يواجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحديات داخلية لم يعرفها من سبقوه إلي البيت الأبيض; من إنخفاض حاد في شعبيته, إلي عداء سافر مع وسائل الإعلام ومشاحنات مع معارضيه من الديمقراطيين والجمهوريين أيضا. غير أن تلك الظروف, من وجهة نظر البروفسور شبلي تلحمي رئيس مركز السادات بجامعة ميريلاند, ينبغي ألا تقلل من المكاسب التي يمكن أن تسفر عنها مباحثات الرئيس ترامب مع نظيره المصري الرئيس عبدالفتاح السيسي. فالرئيس الأمريكي أيا كان شخصه وأيا كانت التحديات التي تواجهه, يتمتع بقوة ونفوذ بحكم مركزه علي رأس أقوي دولة في العالم. وقال تلحمي إن الرئيس ترامب لايرغب في التدخل في الشرق الأوسط علي غرار الرئيسين السابقين جورج بوش الابن وأوباما, اللذين فضلا منهج التدخل المباشر لإحداث تغيير داخلي في الأنظمة العربية, حيث إن ترامب يفضل الدخول في تحالفات عسكرية مع القوي الإقليمية لمواجهة الإرهاب ممثلا في داعش الذي يراه ترامب شخصيا ويعتبره أيضا الرأي العام الأمريكي الخطر الأكبر الذي يواجه أمريكا. ولابد من ملاحظة أن العلاقات بين المؤسسات العسكرية في كل من أمريكا ومصر قوية وايجابية ولم تشهد ماشهدته العلاقات السياسية من شد وجذب خلال السنوات القليلة الماضية,والرئيس ترامب يود تعزيز هذه العلاقات وتوجيهها في تطبيق سياساته الخارجية. وأكد أن هناك تغيرا في موقف واشنطن حيال الأزمة في سوريا. فبعد أن كانت واشنطن تسعي لإسقاط النظام الحاكم في دمشق, نراها الآن لاتضع ذلك كأولوية, بل صارت لاتعارض الدور الروسي في سوريا رغم المعارضة التي يلقاها ترامب داخليا بسبب علاقات مستشاريه بروسيا. هذا الموقف الأمريكي يتطابق مع موقف مصر التي بشكل عام لاتؤيد أي سياسات من شأنها انهيار الدولة السورية ولا المؤسسة العسكرية السورية مقابل سيطرة الحركات الإسلامية المتطرفة,وذلك رغم تحفظات مصر علي نظام بشار الأسد. كما نري أن مصر ليست متخوفة من الدور الروسي في سوريا. وأضاف أن النزاع الفلسطيني الإسرائيلي وهو القضية الرئيسية. وهنا أيضا نري بعض التقارب. الرئيس ترامب, كما قال, يفضل عملية سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين في إطار إقليمي تشارك فيه كل القوي الرئيسية في المنطقة. لذا فهو سيكون مهتما بالتشاور المستمر مع هذه القوي وهي بالأساس مصر والأردن والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية. ويجد أن أي تسوية لهذا الصراع تتطلب تنازلات من الطرفين. ولانري أن إسرائيل مستعدة لتقديم تنازلات. هناك اعتقاد خاطئ يسود بعض الدوائر وهو أن الدول العربية الرئيسية قد تسعي في سبيل تعزيز علاقات ثنائية مع واشنطن وفي ضوء أولوياتها الخاصة سواء لحل المسألة السورية أو مواجهة التهديدات الإيرانية أو محاربة الإرهاب, قد تسعي للضغط علي الجانب الفلسطيني لتقديم تنازلات. وأنا لا أتوقع أن هذا ممكن في ظل الظروف الحالية, ومن ثم أتصور أن هذا الملف سيكون معقدا وصعبا. ويؤكد أنه علي الرغم من رؤية ترامب لإمكان الدخول في تحالفات سياسية وعسكرية مع دول المنطقة لكسب الحرب ضد داعش وتسوية هذه القضايا, إلا أننا قد نشهد في الواقع المزيد من التدخل الأمريكي في الشرق الأوسط. هناك المزيد من الجنود الأمريكيين في طريقهم للعراق رغم انتقاد ترامب لسياسة سابقيه الذين تدخلوا عسكريا في تلك المنطقة.كما أن احتمالات التدخل العسكري الأمريكي في سوريا أيضا قوية. وحتي بالنسبة للتهديد الإيراني والحرب في اليمن التي بدأت عامها الثالث دون حسم, فعلي خلاف الإدارة السابقة, نري إدارة ترامب تفكر في تصعيد التدخل الأمريكي العسكري في اليمن. يقول: يبدو ترامب في وضع أضعف مما كان متوقعا. فقد تدنت شعبيته ووصلت كما تشير أحدث استطلاعات الرأي إلي35 في المائة فقط, وهو مالم يحدث مع أي رئيس سابق في هذه الفترة المبكرة من رئاسته منذ أن بدأت أبحاث استطلاعات الرأي. ولكن هذا الوضع الداخلي الضعيف ربما يحفز ترامب للسعي لتحقيق نجاح خارجي. لكن تلك الفرضية قد تنطوي أيضا علي بعض التخوفات. فقد تحدث ردود فعل داخلية سلبية ضد سياسات ترامب الخارجية إذا حدث تقارب أكثر من اللازم مع الأطراف الخارجية. وأعطي مثالا علي ذلك بعلاقة ترامب مع إسرائيل وهي علاقة قوية جدا ويتوقع أن تزداد تدعيما في ظل العلاقة الوثيقة بين ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو. ولكن عندما التقي نتنياهو مع زعماء اليهود الأمريكيين نصحوه ألا يتقارب أكثر من اللازم مع ترامب ومستشاريه لأنهم متخوفون من عواقب ذلك علي الرأي العام الأمريكي. ويؤكد أن فرص النجاح كبيرة أمام زيارة الرئيس السيسي لاسيما أن ترامب ينظر بإعجاب للسيسي ولأن مصر دولة محورية في المنطقة, وتوقع أن تشهد العلاقات المصرية الأمريكية تحسنا لأنها في نهاية الأمر تحقق مصالح كل من القاهرةوواشنطن.