أجمع المثقفون علي أن أحداث الفتنة الطائفية وما نتج عنها هو جزء من مخطط يهدف لمنع مصر من استكمال مسيرة الإصلاح والوصول للدولة المدنية الديمقراطية التي يريدها المصريون مؤكدين أن المتورطين في هذه الأحداث سواء أدركوا أو لم يدركوا هم جزء من الثورة المضادة التي يجب الوقوف في وجهها ويجب الضرب بكل حزم عليهم لمنع محاولاتهم تعطيل استكمال مسيرة البناء بعيدا عن نيران الفتنة الطائفية. وأرجع الشاعر أحمد عبدالمعطي حجازي أسباب انهيار الثقافة الوطنية المصرية لغياب الحياة الديمقراطية وتحولها إلي دعاية فقط دون ممارسة وتحويل المفكرين والمثقفين إلي موظفين وخدم للنظام الحاكم فلم يعد المصريون يتلقون وعيهم الوطني من النشاط السياسي والأحزاب المتعددة والصحافة الحرة وإنما تم تغييبهم لخدمة الاستبداد وعدم رفضه فاستعان النظام المستبد بالدين بداية من التحالف مع جماعة الإخوان المسلمين حتي طلبوا السلطة فتم وضعهم في السجون وحظر نشاطهم ثم استخدم كذلك المؤسسات الدينية الرسمية وصادر الفكر وطارد المفكرين الأحرار بكل الطرق حتي تم إخماد صوت الثقافة الوطنية وإطلاق ثقافة إلهائية. وأكد حجازي أن إقامة حياة ديمقراطية سليمة هي الوسيلة للتخلص من جذور الفتنة الطائفية. وأشار حجازي إلي ضرورة الالتفات للأسباب الخارجية والتنبه لوجود أنظمة إقليمية ودولية لا تريد تحول مصر لدولة مدنية وديمقراطية لأن ذلك يهدد أمنها, مطالبا بعدم التهاون مع اللاعبين بالنار الذين يستخدمون الدين لتحقيق أغراضهم. ومن جانبه أكد الشاعر سيد حجاب ضرورة التصدي بحزم لمن يخرج علي القانون ويمارس البلطجة بأشكالها مع ضرورة تغيير الموجة الرجعية والتأكيد علي مدنية الدولة وأهمية المساواة بين أفراد المجتمع وإعلاء قيم الحرية والعدالة سواء في كتابات المثقفين أو الخطاب الإعلامي محذرا من مشاركة المنظومة الإعلامية المصرية سواء بوعي أو بغير وعي في مساعدة المتشددين من الطرفين في تنفيذ ما يريدون عن طريق إبراز حضورهم في وسائل الإعلام. وشدد الكاتب محفوظ عبدالرحمن علي ضرورة المصارحة في علاج هذا الملف الشائك وعلاج الأسباب الحقيقية التي أوجدت تقيحا في العلاقة بين المسلمين والمسيحيين وأبعدتها عن المسار الطبيعي سواء ما يرتبط بقوانين أو حقوق وغيره, مشيرا إلي أن المتأمل لأحداث الفتنة الطائفية التي تضرب المجتمع المصري بين الحين والآخر وبخاصة بعد ثورة25 يناير سيجد أن وراءها مؤامرات خارجية بجانب قوي وعناصر داخلية لها مصالح وتريد زعزعة الاستقرار. وطالب عبدالرحمن بضرورة التعامل مع ملف الوحدة الوطنية باعتباره ملف أمن قومي لمصر يجب أن تتم معالجته بشكل حقيقي بعيدا عن جلسات الصلح والاعتذار الرسمي فقط علي أن نبدأ من إزالة أسباب الاحتقان وإجراء محاكمات قوية وعاجلة لمثيري الفتنة والدفاع عن مدنية الدولة وحضارتها بشكل حاسم. وبدوره هاجم الناقد الفني عزالدين نجيب إدارة الموقف بعد الثورة وخطوات مواجهة البلطجة التي استشرت في المجتمع, مؤكدا أن حوادث الفتنة الطائفية لا توصف إلا ببلطجة تحت شعار الدين وأننا لو واجهناها بصرامة وشدة لما وصلنا إلي ما وصلنا إليه الآن. وطالب نجيب بضرورة التصدي الحاسم للجماعات الظلامية والمتشددة من الطرفين التي تحتمي بمناخ الحرية والتساهل المفرط من جانب الجهات المسئولة فظنوا أنهم يملكون الحق علي المجتمع وزادوا علي ذلك باستخدام العنف والبلطجة الأمر الذي يستدعي محاكمات عاجلة يتم تنفيذ أحكامها لردع هؤلاء من مثيري الفتنة والمعتدين علي أماكن العبادة. وأشار نجيب إلي أن غياب الوعي والجهل الشديد والثقافة المتخلفة أمور تؤدي إلي انهيار الدولة في ظل الأوضاع الحالية التي يجب أن يعلي فيها الجميع قيم العمل والبناء والتعاون وليس الفرقة والفتنة. وأكد نجيب ضرورة إجراء حور جاد وليس صوريا بين الطرفين لإزالة أسباب الاحتقان وإنتاج مساحة واسعة من التسامح وقبول حرية اختيار العقيدة.