحة بينها وبين مصر المكتوية بنار غيرتها القاتلة وسعيها المستمر لتأجيج الفوضي وعدم الاستقرار بها!! ألم يحن الوقت لاتخاذ موقف محدد تجاه الانظمة الراعية للإرهاب أوالممولة والداعمة له, بعد أن بات بكل المقايس الخطر الأكبر, ليس علي منطقتنا, بل علي دول العالم كله ؟ ومتي يدرك الجميع أن الحرب علي الإرهاب هي حرب دائمة ومفتوحة بلا مهزوم ولا منتصر,يقودها خبراء في تلفيق المعلومات من أجل السلطة, وساسة يعملون كمندوبي مبيعات بالعمولات لمصانع السلاح, لتصريف المخزونات القديمة وتطوير موديلات جديدة لأسواق بتريليونات الدولارات؟!! أعلم أن صواعق الغضب علي مصر لن تتوقف ما لم تعدل موقفها الذي تنتهجه منذ ثورة30 يونيو وحتي كتابة هذه السطور باستقلال قرارها, وعدم تبعيته أو بيعه بحفنة دولارات أو دينارات أو ريالات... لكن في نفس الوقت لابد أن يعلم حكام العرب أن وحدتهم مع مصر ودعمها والوقوف بجانب شعبها لإن ذلك هو الملاذ في بقاء بلدانهم و استقرارها. ويخطئ الحاكم الذي تستمر بلاده في تقديم فروض الولاء والطاعة لأمريكا لحماية عرشه, فهو لم يتعلم الدرس من رؤساء الربيع العربي, الذين ثارت شعوبهم, وداس الثوار بأقدامهم علي عروشهم الديكتاتورية العفنة! إن علي الحكام العرب وشعوبهم أن يعلموا أن الرئيس الأمريكي, مهما كان ليس هو الذي يأخذ القرار, إنما هو الذي يعلن القرار!