ما هو سر الجاذبية الاثيوبية؟ ما هو سر الاهتمام العربي المفاجئ باثيوبيا سواء الدول النفطية وغير النفطية؟ هل تحولت اديس ابابا لمنصة ل( كيد النساء) ضد مصر في القرن الإفريقي؟ أم هي رغبه مفاجئة في نقل الاستثمارات الخليجية والسودانية الي منطقة تعاني اشد المعاناة من القوميات المتناحرة والخلافات السياسة ونقص الموارد؟ وكأن هذه الفرص التي لا تعوض ظهرت فجأة في الأراضي الاثيوبية, أو أن الخبرات الاثيوبية في المجالات السياسية والامنية والاقتصادية اصبحت فجأة في متناول العقل العربي؟ أم نفترض حسن النوايا في تدفق وفود رفيعة المستوي علي اثيوبيا من الخليج, ويتبعها زيارة للرئيس السوداني عمر البشير, وتحضير لزيارة امير قطرلاثيوبيا, ومساعدات بالمليارات من أطراف بعينها لاتمام سد النهضة, أم كل هذا لمجرد التأثير سلبا علي مصر في ملف مياه النيل؟, لا يختلف اثنان علي أن الرئيس البشير كان يستهدف مصر بتصريحاته الغريبة خلال زيارته الأخيرة إلي اثيوبيا, حيث أنه تحدث لأول مرة عن تهديدات تواجه البلدين, والمعروف أن إثيوبيا ليس لها أي نوع من التهديد من الخارج يستدعي النخوة وفتح الصدر السوداني. فقط خلافات قومية داخلية لفئات تملك الاغلبية من الأمور المهمشة سياسيا واقتصاديا, اما السودان فمصيبته الكبري من الداخل وليس الخارج ايضا يفتح بلاده للاخوان, ويرسل جنوده لليمن, ويترك أقاليم كبري تحت ضغط الانفصال والنزاع المسلح, فبعد أن ضاع جنوب السودان في غمضة عين بثرواته واراضيه تقع كرفان في نفس الخطر ويليها بالطبع دارفور الذي استوطنته القوات الدولية بالآلاف دون أن يلفظ السودان كلمة واحدة اعتراضا أو حسما للصراع الداخلي. زيارة البشير وتصريحاته العنتريه في أديس أبابا هي الثانية له منذ عام1999, تخللتها زيارات أخري في مناسبات مختلفة, بمعدل زيارتين في العام تقريبا منذ أن بدأت مفاوضات سد النهضة, وفي الزيارة الاخيرة هذه أعلن رئيس الوزراء هيلي ماريام ديسالين, والرئيس عمر البشير, التكامل بين البلدين وتوحيد المواقف تجاه التهديدات الخارجية وقال البشير إن التكامل مع إثيوبيا يشمل كل المجالات, وخاصة الأمنية والعسكرية والسياسية والاقتصادية, وأن أي تهديد لأمن إثيوبيا هو تهديد مباشر لأمن السودان, وهي تصريحات عنترية فارغة من اي مضمون, ومحاولة لتطوير تعاون قائم بين الخرطوموأديس أبابا, ليتم تحويله تدريجيا لنوع من التحالف يشمل مختلف المجالات السياسية والعسكرية والأمنية, خاصة فيما يتعلق بالوضع المائي في حوض النيل, ومن الواضح أنه موجه بالأساس ضد مصر, ويتزامن من انتقادات إعلامية سودانية لمصر لسبب بسيط فليس هناك تهديدات أي عسكرية للبلدين تستدعي مثل هذه البيانات الرنانة, ويبدو لي أن تصريحات الجانبين السوداني والإثيوبي قد تكون نوعامن الرد علي النجاحات السياسية المصرية الأخيرة بشأن تحسين العلاقات مع أوغنداوجنوب السودان وإرتيريا, وجيبوتي والصومال, وتشاد, وهذه التحركات المصرية الناجحة أثارت إزعاجاكبيراالسودان خاصة, فاطلقت حملات واتهامات تكاد تكون يومية ضد مصر, والسبب في القلق الإثيوبي من التحركات المصرية في إفريقيا ايضا, هو الخوف من سحب البساط من تحت أقدامها لعبت إثيوبيا الدور الرئيسي في منظمة إيجاد, وفي التسويات الإقليمية خلال الفترة التي غابت فيها مصر, وفي النهاية تسعد إثيوبيا من توافد الزائرين العرب فقراء من السودان أو اغنياء من الخليج ففي النهاية تبحث عن مصالحها من أي طرف كان, ولاعتب علي إثيوبيا في استقبال أي ضيف, ولكن العتب علي الضيوف الخليجية والسودانية التي جعلت من زيارتها لإثيوبيا هدفا للتصعيد ضد مصر في ملف هو الأكثر حساسية وأهمية لمصر وشعبها أي كانت انتماءاتهم السياسية والحزبية, وهو ما تعيه مصر جيدا وتضع له الف حساب, وأن غدا لناظره قريب.