سيطرت قوات الزعيم الليبي معمر القذافي علي أحد أبرز المعابر الحدودية مع تونس كما قصفت مواقع للمعارضة علي الحدود التونسية وسيطرت علي بلدة الكفرة جنوب شرق ليبيا وشاركت المقاتلات الايطالية للمرة الأولي في غارة علي مصراتة بينما استخدمت فرنسا قنابل لا تنفجر تعمل بالكتل الخرسانية لتقليل الخسائر الجانبية. ذكرت تقارير إخبارية أمس أن القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي سيطرت علي معبر' وازن', أحد أبرز المعابر الحدودية بين ليبيا وتونس. مشيرة إلي أن هذا جاء بعد أن قصفت قوات القذافي منطقة وازن الحدودية مع تونس والخاضعة لسيطرة الثوار الليبيين. يأتي هذا في الوقت الذي أفادت فيه تقارير إخبارية بقيام القوات الموالية للقذافي بقصف المناطق السكانية في عدد من المدن الليبية بصواريخ من نوع' جراد', مما يسفر عن سقوط العديد من القتلي والجرحي من المدنيين. كما ذكر شاهد من رويترز ان قوات القذافي قصفت أمس مواقع للمعارضة حول معبر حدودي مع تونس. وقال مصور من رويترز ان بعض قذائف المدفعية سقطت أيضا فيما يبدو علي الجانب التونسي من الحدود. ونقل التلفزيون عن متحدث باسم الجيش قوله ان القوات الليبية سيطرت بالكامل علي الكفرة وطهرتها من العصابات المسلحة. ولم يرد أي تأكيد مستقل لهذا النبأ. وقال مصور من رويترز إن مقاتلي المعارضة انسحبوا نحو معبر حدودي مع تونس أمس بعدما تقدمت قوات القذافي باتجاههم. يأتي ذلك في الوقت الذي قامت طائرتان حربيتان ايطاليتان أمس بقصف اهداف عسكرية في مدينة مصراتة شرق ليبيا وثالث اهم مدنها, وذلك في اول تنفيذ لقرار الحكومة الايطالية بالقيام بأعمال قصف لأهداف عسكرية في ليبيا. ووفقا لمصادر وزاة الدفاع الايطالية فان امر التحرك صدر من قبل قيادة البعثة الدولية لضرب' أهداف محددة' في مدينة مصراتة التي تعتبر رمزا لصمود الثوار الليبيين حيث تعرضت لضرب عنيف من قوات العقيد معمر القذافي طوال أسابيع. كما أعلنت رئاسة أركان القوات المسلحة الفرنسية أن الطائرات المقاتلة الفرنسية بدأت تستخدم في ضرباتها الجوية قنابل' لا تنفجر تعمل بالكتل الخرسانية', بما يقلل بصورة هائلة وربما كاملة الخسائر الجانبية في محيط الأهداف التي يتم استهدافها. وقال المتحدث باسم رئاسة أركان القوات المسلحة الفرنسية الكولونيل تيري بوركار, أن هذه القنابل الممتلئة بخرسانة يبلغ وزنها نحو300 كيلو جرام وتستخدم عادة في التدريبات, بدأ العمل بها الثلاثاء الماضي لتدمير مدرعة تابعة لقوات القذافي في مدينة مصراته, حيث لا تنتج أية شظايا من جراء استخدام هذا النوع من القنابل. ونفي المتحدث أن يكون استخدام هذا النوع من القنابل ناتج عن نفاد المخزون من القنابل الانفجارية. وذكرت تقارير إخبارية بسماع دوي انفجار عنيف في العاصمة( طرابلس) أمس عقب تحليق طائرات حلف شمال الأطلنطي( الناتو) فوقها. ذكر ذلك راديو( سوا) الأمريكي, مشيرا إلي استمرار الاشتباكات العنيفة بين كتائب العقيد القذافي والثوار بمدينة الكفرة بجنوب شرق ليبيا. وقد قامت قوات القذافي بقصف مبني المحكمة الابتدائية في المدينة بقذائف( آر بي جيه) قبل أن تستولي عليه وترفع العلم الاخضر فوقه. من جانبها أعلنت الخارجية الروسية أن قيام بعض دول حلف الناتو بإرسال أسلحة ومدربين ومستشارين عسكريين إلي بنغازي يعتبر خطوة تتناقض مع قرار مجلس الأمن الدولي. وذكر نائب المتحدث الرسمي باسم الخارجية الروسية الكسي سازونوف, في تعليقه علي الأنباء التي تتحدث عن قيام دول في الناتو بإرسال أسلحة ومستشارين عسكريين إلي المعارضة الليبية, أن هذه الخطوة تدل علي خطورة انجرار التحالف إلي مواجهة برية لصالح أحد الأطراف المتنازعة في نزاع ليبي داخلي. وأضاف سازونوف, في مؤتمر صحفي عقده في موسكو أمس, أن استتباب الأمن للسكان المدنيين واستقرار الوضع في ليبيا يضمنه الوقف الفوري لإطلاق النار وبدء حوار داخلي ليبي بمساندة خارجية وليس بتدخل. وفي نفس السياق أشار إلي أن المشاورات بشأن عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي حول الوضع في ليبيا لا تزال مستمرة. كما ذكر أنه لا تصدر عن روسيا أي مبادرة لعقد الجلسة الطارئة حول ليبيا, مشيرا إلي أن الاجتماع سيعقد عندما يتفق الشركاء حول ضرورة دعوة مجلس الأمن الدولي لعقده أو يتم الإجماع عليه. وفي جنيف حذر برنامج الغذاء العالمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا, من احتمال وقوع أزمة غذائية في ليبيا ما لم يتم بذل جهود كبيرة من أجل تجديد المخزون الغذائي في البلاد. واكد الدالي بالقاسمي المدير الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مؤتمر صحفي عقده في جنيف إن نظام الأمن الغذائي في ليبيا قد تضرر بشكل كبير نتيجة للأحداث الأخيرة التي تشهدها البلاد, وأن ليبيا باتت غير قادرة علي استيراد ما يكفي من الغذاء بسبب توقف أنشطة الموانئ, ونقص الوقود, ونقص السيولة النقدية.