تشهد الخريطة الرمضانية العديد من الأزمات التي يواجهها صناع الدراما وأصحاب القنوات الفضائية, الذين يسعون لتقديم أفضل ما لديهم, الأمر الذي دفع بعض شركات الإنتاج للتحالف مع بعضها البعض لمواجهة زيادة سعر التكلفة والتي انعكست كنتيجة حتمية لزيادة سعر الدولار وتأثيره علي السوق المصرية, أما ما زاد الأمر سوءا وسبب ارتباكا لدي صناع هذه الأعمال نتيجة لاندماج بعض القنوات المسوقة للأعمال الدرامية, بينما كان لظهور قنوات جديدة بصيص أمل لدي صناع الدراما لعرض أعمالهم في ظل هيمنة بعض القنوات علي مسلسلات ونجوم بعينها وعرض أعمالهم حصريا علي شاشتهم. الأهرام المسائي تفتح هذا الملف في محاولة للتعرف علي ملامح الخريطة الدرامية لموسم رمضان المقبل, والأزمات التي لحقت بصناع الدراما أربكت حسابات القائمين عليها الدرامية المصرية, ورأيهم في هذه التغيرات التي تشهدها سوق الدراما التليفزيونية الرمضانية هذا العام. يقول المنتج وائل علي: إن معدل المسلسلات الدرامية التي ستنافس هذا الموسم ليس بالقليل مقارنة بالماراثون الرمضاني بالعام الماضي, فحاليا لدينا ما يقرب من39 مسلسلا, ولكن الأزمة تكمن في زيادة التكلفة الإنتاجية للأعمال ومنتجين كثر كانوا متواجدين علي الساحة السنوات الماضية ابتعدوا هذا العام بعدما وجدوا التغيرات الجديدة ومن بينها تحالفات القنوات والاندماجات فيما بينهم, فكثير من المنتجين حتي هذه اللحظة لم يحصلوا علي مستحقاتهم المتأخرة من أعمال درامية قدموها منذ سنوات, فمثلا مسلسل حق ميت الذي قدم منذ3 سنوات لم نحصل علي حقنا من وقتها, وبشكل عام يعتبر هذا السبب والمديونيات المتراكمة لدي بعض القنوات وصعوبة السداد هي السبب في عدم دخول بعض المنتجين المنافسة هذا العام هذه اللحظة. وأضاف أن موسم رمضان يشهد زيادة في أسعار النجوم بشكل لافت للنظر, وهي من ضمن الأزمات التي يواجهها المنتج مع صعوبة تحصيل ما تم دفعه للقنوات, وهناك قاعدة أنه من الصعوبة تحصيل الفلوس من القنوات بعد انتهاء عرض المسلسل. وأشار منتج مسلسل كلبش إلي أن القنوات تعتمد علي الشللية, فكل قناة لها أصحابها بغض النظر عن نوع وجودة المسلسل الدرامي, فمع وجود الشلليه سيتم بيع المسلسل حتي وإن كان رديئا والعكس صحيح, فبعد اندماج بعض القنوات وجدت بعض الشركات صعوبة أكثر في تسويق أعمالهم. وأوضح, رغم تطور مستوي الأعمال بشكل كبير إنتاجيا سواء علي مستوي جودة الصورة مع دخول تقنيات تصويرية جديدة أو علي مستوي الديكور والسيناريو وغيرها, إلا أن الأزمات الإنتاجية ومديونيات القنوات تعرقل تطور صناعة الدراما. بينما قال المنتج عاطف كامل: في ضوء التحالفات الجديدة للقنوات الجديدة هذا يقلل من فرصة بعض المسلسلات في الظهور وخاصة في ظل العرض الحصري علي بعضها, كما أنها سببت أزمة لدي بعض المنتجين وأخرت من تواجد بعضهم خوفا من صعوبة بيع وتسويق مسلسلهم علي الشاشة, بينما ظهرت فرصة أخري للمسلسلات بظهور قناتين جديدتين فهذا أحدث توازنا إلي حد ما. وأضاف: أري أن عدد المسلسلات كاف هذا العام علي عكس السنوات الماضية مع ضخامة العدد وبالتالي ظلم بعض الأعمال وعدم رؤيتها, وما يحكم السوق في الفترة الحالية نوعية النص; حيث انتهي زمن النجم أو البطل وكل قناة تشتري المسلسل بناء علي النص, والعمل الجيد يفرض نفسه علي الساحة, ومن الطبيعي أن نري أزمة في المسلسلات لأنه وضع تمر به البلد, كما أن المنتج هو المتضرر الوحيد من وجود مديونيات له لدي بعض القنوات وعلاقته معهم لا تسمح له بمطالبتهم أو الضغط عليهم. تابع: في العام الماضي وجدت صعوبة في تسويق مسلسل السبع أرواح رغم أنني صرفت كثيرا عليه وواجهت مشاكل كثيرة, وإذا لم يتم بيعه كان اتخرب بيتي وبيت شركائي, ولذلك قررت عدم الدخول هذا العام حتي لا يتكرر نفس الموقف هذا العام. بينما قال المنتج جمال العدل: إن وجود حركة إنتاج يعتبر شيئا جيدا في حد ذاته, مع وجود تطور في الدراما رغم أننا نعاني من وجود بعض المآخذ ومنها مستوي بعض الأعمال التي تحتوي علي ألفاظ ومشاهد وتصرفات غير لائقة, ولكن بشكل عام الصناعة تطورت مع دخول تقنيات جدية وأناس متخصصين في الصورة ودخول مخرجين ومصوري سينما. وتابع: أما عن وجود تحالفات بين القنوات أضرت بعض المسلسلات, وهذا الأمر تكرر في السينما عندما تحالفت الشركة العربية مع الشركة الثلاثية فقلل من صناعة عدد الأفلام, فلا أتمني وجود تحالفات أو اندماجات بين القنوات, بينما زيادة عدد القنوات يؤدي لوجود أعمال أكثر, علي مستوي الخاص لم نتضرر لوجود قناتين دخلتا في سوق الإعلام, وعلينا أن نؤكد أن الفن صناعة مثله مثل صناعة النسيج والصناعات الكبري لأن القوي الناعمة تلعب دورا بارزا في دعم وتعزيز قيم معينة في المجتمع وبالتالي ينبغي علي الدولة دعمها وتعزيزها. بينما قال المنتج ريمون مقار: إن هذا العام يشهد عدم استقرار في صناعة الدراما بشكل واضح نتيجة لوجود اندماجات كثيرة بين بعض القنوات الفضائية وهي أثرت علي المنتجين والشركات, فقبل هذه التحالفات كان كل واحد يتعامل مع قناة بعينها ولكن دخول قنوات جديدة ودمج قنوات أخري أثر علي السوق. أضاف, هناك تعطيل في بعض الشركات نتيجة لوجود مديونيات لهم عند بعض القنوات, وهذا اعتدنا عليه وأغلب شركات الإنتاج متضررة ولها فلوس لدي هذه القنوات وبيحاولوا يحصلوا علي جزء من مستحقاتهم. وتابع: أتوقع إذا مر هذا العام بخير نتيجة للحالة الاقتصادية الصعبة التي أثرت علي الصناعة ككل والمجتمع بشكل عام, فإن العام المقبل سيشهد تحسنا في معدل مستوي الأعمال الدرامية المقدمة. بينما قال المخرج محمد النقلي: هذا العام يشهد تطورا في الدراما وجودة في الصورة, بينما عدد المسلسلات كما هي لم تتغير مقارنة بالعام الماضي سواء من حيث الكم أو الكيف, ولا توجد أي أعمال تحظي بنسبة متابعة إلا عندما تستحق ذلك, أما عن وجود قنوات جديدة فهذا يخدم عملية الصناعة ويدعمها ويفتح منافذ إعلامية لها. كما اتفق مع نفس الحديث, المخرج سامح عبد العزيز, الذي أكد أن مستوي الأعمال المقدمة هذا العام جيد وهناك استقرار كبير وستكون هناك طفرة في مستوي الأعمال في الفترة الحالية, مع دخول تقنيات جديدة وتطورات في مستوي الصورة مع استخدام كاميراتHD, وهذا الموسم سيشهد طفرة في مستوي التقني بالدراما.