كانا لا يفترقان.. فعلاقتهما إضافة لعلاقة الأبوة كانت علاقة صداقة, يشكو لها ما في صدره, ويتحاور معها في كل أموره.. كان دائم الحديث معها حول زيادة الأسعار وكم الالتزامات المالية التي تراكمت عليه ديون وقرض160 ألف جنيه, فكانت تواسيه وتصبره, فرغم صغر سنها لكن رجاحة عقلها جعلتها في مكانة صديقة أبيها, حتي إنها كانت لا تفارقه حتي في نومه. لم يحتمل الأب حجم الضغوط التي عليه.. زادت شكواه وتحول إلي شخص يائس وفقد إيمانه بالله الكريم فأقدم علي الانتحار, لكن ابنته ذات ال9 سنوات لم تتحمل ذلك وأصيبت بانهيار عصبي وتوفيت في الحال.. تلقي اللواء قاسم حسين مدير أمن الفيوم, إخطارا من العميد حسام فوزي, مدير إدارة البحث الجنائي, يفيد بانتحار ميشيل. ك. ن.52 سنة محاسب, شنقا, ووفاة طفلته ساندرا9 سنوات إثر مشاهدتها جثمان والدها معلقا بمروحة سقف المنزل مشنوقا ولفظ أنفاسه الأخيرة. كشفت تحريات الرائد وائل عبد الحي رئيس مباحث قسم ثاني الفيوم أن المتوفي أقدم علي الانتحار لعجزه عن سداد160 ألف جنيه اقترضه من أحد البنوك. وأظهرت التحريات أن الأب كان يفكر في الانتحار منذ فترة, طبقا لما أكدته أقوال بناته الأخريات حيث قلن إنه جمعهم قبل انتحاره وأوصاهن علي والدتهن وطفلته الصغيرة الضحية, مؤكدا لهم علي أنه سوف يسافر سفرا طويلا, ويبدو أنه كان يقصد السفر الأبدي واتخاذه قرار الانتحار. أحضر الأب حبلا علقه في مروحة سقف المنزل وتخلص من حياته شنقا وفور مشاهدة نجلته الطفلة جثمان والدها المتوفي معلقا بسقف الغرفة أصيبت بصدمة عصبية حادة سقطت علي إثرها جثة هامدة. تحرر عن الواقعة المحضر رقم560 إداري قسم ثان, وأخطرت النيابة التي تولت التحقيق, وأمرت بانتداب الطب الشرعي لبيان أسباب الوفاة للجثتين ودفنهما.