أكد الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية أن الفتنة الطائفية من داخل المجتمع وجاءت نتيجة لتراكمات عديدة وأنها ليست من الخارج بل يستغلها البعض في الخارج لإشاعة التوتر. مطالبا الجميع بالتعاون للقضاء علي هذه الفتنة الغريبة عن المجتمع المصري, محذرا في ذات الوقت من مخاطرها. وشدد جمعة خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده بدار الإفتاء أمس علي ضرورة تحقيق القضاء العادل والشامل ومعالجة اسباب الاحتقان في المجتمع بكل صراحة وشفافية والضرب بيد من حديد علي المفسدين والتركيز علي تحقيق العدل الشامل والتحلي بالأمل الفسيح والعمل الصحيح من أجل معالجة اسباب الفتنة الطائفية. وطالب بدور فعال للإعلام لتوضيح الحقائق بغير إثارة والتعاون بين المؤسسة الدينية والإعلامية ولقاء كل الاطراف والاستماع لمشكلاتها بصراحة وشفافية وتعديل برامج التعليم والالتزام بالقانون والثقافة العامة الداعية للتسامح وإعداد الدراسات الاجتماعية حول اسباب الاحتقان من أجل المعالجة الفعالة للفتنة الطائفية. وذكر جمعة أن مبادرة بيت العائلة التي يرعاها الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر قادرة علي تحقيق الغطاء الأوفر لمعالجة الاحتقان واقتراح وسائل معالجتها لأنها تضم المختصين والقادرين علي الحل. ولفت إلي أن الشرع الإسلامي يأمر المسلمين بحماية المسيحيين وكنائسهم, مبينا أن ذلك وحده لا يقضي علي اسباب الفتنة الطائفية التي لها اسباب مركبة ونتيجة ثقافة خاطئة سائدة تجب معالجتها بتحرك مجتمعي شامل. وطالب المفتي من يعرف معلومات عن احتجاز أي شخص بالمبادرة لإبلاغ الجهات الأمنية والنيابة لاتخاذ الإجراءات اللازمة رافضا التصرف بالأيدي لفك الاحتجاز لأن ذلك خطأ. ونفي أن يكون لقاء الإمام الأكبر شيخ الأزهر ومفتي الجمهورية مع الشيخ محمد حسان هو اعتراف شرعي وموافقة علي ما يقوم به السلفيون المتشددون, مؤكدا أن الأزهر كأكبر مؤسسة شرعية علمية دعوية تفتح ذراعها للجميع وتعمل من أجل صالح الإسلام والمسلمين وقال: نحن المسلمين في مركب واحد وعلينا أن نعمل جميعا من أجل نشر الأمن في البلاد ودرء الفتنة. وحول ما أثير من مظاهرات بشأن فتوي النقاب التي اصدرتها دار الافتاء أوضح أن الاحتجاجات جاءت ضد حكم المحكمة القضائية الإدارية بشأن حظر النقاب في الامتحانات ولم تكن ضد المفتي لأن فتوي النقاب اصدرها المجلس الأعلي للأزهر ومجمع البحوث الإسلامية منذ فترة. وطالب جمعة ببرامج لعلاج ظاهرة البلطجة في المجتمع ودراستها اجتماعيا وثقافيا لتأهيل أولاد الشوارع, كما يحدث في الدول المتقدمة, مشيرا إلي أن دار الإفتاء انتهت من أرشفة أكثر من100 ألف فتوي رقميا والكترونيا لتكون مرجعية إسلامية للقياس عليها والاستدلال بها في القضايا المعاصرة وتم ايداعها بدار الكتب والوثائق القومية وخزائن البنك المركزي حفاظا علي تاريخ وهوية مصر وهذه الفتاوي منذ عام1985 حتي الآن. وأوضح أنه سيتم قريبا ارسال عدد من نسخ الارشيف الاليكتروني للفتاوي والابحاث التي أعدتها دار الإفتاء علي مر العصور المختلفة إلي الجامعات المصرية والعربية والإسلامية للاستفادة منها وتوزيعها علي جميع دور الإفتاء في العالمين الإسلامي والعربي وعلي المراكز الإسلامية في بلاد غير المسلمين لتكون إحدي الأدوات المهمة كمرجعية إسلامية للقياس عليها في القضايا المعاصرة ولتكون خير سفير للمنهج الأزهري المعتدل. وشدد جمعة علي أن الامام الأكبر شيخ الأزهر هو المرجعية الأولي والأخيرة لأي مبادرة للمؤسسة الدينية في مصر وهو الغطاء الذي يندرج تحته كل ممثلي المؤسسة الدينية ومنها دار الإفتاء وأن أي مبادرة شخصية من المفتي هي من واقع ما طرحه الإمام الأكبر لتوحيد الرؤي الإسلامية في مصر. وكشف عن رعاية دار الإفتاء قريبا لبرنامج تدريب الصحفيين المعنيين بالشئون الدينية وأنه تم إعداد البرنامج وطرحه للصحفيين لابداء الرأي بالشأن الديني وكيفية اعتماد العلوم في القضايا الدينية.