لم يكن الكارت الأحمر الذي ناله وائل جمعة في الدقيقة89 في مباراة فريقه مع المصري من الاشياء السيئة للأهلي بقدر ما كان مفيدا للغاية فقد أنقذ الأهلي من الهزيمة وفقد الثلاث نقاط وليس نقطتين.. فقد منع جمعة هدفا محققا تقريبا بهذا الكارت عندما اوقف تقدم مهاجم المصري ايهاب المصري نحو أحمد عادل عبدالمنعم وتسجيل هدف كان يبدو سهلا لهذا استفاد الأهلي من الكارت ولم يستفد منه المصري ولأول مرة نشاهد كارتا أحمر مفيدا بهذا الشكل لكن الحكم لم يكن يملك أن يفعل أكثر من ذلك لتنتهي المباراة بالتعادل السلبي.. ويفقد الأهلي نقطتين غاليتين في اللقاء الذي جمع الفريقين مساء أمس علي ستاد بورسعيد في ختام المرحلة ال18 بالدوري الممتاز لكرة القدم.. والأهلي اذا كان واقعيا فاز بنقطة فاتنه نظريا خسر نقطتين في سباق المقدمة ورفض الهدية التي قدمها له الزمالك الذي تعادل يوم الثلاثاء الماضي مع انبي بدون أهداف. الأهلي بهذا التعادل ارتفع رصيده إلي33 نقطة أما المصري فرفع رصيده إلي23 نقطة.. المهم أن فارق النقاط بين الاهلي والزمالك مازال هو الرقم ستة.. وسبق للأهلي أن رفض نفس الهدية في ختام الدور الأول عندما تعادل الزمالك وتبعه الأهلي بتعادله مع المقاصة.. المشوار مازال طويلا لكن طريق الأهلي سيظل صعبا للغاية في ظل حالة لاعبيه الحالية وعودة جوزيه للاعتماد علي الحرس القديم أو مجموعة العواجيز هذه المجموعة التي أعطت الأهلي كثيرا واستهلكت وبدلا من ان يجدد الأهلي دماءه ويمنع الفرصة للشباب عاد جوزيه للخلف كثيرا وظهر تأثرهم بالسن فلا يوجد شباب لهذا ظهر الأهلي طوال الوقت بلا حول ولا قوة باستثناء بعض الفرص النادرة ولم نشعر بفريق الأهلي هجوميا إلا بعد مشاركة سعيود الذي لانعلم كيف يجلس علي الدكة77 دقيقة ومعه فرانسيس ولا أحدي يدري لماذا يلعب جوزيه بمهاجم وحيد هو أسامة حسني مع تراجع قدراته كمهاجم مع انه ليس اللاعب الذي يمكنه ان يلعب كوحيد فلو لعب ساعات ما فعل شيئا والواقع هو من يقول هذا. الأهلي ظل معظم اللقاء بلا رأس هجوم.. ولم يفعل أبوتريكة أي شيء فقد حاول بركات واجتهد لكن لم يوفق وأنقذ الحظ الأهلي من الخسارة في آخر لحظة عندما تصدت العارضة لتسديدة حسام حسن من ركلة حرة. المهم أن المحصلة تقول ان الفريقين لايستحقان الفوز لهذا حتي فرص التهديف الحقيقية التي اتيحت لهما من طريق حسام حسن أو سعيود لم يوفقا فيها فهما نصيبهما الصفر.. وأعتقد أن الأهلي بهذا الشكل من الصعب أن يدخل في المنافسة لابد من عودة الشباب خصوصا شهاب الدين أحمد.. هو أفضل من شوقي صاحب اللعب العنيف والتمريرات غير الدقيقة والتسديدات الطائشة, وكذلك شكري وعفرتو ودومينيك وطلعت. المباراة كانت خارج الملعب نار وداخله ومنتهي الهدوء البرود.. الامطار لم تؤثر لأنها بلا أمطار في الشوط الاول كانوا أكثر سوءا بل في ظل الامطار كان الاداء أفضل بعض الشيء والخطورة أكبر.. الجمهور أشعل المدرجات بالشماريخ مما قد يعرض المصري لعقوبة الخمسين ألف جنيه. الايجابية في مظهر البداية للاعبي الاهلي والمصري عندما رفعوا لافتات الوفاء لنجم بورسعيد مسعد نور رحمه الله. بقي أن اقول إن الأهلي افتقد للابداع في أرض الملعب لهذا كان من المستحيل أن يفوز ولو استمر الأهلي بهذا لاشكل سيبعد كثيرا عن المنافسة. والذي يستحق الاشادة هو طارق الصاوي المدير الفني للمصري الذي قاد فريقه من خارج الملعب لتقديم مباراة طيبة له فما هو الفارق بين الصاوي وجوزيه الاخير لم يتفوق عليه ولم يضع الفارق نحن نتحدث عن مباراة فقد نجح فكر الصاوي في حرمان جوزيه من تنفيذ فكره فأغلق الاطراف إلا قليلا وكذلك وسط الملعب كل التقدير للصاوي علي مجهوده في أول تجربة مع فريقه في الممتاز. أما الحكم محمد فاروق فقد كان متميزا للغاية ولم نشاهد أخطاء مؤثرة وكان في الوقت المناسب مع كارت أحمر لوائل جمعة وركلة حرة الكل تخيل من أول وهلة أنها ركلة جزاء. أول45 دقيقة زمن الشوط الأول يمكن أن تكون هي الأسوأ للأهلي هذاالموسم.. فلم نشاهد لعبة اسمها كرة قدم فلا حماس ولا اثارة ولا متعة ولاتمرير جيد ولا هجوم جيد ولاخطورة علي المرميين. ماحدث في هذا الشوط بين الأهلي والمصري شيء ممل.. كرة لا علاقة لها بالقدم ولا بالعقل. واذا كان هذا هو حال المصري الذي يستمتع في الدفء بعيدا عن المنطقة الخلفية والنقطة ان تحققت تبقي خير وبركة فما هو مبرر الاهلي لهذا الاداء.. ولماذا اصرار جوزيه علي اللعب بهذه التشكيلة التاريخية للأهلي, والتي لاينقصها سوي عصام الحضري وعماد متعب.. ماشاهدناه في أرض ستاد بورسعيد حدث ممل فالأهلي لعب بتشكيلة ضمت كل الحرس القديم امام أحمد عادل عبدالمنعم في المرمي كان الثلاثي حسام غالي. ووائل جمعة وأحمد السيد.. وفي اليمين أحمد فتحي وفي اليسار سيد معوض.. وفي الارتكاز محمد شوقي وحسام عاشور وأمامهما محمد أبوتريكة وبجواره متقدم قليلا بركات وفي المقدمة وحيدا أسامة حسني.. هذه التشكيلة ماذا قدمت لنا من كرة القدم؟ الاجابة لا شيء طوال45 دقيقة, فالدفاع أدي دوره في ظل أن المصري لا يهاجم ولا يريد ويعتمد علي سيسيه فقط إذن المعركة الوهمية كانت في الوسط, فقد تفرغ شوقي للتمرير الخاطئ طوال الوقت واللعب العنيف وارتكاب المخالفات بشكل غريب وعاشور لا يختلف عنه كثيرا بدليل أن أيا منهما خلال ال45 دقيقة لم يكن له مهمة سوي محاولة قطع الكرة أو ارتكاب فاول لكن تمريراتهما ولا أسوأ. أما الأطراف فلا ظهور علي الاطلاق فقد اختفي أحمد فتحي ولم يمرر ولو لمرة واحدة عرضية وحاول سيد معوض واجتهد لكن المحصلة كانت صفرا.. وإذا تقدمنا لأبوتريكة مع احترامنا لكل ما فعله من تاريخ فهو لم يقدم شيئا تشعر انه موجود بالملعب رغم أنفه فهو بعيد تماما غير قادر علي الالتحام أو الاستلام تحت ضغط انتاجه في هذه الفترة لا شيء.. أما بركات فقد حاول3 مرات فقد انفرد في الدقيقة السابعة ولو هو بركات المرعب لتقدم وسجل لكنه أثر السلامة وسدد بجوار القائم الأيسر لأمير. ومرة ثانية مرر له كريم ذكري كرة بالخطأ في الدقيقة29, الطبيعي أن يقتحم ويسجل كما هو معروف عنه لكنه آثر السلامة ومرر لأبوتريكة وسط الزحام فأخذها الدفاع.. ثم مرر بركات هذه المرة لاسامة حسني انفرد الأخير وفشل في التسجيل. وأسامة نفسه ماذا يفعل بمفرده إذا كان هو وحيدا يواجه أزمة لو بجواره مهاجم فهو سدد مرة في يد أمير, وأخفق في الثانية وباقي الوقت نجده يحاول في الوسط والدفاع وهو اصلا لم يؤد المطلوب منه في الهجوم.. شيء غريب أن يلعب جوزيه بمهاجم وحيد أهدافه نادرة جدا في الوقت الذي يتجاهل فيه دومينيك وطلعت وغيرهم الأهلي بهذا الشكل لافتقاده للشباب للمجهود في ظل انهاء مبكر لمسيرة شهاب الدين أحمد وشكري وعفرتو, والمثيرأن هذه التشكيلة التي لعب بها الأهلي تفتقد لأهم لاعب ممكن يصنع الفارق هو أمير سعيود الذي يمكن أن يؤدي حاليا بشكل أفضل من أي لاعب في الثلث الهجومي. أما المصري الذي لعب بتشكيلة ضمت كلا من أمير عبدالحميد في المرمي وأمامه الثلاثي الياسو وأحمد مجدي وكريم ذكري, وفي اليمين أحمد فوزي وفي اليسار شديد قناوي وفي الوسط هاني سعيد وعبدالسلام غالي, وحسام حسن ومحمود عبدالحكيم ومهاجم وحيد هو عبدالله سيسيه لهذا لم نري سوي كرة واحدة علي أحمد عادل من رأسية عبدالسلام نجاح, ولم يفعل المصري أكثر من أن يكون رد فعل ولأن الأهلي لم يكن فعلا أو لم يفعل شيئا فقد رضي المصري بالواقع واستكان هو الآخر للاأاء السييء لنشاهد أسوأ شوط للفريقين فاستحق كل منهما الصفر. مع بداية الشوط الثاني خرج أبوتريكة ولا أحد يدري لماذا كانت البداية به كان من الأفضل أن يبقي وينزل في اخر اللقاء بكل طاقته المهم أنه خرج ولعب بدلا منه أحمد حسن في أول ظهور له أي خروج من الوسط ونزول في الوسط دون النظر للهجوم المشلول. وتشهد بدايات الشوط الثاني هطولا غزيرا للأمطار بشكل غير معتاد في الملاعب المصرية وظهر الأهلي ضاغطا بعد الزيادة العددية للأمام وتقدم حسام غالي للمساندة في ظل تراجع المصري كله. وبعد17 دقيقة من هذا الشوط كادت كرة ضالة من تسديدة لأحمد حسن اصطدمت بكريم ذكري وغيرت اتجاهها لكن أمير انقذها بمنتهي الرشاقة لركنية لتصل الي بركات سدد منها صاروخا بجوار القائم الأيسر لأمير. وحاول الأهلي تطوير هجومه ونشط الوسط وحاول واقترب لكن ماذا يفعل الوسط مع هجوم غائب تماما ومهاجم وحيد وسط ستة لاعبين علي الأقل.. جوزيه يئس ممن في الملعب ولم يجد فائدة في حسني فسحبه ودفع باللاعب فرانسيس الغائب منذ فترة طويلة لكن هذا التغيير ماذا أضاف, فقد سحب مهاجما ودفع بمثله. ويسحب جوزيه بركات أفضل لاعب متاح ويدفع بدلا منه بأمير سعيود أفضل لاعب علي الدكة في الدقيقة32 أي أن نزوله تأخر77 دقيقة. في الدقيقة89 ينفرد ايهاب المصري بمرمي الأهلي وكاد يسجل لكن وائل جمعة فضل الكارت الأحمر علي أن يصاب مرماه بهدف فعرقله علي خط ال18 ليحصل المصري علي ركلة حرة مباشرة سددها حسام حسن ارتدت من العارضة التي انقذت الأهلي من الهزيمة بعدها انتهت المباراة بالتعادل بدون أهداف.