أنا رجل في الثالثة والأربعين من عمري, لي تجربة زواج فشلت بسبب ضعف شخصية زوجتي أمام والدتها التي كانت تتحكم في حياتنا بشكل مباشر وتتدخل فيما نأكل وأين نذهب وكيف نستثمر أموالنا وحتي مواعيد نومنا ويقظتنا, وكثيرا ما حذرت زوجتي أنني لن أتحمل أن أظل متزوجا فعليا من والدتها لكنها لم تكترث حتي وقع الطلاق الذي لم أندم عليه يوما واحدا رغم ابتعادي قسرا عن طفلي اللذين تركتهما في رعايتها. بعد عدة سنوات تعرفت علي سيدة مر علي طلاقها عامان وسرعان ما ربط الحب بين قلبينا وتفهمت ظروفها ومشاكلها مع طليقها حول ابنهما الذي كانت تعوله, وتزوجتها وانتقلت إلي بيتي مع طفلها الذي قذف الله حبه في قلبي ولم يتسبب وجوده في أي مشكلات, وعشت معها حياة رائعة استمرت عدة سنوات حتي ظهر طليقها مرة أخري واتضح أنه مر بزيجة فاشلة ألهته عنها ثم طلق هو الآخر وعاد للاتصال بها متحججا بطفله, وفي البداية كانت زوجتي تروي لي كل ما يدور بينهما من اتصالات كان أغلبها خناقات وتهديدات ومشكلات, وكنت في البداية أقف بجانبها وأهدئ من روعها ثم بدأت أشك في نوايا الطليق الذي عاد, وطلبت منها قطع صلتها به لأن رغبته في استعادتها كانت واضحة لي, لكن زوجتي لم تستجب لطلبي متحججة بأنه والد طفلها الذي ترغب ألا تنقطع صلته بأبيه, ووجدتني يا سيدتي في جحيم الشكوك والغيرة خاصة أن زوجتي توقفت عن إخباري بالتفاصيل بعد أن طالبتها بقطع الصلة وذلك بحجة ألا تثير غيرتي.. والآن وصلت الخلافات بيننا إلي الحد الذي ينغص حياتي ليل نهار, ولم أعد واثقا إن كانت زوجتي ترغب في عقلها الدفين في العودة لطليقها ولم شمل أسرتها أم أنها مازالت تحبني لكنها لا تستطيع تنفيذ طلبي؟ وهل يجب علي الصبر حتي تفاجئني بطلب الطلاق أو أتخذ أنا الخطوة وأطلقها لأدعها تكمل حياتها معه وأعود لحياتي بسلام؟ مع العلم أننا لم ننجب فأرجو إفادتي.. عزيزي الزوج للمرة الثانية يبدو لي من تفاصيل رويتها تخص علاقتك بزوجتك الأولي ثم الثانية أن ثمة سيناريو مثلث الأضلاع يتكرر وينتهي بإضعاف علاقتك بالزوجة, ففي المرة الأولي انتهي بقفزك من سفينة الزواج بما عليها من أولاد لم تذكر لي إذا ما كنت لا تزال علي علاقة طيبة بهم أم أنك آثرت الابتعاد عنهم أيضا, والآن تواجه سفينتك الجديدة رياح طليق زوجتك وأبو طفلها الذي بث الله حبه في قلبك ولكن هيهات, فأين لك بحب أبوي أو عاطفي في خضم معركتك مع ذكورتك التي تهدد إحساسك بالذات والثقة بالنفس مما يجعلك علي استعداد للابتعاد والتخلص من أي تهديد لما تراه يمس رجولتك وخصوصيتك أو حقوق ملكيتك للزوجة بحكم صك الزواج من وجهة نظرك, فمراجعة قصتك مع زوجتك الأولي يوحي أن علاقتك بها كانت قوية ومتينة بالقدر الذي دفعك لإتمام الزيحة واستمرارها مع إنجابك لطفلك الأول ثم الثاني, وأتساءل: هل ما أفسد العلاقة ومن ثم الزيجة كان هو قوة شخصية والدتها وضعف شخصية زوجتك كما وصفت أو كان لك دور في تركها لأحضان أمها؟ أخشي أن تغفل دورك في صياغة الأحداث وتركن إلي إلقاء التهم جزافا تارة بضعف شخصية طليقتك وتارة باحتمالات ميل زوجتك الحالية لطليقها كأنك غير موجود في الصورة! هل هناك دلائل أو براهين قاطعة تؤكد شكوكك في زوجتك وطليقها؟ أو أنك اتلسعت من الشوربة وبتنفخ في الزبادي لتفسد علي نفسك هناء علاقة حققت لك سعادة دامت حتي ظهور الطرف الثالث, ثم دعني أسألك بلا اتهام, ألا تري في نفسك من الصلابة والثقة بالنفس والثقة في زوجتك ما يسمح لك ولها باحتواء رياح شخص كان زوجا لكن لا يزال أبا لطفلها الوحيد؟ ألا تري آثار المعركة الوهمية مع الطرف الثالث أبو الولد وهي علي الأغلب من بنات أفكارك حتي تجد أدلة ملموسة علي شكوكك بالقدر الذي يدفعك لإنهاء علاقتك بزوجتك مرة أخري ودفعها بيديك لتتلمس مرفأ أكثر صلابة وثباتا ربما يكون طليقها وربما شخصا آخر لن يهتز لوجود أب لطفلها في حياتها. عزيزي والد طفل زوجتك حان وقت مواجهة الضلع الأضعف في مثلثات زيجاتك المتعثرة, أدعوك للتركيز علي نفسك وعلي تعزيز علاقتك بالزوجة بدلا من إضعافها باتهاماتك لها بلا دليل, وأدعوك أن ترحم نفسك وأطفالك من صراعك مع زوجاتك بالتروي هذه المرة بدلا من الركض وراء شكوكك مدفوعا بنيران غيرة ربما أنت المسئول عنها, ولا مانع من استشارة متخصص لو تداخلت الرؤية أمام عينيك لتطمئن أنك علي الطريق الصحيح!