أشاد المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين في مصر الدكتور محمد بديع أمس بموقف المجلس العسكري الحاكم من القضية الفلسطينية والذي أسفر عن توقيع المصالحة بين حركتي فتح وحماس في القاهرة برعاية مصرية. وقال بديع في الرسالة الاسبوعية الصادرة أمس والتي نقلتها وكالة أنباء الشرق الأوسط ان المجلس العسكري حقق في خطوة جريئة إنهاء حالة الانقسام والتوقيع علي المصالحة من الجانبين,' وهو إنجاز جديد لمصر ممثلة في مجلسها العسكري, الذي يسعي ايضا لتهيئة الأجواء لفتح معبر رفح بصفة دائمة بعد طول إغلاق.' أضاف ان من أهم مكتسبات الثورة المصرية أنها فجرت ينابيع الحرية والعزة والكرامة, لدي شعوبنا العربية والإسلامية, وأعادت إليها الإحساس بالأمل من جديد, وأعطتها نموذجا راقيا في قدرتها علي انتزاع حريتها ودحر الطغاة, خصوصا فيما نراه من صحوة حقيقية لقيام الأمة بدورها نحو( فلسطين), حتي يتم تحقيق التحرير الأكبر لأوطاننا الإسلامية, من كل سلطان غاشم ظالم قاهر, وإقامة أنظمة عادلة رشيدة. وأوضح انه لا غرابة في أن تجمع الروح الواحدة بين الشعب المصري في ثورته, وبين مشاعر المواطن الفلسطيني الثائر في داخله, فزودته بقوة علي قوة, فكانت فلسطين كلها صوتا واحدا للثورة المصرية,فقد اكتسبت القضية الفلسطينية بعدا جديدا بعد الثورة المصرية, وأصبح التغيير قادما لا محالة إذا توحد الجهد الشعبي لاستعادة الحرية والعزة, دون نظر إلي اعتبار تنظيم بعينه أو فصيل أو أيديولوجية. وأوضح ان الأولوية باتت تتركز في الاهتمام بجيل ثوري جديد مثقف, يحمل تبعات التحرير, ويستطيع أن يتعامل مع التحديات المضادة ويحتويها, بل ويجهضها, كما فعل الشعب المصري بثورته المباركة, ليعلن بكل قوة أن التضامن الشعبي إذا ارتفع عن الانتماء الشخصي, يحدث حراكا شعبيا وسياسيا, يمهد الطريق لحياة طيبة كريمة. وأكد بديع في رسالته الأسبوعية للاخوان المسلمين إن مصر التي هي مفتاح أمتنا العربية, ومرآة عافيتها, استردت صحتها, لتعيد, ما وصفه بالمشروع المستقبلي لتحرير القدس, بعد إغلاق أبواب فلسطين بالجدران الفولاذية والأسمنتية, رغما عن معاناة أهلنا من حصار ظالم, وعن أنينهم من حمم الترسانة العسكرية الصهيونية المحرمة دوليا. وأوضح ان الثورة أثمرت عودة مصر إلي دورها العربي بعد أن كان النظام البائد يهددها بالتفوق الصهيوني المزعوم, وبامتلاك السلاح النووي الذي احتكره الصهاينة في المنطقة, يوم أن تخلي الجبناء المستهترون بأوطانهم عن الحق الأصيل. وأضاف ان من حق الجماهير الغفيرة التي خرجت بالملايين في ثورة سلمية, يحميها جيشها البطل أن تتصدي لكل إفساد لحق سابقا بقضية فلسطين, وان من حقها كذلك وقد توحدت علي هدفها الثوري في التغيير الذي قدمت في سبيله, من التضحيات الجسام, والشهداء الأبرار, أن تقف اليوم الموقف الجاد من قضية الأمة الإسلامية, في حق الشعب الفلسطيني بأن يتحرر كبقية شعوب العالم, بل من حق الثورة المصرية الآن أن تنادي بتحرير كل شبر من أرضنا الإسلامية: في العراق وأفغانستان كما هو موقفها من فلسطين سواء بسواء.