الرجل أم المرأة أيهما أكثر وفاء؟ سؤال يتردد مع توالي القصص والحكايات, المقال السابق تضمن ثلاث حكايات وقصصا من الحياة لم يكن الوفاء رجلا, وفي هذا المقال قصص أخري من الحياة تقول إن الرجل إذا أحب أوفي وماأعظم قصص الوفاء التي بطلها رجل محب. بنت الجيران. أحبها منذ أن كانت بالمريلة والضفائر كان يتابعها من شباك غرفته المواجهة لغرفتها, ينتظر موعد نزولها للمدرسة ليتتبع خطواتها, كل يوم يمر يزيد تعلقا بها لم ينطق بكلمة, فقط نظرات, حتي جاء اليوم الذي نجحت فيه في الثانوية العامة وكان هو علي أبواب التخرج في كلية الهندسة, تبادل معها كلمات التهنئة واعترف بحبه جاءه الرد سريعا في إبتسامة كست وجهها, التحقت بكلية في جامعة إقليمية كانت تركب القطار يوميا لحين إنهاء إجراءات السكن في المدينة الجامعية, وتشاء الأقدار أن تتعرض لحادث قطار تفقد فيه ساقيها, لم يكن الحبيب ارتبط بخطوبة رسمية ولم يفاتح الأهل, ولكنه ارتباط القلوب الذي دفعه للتقدم بخطبتها فور تخرجه عارضته أسرته رغم تعاطفهم مع الفتاة ولكنه أصر. كان لها الزوج المحب المخلص لم تشعر معه إنها عاجزة كان يعود من عمله ليقوم بأعمال المنزل التي لاتقوي عليها, رزقه الله منها بولد وبنتين كانت هي المسئولة عن مذاكرة الأبناء ومتابعتهم دراسيا, ومن علي الكرسي المتحرك تعد الطعام, ترتب مواعيده وملفاته عاش وفيا لها وكانت قصة حبهما حديث حي السيدة زينب الذي شهد قصة حبهما. سيدة الإيدز. كانت واحدة ممن أصابهم مرض الإيدز ضمن حالات مرضي غسيل الكلي الذين أصابهم المرض اللعين أثناء الغسيل بأحد المستشفيات الحكومية, لم يرهبه المرض ولم يفر منها بل كان الداعم والسند عندما زرتها بشقتهم البسيطة بمدينة السلام لمست حرصه علي مشاعرها كانت نظرات عينه تحتضنها وهي تروي تفاصيل إصابتها بالمرض, عاش حياته متفانينا في خدمتها, يكاد يكون متفرغا لها يذهب معها ثلاث مرات أسبوعيا لغسيل الكلي في المستشفي الذي خصص أجهزة لغسيل مرضي الفشل الكلوي المصابين بالإيدز, وفي المساء يذهب للمحامي ليتابع القضية التي رفعها ضد وزارة الصحة والمستشفي الذي أصيبت فيه, كان يبحث عن مرضي الغسيل الذين شاركوا زوجته نفس مكان الغسيل بالمستشفي وأصابهم الهلع عند علمهم بظهورإصابات. تابع معهم إجراء الفحوصات, ومن ثبتت إصابته ضمه للقضية, كان يردد إن هدفه ليس التعويض المادي رغم احتياجه الشديد له لمواصلة رحلة العلاج ولكن هدفه هو رد الإعتبار لزوجته من مرض ينظر إليه المجتمع علي إنه وصمة عار. سنوات والزوج الوفي يتابع في المستشفيات علاج زوجته وأم أولاده وشريكة حياته, ويتابع في المحاكم قضية أشهر واقعة في الإهمال الطبي إنه الحب والوفاء الذي يهون علينا الشدة وقسوة الأيام.