كثيرا ما نتحدث عن صناع السينما العرب والمصريين الذين استطاعوا عبور الحواجز والوصول للعالمية, ولكن نادرا ما نتحدث عن ناقد سينمائي وصل للعالمية مثل الراحل سمير فريد الذي منح مهنة النقد السينمائي في مصر والعالم العربي قيمتها واحترامها وأسس لميلاد نقاد جدد وفتح أمامهم الأبواب للتواصل مع العالم الخارجي. سمير فريد الذي رحل عن عالمنا مساء أمس بعد صراع طويل مع المرض حصل علي العديد من التكريمات في أنحاء العالم, ومنحه مهرجان برلين السينمائي الدولي في دورته ال67 التي عقدت في فبراير الماضي جائزة التكريم المعروفة بالبرينال كاميرا وهي جائزة تمنح عادة لشخصيات سينمائية سواء من المنتجين أو الفنانين أو المخرجين والكتاب تقديرا لجهودهم في هذا مجال السينما وليس من المعتاد أن يحصل عليها ناقد سينمائي, ووصفته إدارة المهرجان في بيان الإعلان عن منحه هذه الجائزة بأنه خبير في السينما يؤخذ بنصيحته في جميع أنحاء العالم. وفي الكلمة التي ألقاها كلاوس ايدر الأمين العام للاتحاد الدولي للنقادFIPRESCI علي شرف الاحتفال بتكريم سمير فريد في مهرجان برلين في حضور ديتر جوسلينج رئيس المهرجان, قال عنه إنه الصانع والممثل لذاكرة السينما المصرية والعربية, وبالنظر إلي أعماله نستطيع أن نري بسهولة مدي أهمية وجود نقاد السينما من أجل حياة واستمرار السينما وتطورها. ولم يكن تكريم مهرجان برلين له هو الأول من مهرجان دولي كبير بهذا الحجم حيث سبقه مهرجان كان السينمائي الدولي ومنح سمير فريد ميدالية ذهبية في آخر دورات القرن العشرين بمناسبة حلول الألفية الجديدة في عام2000 ضمن مجموعة من20 ناقدا تم تكريمهم في هذه الدورة, وهي المرة الثانية التي يحصل فيها علي ميدالية كان الذهبية بينما كانت المرة الأولي في عام1997 بمناسبة احتفال المهرجان بعيده الذهبي. وفي عام2013 كرمه مهرجان دبي السينمائي الدولي عن مجمل أعماله, كما حصل علي جائزة تكريم عن مجمل أعماله من مهرجانOsians-Cinefan في نيودلهي عام2012, وحصل علي جائزة الدولة للتفوق في الفنون من المجلس الأعلي للثقافة في.2002 فريد ولد في عام1943 وتخرج من قسم النقد في المعهد العالي للفنون المسرحية عام1965, وعمل صحفيا وناقدا في جريدة الجمهورية منذ عام1964 وشارك في إصدار ثلات مجلات سينمائية منذ عام1969, ولقب بعميد النقاد السينمائيين العرب, وشارك في تأسيس المهرجان القومي للأفلام الروائية القصيرة والتسجيلية عام1970 ثم المهرجان القومي للأفلام الروائية الطويلة عام1971, وفي تأسيس جمعية نقاد السينما المصريين عام1972, ومنذ عام1970 أصبح عضوا في الفيبريسي الاتحاد الدولي لنقاد السينما, وشارك في عضوية لجان تحكيم العديد من المهرجانات الدولية وعمل مراسلا لمجلة فاريتي لعدة سنوات, وكان له مقال ثابت في جريدة المصري اليوم وآخر مقال له نشر في24 مارس الماضي. كتب سمير فريد وترجم ما يقرب من60 كتابا عن السينما العربية والعالمية, ولم يهتم بالتنظير للسينما فقط وإنما أيضا بالحفاظ علي تاريخها والتعريف بها في أنحاء العالم وفي هذا إطار كتب مقالا نشر في عام1973 بمجلة ايكران الفرنسية السينمائية علي يد مارسيل مارتين يعد واحدا من الأعمال الأولي التي تناولت تاريخ السينما المصرية من بدايتها تحت عنوان الأجيال الستة للسينما المصرية. وترأس الراحل الدورة36 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي التي تعتبر من أفضل دورات المهرجان حتي الآن, وحاول خلالها أن يصل بالمهرجان إلي من الجودة يقترب من المهرجانات العالمية الكبري التي كان ضيفا مستديما فيها خاصة مهرجاني كان وبرلين. ونعي وزير الثقافة حلمي النمنم وفاة الناقد السينمائي الكبير سمير فريد عن عمر يناهز ال73 عاما, وقال عنه في بيان صادر عن الوزارة إنه كان قامة ثقافية كبيرة وأحد رواد النقد السينمائي, وعميدا للنقاد العرب, واستطاع أن يكون نموذجا مشرفا لمصر والدول العربية في كل المهرجانات التي شارك فيها باعتباره ناقدا, مضيفا أنه كان صاحب رأي ورؤية, أثري بها الحياة الثقافية طوال50 عاما, من خلال مقالاته اليومية وعشرات الكتب. وأشار وزير الثقافة إلي أنه كان مقررا إقامة احتفالية أول أمس لتكريمه, ضمن احتفالات الوزارة بتكريم الرواد, لكن مرضه الشديد كان سببا في تأجيل الاحتفالية وقدم وزير الثقافة العزاء إلي الشعب المصري والعربي, في وفاة الفقيد, كما تقدم بخالص تعازيه لأسرة الراحل ومحبيه, داعيا الله أن يغفر له ويدخله جنته, ويلهم ذويه الصبر والسلوان. كما أصدر د.خالد عبد الجليل رئيس المركز القومي للسينما بيانا نعي فيه رحيل الناقد الكبير سمير فريد, وكذلك إدارة مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والروائية القصيرة برئاسة الناقد عصام زكريا.