أصبح النيل علي امتداد محافظة سوهاج بمراكزها وقراها مستباحا وغنيمة للعديد لمن تسول له نفسه اقتطاع أجزاء من ضفتيه الشرقية أو الغربية سواء بالردم أو البناء علي حرمه واستغلاله في العديد من الأنشطة التي تدر علي أصحابها أرباحا خيالية مما أدي إلي انتشار المطاعم والكافتيريات والمباني المخالفة وحظائر تربية الماشية ومزارع الدواجن وغيرها علي ضفاف النهر الخالد وذلك علي الرغم من إطلاق الحملة القومية لإنقاذ نهر النيل عام2015 بمشاركة كافة مؤسسات الدولة ومنظمات المجتمع المدني وإصدار وثيقة إنقاذ نهر النيل وفقا للدستور الذي يلزم الدولة بحماية نهر النيل. وبات نيل سوهاج يئن تحت وطأة تلك التعديات والتلوث الناتج عن مخلفاتها والتي تزداد يوما بعد يوم وتؤدي إلي تدمير البيئة النهرية في ظل غياب الرقابة والمتابعة من الجهات المعنية بحماية النيل حتي بات المواطن السوهاجي يحلم بعودة ضفاف النهر بدون تعديات. يقول حمدي مرزوق مدرس: هناك بعض الأسر تقوم باستغلال أراضي طرح النهر في إقامة منازل بالبلوك الأبيض وسقفها بجريد النخيل واتخاذها مسكنا بحجة أن هذه الأراضي ليست ملكا لأحد مما يخلق تجمعات عشوائية علي ضفة النهر تقوم بصرف مخلفاتها في مياه النيل في صورة صارخة للتلوث الذي يؤدي إلي القضاء علي الثروة السمكية التي اشتهر بها نهر النيل منذ آلاف السنين وكانت مصدر رزق للعديد من المواطنين الذين يمارسون مهنة الصيد. يضيف أيمن حنا- موظف- أصبح من الصعب الاستمتاع برؤية النهرالذي انتشرت علي ضفافه الأندية والكافتيريات وصالات الأفراح والتي يتبع معظمها النقابات المهنية وتكون قاصرة علي أعضائها وهذا الأمر شجع البعض علي استغلال أراضي طرح النهر في إقامة الكافتيريات المخالفة التي تجذب المواطنين لموقعها المتميز علي النيل خاصة من الشباب كما يصل الأمر بأصحابها إلي ردم أجزاء من النهر لتوسيع مساحتها مشيرا إلي أن انتشار هذه الكافتيريات يعد أحد أسباب التلوث لأنها تقوم بصرف مخلفاتها في نهر النيل دون رقيب عليها. يشير السيد الجعلوص- موظف- إلي أن بعض سكان القري المطلة علي نهر النيل يستغلون أرضي طرح النهر في بناء أحواش لتربية الماشية ومزارع لتسمين الدواجن وما يصحاب ذلك من إلقاء المخلفات الناتجة والحيوانات والطيور النافقة في نهر النيل وهذا يمثل خطرا كبيرا نتيجة لتلوث مياه النهر التي تعتمد عليها محطات مياه الشرب بكافة مراكز المحافظة. يطالب دكتور مرزوق العادلي- أستاذ بجامعة سوهاج- مسئولي حماية النيل بعمل ندوات توعية للمواطنين بضرورة الحفاظ علي نهر النيل من التلوث باعتباره شريان الحياة للشعب المصري علي أن يتزامن ذلك مع قيام شرطة البيئة والمسطحات المائية بحملات مكثفة لإزالة كافة التعديات مهما كان حجمها بشكل فوري وتحرير المحاضر للمخالفين لردع كل من تسول له نفسه الاعتداء علي حرم نهر النيل. من جانبه, أكد اللواء مصطفي مقبل مساعد وزير الداخلية مدير أمن سوهاج أن أجهزة المديرية تقوم بالتصدي بكل حزم للتعديات الواقعة علي مجري نهر النيل وذلك بالتنسيق مع مسئولي وزارة الموارد المائية والري لإزالة كافة صور تلك التعديات للحفاظ علي الممتلكات العامة والخاصة وتعظيم سياسة الدولة التي تعتبر تلك التعديات من شأنها التأثير علي هيبة الدولة وما رصدته المتابعة من انتشار ظاهرة التعدي علي نهر النيل سواء بالردم أو البناء علي حرم النيل وانتشار المطاعم والكافتيريات مما يعد سببا لتلوث نهر النيل بالنفايات, حيث تمت في الآونة الاخيرة تأمين إزالة عدد262 حالة تعد علي نهر النيل بمراكز طهطا وجرجا والمراغة والبلينا والمنشاة شملت إقامة أسوارا ومنازل مبنية بالبلوك ومسقوفة بجريد النخيل وأسوارا وأحواشا وكافتيريات ومزارع دواجن, مشيرا إلي أن الأجهزة الأمنية تقوم بالتنسيق مع كافة الجهات المعنية بحماية النيل لإزالة التعديات أولا بأول للحفاظ علي نهر النيل من التلوث الناتج من تلك المخلفات. وأضاف المهندس أشرف صالح مدير عام حماية النيل بسوهاج قائلا: بناء علي تعليمات الدكتور وزير الموارد المائية والري والمهندس صلاح عز رئيس قطاع حماية النيل بالتصدي لحالات التعدي علي نهر النيل مهما كان وضع مرتكبيها والإزالة الفورية لها قامت الإدارة بتحرير869 محضر مخالفة للتعدي علي مساحة26 فدانا بمراكز سوهاج وخميم والمنشاة وطهطا والمراغة وساقلته والبلينا ودار السلام وجرجا وتمت خلال الثلاثة أشهر الأخيرة إزالة262 حالة تعد وقد احتل مركز جرجا المركز الأول في عدد التعديات والتي بلغت307 حالة بينما جاء في الترتيب الأخير مركز ساقلتة بعدد19 حالة تعد, مشيرا إلي أن الإدارة ستواصل حملاتها المكثفة لأزالة كافة التعديات والتصدي لها في المهد.