علي الرغم من امتلاك الساحة الفنية في مصر للعديد من العناصر النسائية المميزة فإن عددا قليلا جدا من النجمات تمكن من اقتناص أدوار البطولة المطلقة والمنافسة بأعمال قوية تحمل أسمائهن حيث شهدت الدراما التليفزيونية في الاعوام الاخيرة سطوع نجم الفنانة دنيا سمير غانم والتي سبقتها ايضا نيللي كريم, بينما تنتقل النجمة ياسمين عبد العزيز من البطولة المطلقة في السينما الي الدراما التليفزيونية التي تعود اليها في رمضان هذا العام بعد غياب سنوات طويلة, ولكن تظل نسبة الادوار المطلقة النسائية ضئيلة أمام أدوار الرجال, بل إن بعض الأعمال الفنية سواء في السينما أو الدراما تظلم الادوار النسائية وتتحول النجمة فيها الي مجرد سنيدة, والسؤال هنا هل حسابات الانتاج ونسبة الاعلانات هي العائق الرئيسي وحائط الصد الذي يحرم الفنانات المتميزات من الحصول علي فرصة لاظهار مواهبهن, الأهرام المسائي ترصد في هذا التحقيق الاسباب وراء ضعف تواجد البطولة النسائية علي الساحة الدرامية. تقول الفنانة هنا شيحا إن نسبة البطولة النسائية ارتفعت في الأونة الأخيرة مقارنة بالماضي ومع ذلك لايزال عدد النجمات اللاتي يحصلن علي البطولة المطلقة قليلا, وينتشروا بشكل أكبر في المسلسلات الدرامية الطويلة, كما يحاول المنتجين منحهم الفرصة ولكن في حدود من خلال المسلسلات الدرامي التي تعتمد علي البطولة الجماعية النسائية, ولكن هناك ايضا نيللي كريم التي استطاعت علي مدار السنوات الثلاث الماضية أن تحصل علي البطولة المطلقة في الدراما. وتابعت أري أن خوف المنتجين والموزع والمعلنين وعدم ثقتهم في المرأة في أنها تتحمل مسئولية عمل بمفردها هو السبب وراء غياب البطولة النسائية, ولكن نظرة المنتج للمرأة بدأت تتغير وأصبحت إيجابية أكثر مما كانت عليه في الماضي, وكانت هناك حجج كثيرة من جانب المنتجين بالتوزيع وأنه لا يريد فلانة وكأن المرأة عقبة, ومن وجه نظري أن فرصة بعض النجمات ستكون أكبر في الفترة المقبلة في الحصول علي البطولة بالدراما. وتؤكد الفنانة هالة صدقي أنه لابد أن نعترف أن البطولة النسائية غائبة عن الدراما المصرية وعدد قليل من النجمات من يتمتعن بهذه السمة, لأن الذي يحكم العملية الفنية هم الرجال وبالتالي لا يهتموا أن يظهروا السيدات بشكل يتناسب مع قضاياهن وما يشعرن به. وأضافت علينا أن نعترف أن هناك أزمة في كتابة السيناريو والقائمين عليها, فالكتاب من العناصر النسائية يمكن عدهن علي أصابع اليد الواحدة, ومن الطبيعي أن يتجاهل السيناريست الرجل الكتابة عن المرأة, ومن يكتبون عن المرأة غير متمكنين, مؤكدة لا ننكر أن بعض النجمات حققن وضعهن في الدراما ومن بينهن يسرا ونيللي كريم, وبناء علي نوع السيناريو والحكاية المكتوبة وأهميتها يجري ترشيح بطلة العمل, فمثلا بالنظر لمسلسل ونوس في العام الماضي, جذبت حكاية الست انشراح التي جسدتها في العمل انتباه الجمهور بشكل كبير, وحنان مطاوع ايضا حققت نجاحا مبهرا. وقالت إن قضايا المرأة لا تقدم بشكل لائق وكاف في الدراما المصرية وهذا هو سبب غياب البطولة النسائية, واعتقد أن الكاتب عبد الرحيم كمال من الكتاب القادرين علي صياغة قضايا المرأة والتعبير عنها بشكل دقيق, كما أن مريم ناعوم من ضمن الكاتبات القلائل اللاتي نصرن المرأة وعبرت عنها من خلال تعاونها مع الفنانة نيللي كريم, وكذلك الكاتب أيمن سلامة من ضمن كتاب السيناريو المناصرين للمرأة المصرية في عدد كبير من أعماله التي قدمها, وللأسف نفتقد إحساس عبد القدوس والذي قدم لنا تعبيرا قريبا للواقع عن المرأة وكانت بطلاته من السيدات. ونفت هالة صدقي أن يكون للمنتجين دور كبير في رفض تصعيد المرأة للبطولة المطلقة, مؤكدة ان السبب في ذلك يرجع لأزمة السيناريو الجيد, بدليل أن مسلسل جراند أوتيل رغم أنه قدم وجوه شابة من العناصر النسائية ولكنه حقق نجاحا مبهرا بعد عرضه, واذا زاد عدد كاتبات السيناريو سيزيد معه فرص حصول المرأة علي البطولة المطلقة. بينما أرجعت الناقدة ماجدة موريس, السبب وراء تهميش النجمات في البطولة النسائية, إلي ميراث المجتمع الذكوري الغالب في المجتمع وانعكاسه علي الدراما, مضيفة ألاحظ أن تواجد المرأة المصرية وتمثيل النجمات في هذه الأعمال الدرامية ليس بالعدد ولكن بما يقدمنه لأن عددا كبيرا من البطلات في الأعمال الدرامية الطويلة يتصدرن المشهد ولكن لا يعبرن عن المرأة وقضاياها بشكل ملحوظ فالمعالجات الدرامية سطحية وفقيرة وليس من الطبيعي أن تظهر أربع أو خمس بطلات في مسلسل واحد ويقدمن المرأة الفقيرة المعدمة بينما لا يظهر هذا علي شكلهن في أحداث المسلسل ويضعن مكياج كامل, مما ينافي الحقيقة والواقع الحياتي. وأضافت هناك انحياز صريح وواضح للرجل وقضاياه وأسلوبه وهذا ما نجده في تصدر الرجال الساحة والمشهد الدرامي بشكل كبير, وبعض المنتجين يتحكموا في العملية الدرامية ويرفضوا إسناد دور البطولة المطلقة للمرأة باستثناء5 أو6 نجمات حفظن مكانتهن, كما أن الحس التجاري هو الغالب علي هذه الصناعة فالكثير من الأعمال قائمة علي الربح وليس علي المضمون فليس من المهم لدي المنتج والمعلن أن يقدم قصة كفاح أم في تربية أولادها, أو تقديم قصة عمل حول أم الشهيد أو غيرها من قضايا المرأة, فلقد انتهي زمن الكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة عندما قدم لنا مسلسل الشهد والدموع المناصر للمرأة المصرية, المنتجون لا يقدمون أعمالا تمس المرأة وواقعها بصدق وبالتالي لا نجد علي الساحة نجمات يحظين بدور البطولة النسائية, المرأة علي هامش حسابات المنتجين وصناع الدراما. أزمة كتابة.. بهذه الجملة بدأ المخرج خالد الحجر, حديثه وقال الكتاب الرجال لا يعرفون كيفية كتابة قصص وحكايات عن المرأة, ورغم أن الساحة الفنية ثرية بالنجمات المتميزات فإننا لا نراهن في اعمال تبرز مواهبهن بسبب ضعف القصص النسائية علي الشاشة, فغياب الكاتبة المرأة ازمة قديمة وفي كل جيل لا نجد سوي4 أو5 كاتبات ومخرجات علي أقصي تقدير. وأضاف: مهنة الفن بشكل عام ذكورية ويحظي الرجال بقدر كبير من الاهتمام فنسبة من يعملون بها تقدر بنحو95% من الرجال, والمرأة مظلومة بشكل كبير في الفن ليس في التمثيل فقط ولكن علي مستوي كل العناصر الفنية الإخراج والتأليف والتصوير, واعتماد هذه المهنة علي الرجال اكثر من النساء يرجع لطبيعة العمل وما يتطلبه من سهر لساعات متأخرة خارج البيت ومواعيد الشغل وما يفرضه المجتمع من قيود علي المرأة في هذا الإطار. وتابع: المنتج لا يغامر بشخصيات نسائية جديدة في السوق, وخاصة في موسم رمضان, فيحاول يعتمد علي ما لديه من أسماء حتي ان القنوات لا تشتري العمل إلا بعد معرفة أبطاله وغالبا ما تعتمد علي أسماء النجوم من الرجال, فمثلا نيللي كريم قبل أن يتم تصعديها في السنوات الأخيرة, كان يصعب تسويق مسلسلها في أول تجربة لها بالبطولة النسائية ولكن بعدما حقق العمل شعبية كبيرة انتبهت القنوات والمنتجون والمعلنون لها, كما أنني في مسلسل دوران شبرا كنت جامع عدد كبير من البطلات فيه ولكن كان يصعب تسويقه رغم أنه نجح للغاية بعد عرضه, كما أننا نلاحظ أن أغلب النجمات علي الساحة وحصلن علي البطولة النسائية نجحن في السينما أولا قبل تحقيق مكانتهن في الدراما وبيع المسلسل بأسمائهن بعد ذلك, باستثناء نيللي كريم التي نجحت في الدراما قبل السينما.