في عام2005 أدرك مسئولو هيئة مياه الشرب والصرف الصحي بالغربية حجم المأساة التي يعيشها سكان مدينة بسيون والقري التابعة لها بسبب استمرار سوء حالة مياه الشرب التي تصل لمنازل الأهالي ملوثة وغير صالحة للاستخدام حيث تم توفير قطعة أرض علي مساحة12 فدانا لإنشاء محطة ضخمة تضخ مياه شرب نقية للمواطنين البالغ تعدادهم350 ألف نسمة وحماية لهم من الإصابة بالأمراض. ورغم افتتاح المحطة ودخولها الخدمة رسميا عقب تشغليها في2013 بتكلفة بلغت نحو287 مليون جنيه ظلت حتي هذه اللحظة تمثل لغزا محيرا فلا المحطة تعمل بكامل طاقتها ولا الأهالي قد استفادوا من إقامتها وشرب كوب ماء نظيف وهو ما أثار العديد من علامات الاستفهام والتعجب بعدما وجه البعض اتهامات للقائمين علي تنفيذ المشروع الضخم تتمثل في سوء التخطيط واختيار موقع خاطئ منذ البداية لتنفيذ المشروع بينما برر مسئولو شركة مياة الشرب موقفهم بحدوث متغيرات مفاجئة فرضت نفسها علي أرض الواقع خلال فترة الإنشاء التي امتدت لمدة ثماني سنوات. يقول عبد الحي سالم, أحد العاملين بمحطة مياة الشرب الجديدة ببسيون: تتميز المحطة بأنها مزودة بأعلي مرشحات مياه الشرب التي تمت إقامتها علي مستوي الجمهورية بعد دعمها بالمعدات الحديثة وتبلغ طاقتها الإنتاجية51 ألف م3/ يوم, لكن جاء الاستعجال في سرعة تسليمها قبل إنشاء الشبكات الخارجية بنتائج سلبية أهمها عدم إقامة خط صرف لالروبة بتقنية حديثة بالأحواض التي تستقبل المياه القادمة من النيل لتخزينها وتنقيتها كمرحلة أولي قبل دخولها علي المحطة والاعتماد علي الطرق البدائية القديمة في إزالة الرواسب والتخلص منها باستخدام سيارات الشفط ونظام الكسح مما أثر علي كفاءة وجودة المياه. كما فقدت المحطة50% من قوتها لتوقفها عن العمل6 شهور كاملة كل عام بسبب السدة الشتوية وارتفاع نسبة التلوث والأمونيا الخطرة في مصدر المياه الرئيسي الذي يغذي المحطة واللجوء إلي تشغيل محطات الآبار الارتوازية القديمة اضطراريا كبديل خلال هذه الفترة مثل محطات الحمامات وبسيون وشبرا تلا وجناج وهو ما جعل المواطن لا يشعر بتغير ملموس في جودة المياه, مشيرا إلي أن الحل الوحيد لإنهاء هذه المهزلة والحفاظ علي المال العام هو سرعة تدارك هذه الأخطاء الجسيمة. وأضاف عبد الخالق الجوهري بالمعاش: استبشر الأهالي خيرا بافتتاح المحطة الحديثة وإنهاء أزمة شرب المياه الحبشية والجوفية لكن للأسف لم تحل جميع المشاكل بعد استمرار ظاهرة ضعف المياه وعدم وصولها إلي الأدوار العليا وانقطاعها المتكرر عن عدد كبير من القري كما أنها تنزل من الحنفيات رائحتها نفاذة وعند الاستفسار عن الأسباب تبين أن المحطة الحديثة التي تم تشغليها منذ أربع سنوات لا تعمل بكامل طاقتها وأنها عاجزة عن القيام بدورها في معالجة المياه بالشكل الذي يضمن مطابقتها للمواصفات الفنية المطلوبة بعد إضافة نسبة كبيرة من الكلور للتخلص من الشوائب والبكتريا التي تحملها من مصادر المياه الملوثة والأحواض غير النقية كما تبين أن تفاعل الكلور مع الأمونيا يعرض المواطنين للإصابة بالأمراض السرطانية وناشد المسئولين بالحفاظ علي صحتهم وتوصيل المياه النقية للسكان. وفي محاولة لمعرفة الحقائق وأسباب المشاكل التي تحيط بالمحطة العملاقة أكد المهندس عادل عطية رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحي بالغربية أن أهالي بسيون كانوا يعتمدون في الماضي علي شرب المياه من الآبار الارتوازية التي تحتوي علي نسبة أملاح ومنجنيز عالية بجانب أن طبيعة المياه في بسيون وقراها سيئة بسبب وقوعها علي ترعة الباجورية المتفرعة من فرع رشيد والمحملة بالمخلفات والشوائب التي تلقيها المصانع والشركات الكبري بكفر الزيات والتي تعتبر أحد المصادر الرئيسية لتغذية محطات مدينة بسيون ومراكزها ولكن مع افتتاح المحطة الجديدة أصبح الجميع يشرب مياها نقية وتغلبنا علي مشكلة توقف المحطة عدة شهور وأصبحت حاليا تعمل علي مدار24 ساعة متواصلة عقب تغيير مصدر المياه القديم المحمل بالأمونيا وتشغيل مأخذ جديد بعيدا عن خط الخطر علي ترعة الباجورية بتكلفة بلغت30 مليون جنيه ويحتوي المأخذ علي4 طلمبات تصرف330 ل/ ث ووحدة توليد قدرة900 ك.ف.أ ويخدم المأخذ مدينة بسيون و31 قرية تابعة لها. من جانبه نفي المهندس إبراهيم الأشقر رئيس الجهاز التنفيذي لمشروعات مياه الشرب والصرف الصحي بالغربية إقامة المحطة في المكان الخطأ مؤكدا أن اللجان الهندسية والفنية للهيئة قامت بإجراء عدة تجارب وقياسات علي جودة المياه بأخذ عينات من منابع تغذيتها لتحليل المياه في معامل بحوث النيل وتحديد مدي جودتها وبناء علي ذلك تم البدء في تنفيذ مشروع إنشاء المحطة لكن تعرض فرع رشيد خلال فترة الإنشاء لانتهاكات صارخة بإلقاء الأهالي بمخلفاتهم الصحية في مياهه أدي إلي ارتفاع نسبة العكارة والتلوث.. واعترف رئيس الجهاز قائلا: واجهنا مشكلة بالفعل أثرت علي قدرة المحطة حيث ظل إنتاجها لا يتعدي60% فقط من طاقتها حتي تغلبنا مؤخرا علي تلك الأزمة بتغيير مسار منبع المياه بالقضابة بآخر بديل علي ترعة الباجورية كما جار القضاء علي مشكلة خط غسيل الروبة بعد الحصول علي كافة الموافقات من مديرية الري والزراعة وإنهاء التراخيص اللازمة لإقامة خط صرف بطول كيلو و600 متر وسوف يتم بدء تنفيذه وفقا للاشتراطات الفنية وبتقنية عالية ويتم تشغيله يونيو المقبل لإنهاء مشكلة محطة مياه بسيون بشكل نهائي وضمان عملها بكامل طاقتها الإنتاجية.