قسمات البراءة ترتسم علي وجهه الشاحب تنبئ عن سنوات عمره الست.. يتألم صامتا.. مرتجفا في حضن أبيه أظلم النور في عينه من وطأة المرض.. يضمه أبوه بخوف حان ويناجي ربه سبحانك ربي أنت الشافي.. تمزق الآلام عظامه فيكتم صرخته في صدر أبيه الذي يهرول به هنا وهناك.. حائر بابنه ليس هناك مستشفي يقبل دخوله به وعلاجه.. السرطان يأكل عمره شيئا فشيئا حتي فقد قدرته علي الرؤية تماما..! حضر الأب يصرخ مستغيثا بالأهرام المسائي لعل واحدا من مسئولي وزارة الصحة يغيثه ويأمر بدخول ابنه المستشفي للعلاج قبل أن يموت بين يديه..! يقول الأب أحمد حسن أحمد الذي يعمل سائقا بالأجرة: ابني حسن كان حلم حياتي, سوف يختطفه الموت مني وأنا عاجز عن إنقاذه لا أملك غير شقاء يوم بيوم أسد به جوع أسرتي ولكن ما حيلتي في ضيق الحال والمرض الخبيث يأكل من عمر ابني بلا رحمة فما إن بلغ من العمر ست سنوات حتي أصيب بسرطان في المخ وقرر له الأطباء حتمية إجراء جراحة عاجلة في المخ ويعلم الله كيف استدنت ومددت يدي للأهل والأصدقاء حتي أوفر له تكاليف العملية, وكنت أظن أن الأمر انتهي عند ذلك الحد ولكن الأطباء قرروا إجراء جراحة ثانية لتركيب جهاز في رأسه وبمعهد الأورام, وبرغم أن العملية أجريت مجانا, إلا أن الأدوية لم تكن مجانا, وأنا لا أملك من حطام الدنيا شيئا فأشاروا علي بالتوجه إلي مستشفي57357 إلا أنهم رفضوا استقباله بحجة أنه بدأ علاجا في مكان آخر وأنهم لا يقبلون إلا الحالات التي تبدأ معهم من بداية المرض فاضطررت للعودة بابني إلي معهد الأورام وهناك كتبوا للطفل روشتة تتجاوز التسعة آلاف جنيه شهريا علي أن أصرفها علي نفقتي وأنا معدم وإن لم أحضر له العلاج أكون قد حكمت عليه بالإعدام فهو في حاجة إلي حقنة ثمنها490 جنيها كل3 أيام ويحتاج إلي تركيب صمام يتكلف5000 جنيه. وأضاف الأب: السرطان يأكل في عصب المخ بلا علاج مما أحدث صديدا وماء في الدماغ وكبر حجم الرأس بصورة غير طبيعية ويقول الأطباء إن الصمام يتطلب إجراء جراحة أخري للطفل لتنظيم المياه بالمخ.. وأنا لا أملك شيئا فهل يترفق أصحاب القلوب الرحيمة بابني ويساهمون في شفائه أو يتدخل الدكتور أحمد عماد الدين وزير الصحة ويأمر بعلاجه علي نفقة الدولة شامل العلاج والصمام؟ ابني مازال يرقد في معهد الأورام بالدور الخامس قسم الأطفال تحت رعاية الدكتورة بشري محمود في العناية المركزة ينتقي أيامه قبل أن يختطفه الموت إهمالا وفقرا.