هجوم حاد وانتقاد وصل إلي حد الرفض التام واجهه نظام البوكليت الذي أعلن عنه وزير التربية والتعليم الخاص بامتحانات الثانوية العامة, ورغم أن مبرر الوزارة في تطبيق هذا النظام كان لتلافي مشكلات التسريب والغش الذي انتشر في السنوات الأخيرة وحدث العام الماضي بما يشبه الفضيحة غير أن هذا المبرر لم يرض الكثيرين ممن أعلنوا استعدادهم لتقديم مقترحات أفضل ولا تسبب ارتباكا أو رفضا, فقال الدكتور أحمد عبود وكيل كلية التربية جامعة عين شمس السابق إن مشكلة تسريب الامتحانات لا تنفصل عن أزمة التعليم بشكل عام; حيث لا توجد سياسة أو رؤية تعليمية واضحة أو تخطيط مستقبلي غير مرتبط بشخص الوزير بما يؤدي في النهاية إلي أن المنظومة كلها تعاني من مشكلات وليس تسريب الامتحانات والغش فقط, واصفا نظام البوكليت بالمعالجة غير الجذرية ومطالبا في الوقت نفسه بأن يكون التعليم علي رأس أولوياتنا لأنه قضية أمن قومي مرتبط بمستقبل الوطن ومن غير المعقول ألا تحمي الدولة امتحانا مهما مثل امتحان الثانوية العامة. ومن جانبه هاجم الدكتور ناصر علي الخبير التربوي نظام البوكليت قائلا: ليس من المعقول أن تكون قرارات مهمة مرتبطة بمستقبل الطلبة تصدر في منتصف العام الدراسي وبدلا من أن يذاكر الطلبة مناهجهم يتدربون علي كيفية الحل بنظام جديد فلا الطلبة أو أولياء أمورهم يتحملون مثل هذه المفاجآت وكان من الأولي أن يتم تطبيق هذا النظام علي الصف الأول الثانوي العام الدراسي المقبل وليس فرض الأمر علي طلبة هذا العام, مضيفا أن الكتيبات لم تراع الطلبة الذين يكتبون بخط كبير وكذلك حرمهم من ميزة وجود أسئلة اختيارية في مواد صعبة مثل الكيمياء والفيزياء والرياضيات. قال إن هناك أفكارا كثيرة يمكن بها مواجهة الغش والتسريبات بدلا من هذا النظام الغريب علي الطلبة بأن توضع الأسئلة في أماكن مؤمنة وتشرف علي طباعتها جهات سيادية وتصل المظاريف إلي اللجان في أوقات مناسبة لا تسمح بالتسريب, مفجرا مفاجأة بتأكيده أن من يصنع هذه المشكلات لتلتصق بسمعة أبناء مصر الغش في الامتحانات هم أشخاص يتربصون بالوطن ولهم مصلحة ولابد من التصدي لهم بقوة. انتقاد النظام لم يقف عند هذا الحد بل تجاوزه بوجود الكثير من الأخطاء في مواد مثل اللغة العربية والكيمياء فقال أشرف معروف مشرف اللغة العربية بإحدي مدارس الإسكندرية: إنه بالرغم من أن المسئول عن تسريب الامتحانات هم مسئولو الوزارة إلا أن هذا النظام يلقي اللوم علي الطلاب دون غيرهم, وكان من الأجدي أن يتم البدء في تطبيقه بطريقة تدريجية بمعني أن يبدأ أولا بالصف الأول ثم الثاني حتي يكون الطلاب قد تعودوا عليه, ولم يدرب المعلمين علي طريقته ولا علي كيفية التصحيح هو فقط عرض نموذجا لكل مادة علي موقع الوزارة وطبعا هذا غير كاف بالمرة.