أظهرت النتائج الأولية لبعثة تقصي الحقائق التي أوفدها المجلس القومي لحقوق الإنسان في أحداث إمبابة أن التراخي والتباطؤ في التعامل مع التوترات الدينية وعدم علاجها المعالجات الملائمة وفق القانون العام كانت سببا رئيسيا في الأحداث. مما سهل افلات الجناة من العقاب وكذلك التهوين من حالة الاستقطاب المتنامية عبر عقود فضلا عن الانفلات الإعلامي وعشوائية بعض الفضائيات وخوضها في مساحات تباعد بين المصريين وبعضهم البعض. وسوف يقدم المجلس تقرير البعثة في شكله النهائي الي الجهات المعنية وأكد أعضاء المجلس أن ما جري في إمبابة من اعتداءات اجرامية علي حياة المواطنين وترويعهم باسم الدين والاجتراء الغاشم علي الكنائس, يشكل خطرا شديدا علي المواطن المصري من جهة, وتهديدا لكيان ومستقبل وطن يعيد بناء نفسه عقب ثورة25 يناير التي تجلت فيها وحدة وطنية مصرية كاملة. وأدان أعضاء المجلس هذه الاعتداءات واعتبروها خروجا علي كل مواثيق حقوق الإنسان وجميع الشرائع ونيلا من وحدة الوطن وتماسكه كما عكست الأحداث تضافر عدة عوامل فاقمت مما حدث من ضمنها التحريض بوسائل الإعلام وبخاصة فضائيات الاثارة والسجال الديني, التي دعت بعض الافراد للتوجه لمكان الحدث بما يهدد كيان الدولة وشرعيتها وتفكيك المجتمع, وتحدي النظام العام بفرض ما يتصورونه حقوقا بالقوة. وفي السياق نفسه بعث أمس مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان, بمذكرة وقعت عليها14 منظمة حقوقية في إطار ملتقي المنظمات المستقلة لحقوق الإنسان الي الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء. ونوهت المنظمات خلال المذكرة الي أن عدم إعمال القانون في جريمة حرق كنيسة أطفيح أي بمحاكمة المتهمين أمام قاضيهم الطبيعي وليس أمام محاكم عسكرية ربما ساعد علي تكرار نفس جريمة تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية في إمبابة, فضلا عن زيادة عدد الضحايا وسقوط قتلي أيضا. وأعربت المنظمات عن خشيتها من أن جرائم العنف الطائفي مرشحة للأسف للتفاقم بصورة أكبر وهو الأمر الذي كانت قد حذرت منه مذكرة أخري بعث بها مركز القاهرة الي د.شرف تتعلق بسياسات المرحلة الانتقالية. ومن ناحية أخري أدانت السفارة الأمريكيةبالقاهرة بشدة العنف الطائفي غير المبرر والذي سبب التدمير في منطقة إمبابة وأحياء أخري بالقاهرة. وقالت مارجريت سكوبي السفيرة الأمريكيةبالقاهرة إننا ندعو الي الهدوء, ونؤكد دعمنا للمصريين الذين يرفضون العنف الديني بروح الوحدة التي أعقبت ثورة25 يناير. وقالت في بيان لها إننا نرحب بالجهود العظيمة التي يبذلها المجلس الأعلي للقوات المسلحة لمواجهة العنف الديني كما يجب إجراء تحقيق شامل يتسم بالشفافية, ويجب إدانة الخارجين عن القانون وفقا للمعايير الدولية وإننا نقدم خالص العزاء لأهالي القتلي والمصابين, من المسيحيين والمسلمين.