يقول العديد من المرضي والأهالي ببني سويف ما يؤكد تعرضهم لأخطار كبيرة تصل الي حد الموت في بعض الأحيان وذلك بسبب انتشار وصفات بعض الصيادلة الذين يقومون بصرف الأدوية للمرضي بمجرد وصف المريض للصيدلي ما يعاني منه هو أو أحد أولاده وذلك دون استشارة أو الرجوع إلي الطبيب المتخصص معتمدا علي علمه بالمواد الفعالة وهو أخطر ما يكون لأن أعراض البرد في القفص الصدري أحيانا تتشابه مع آلام القولون والذبحات الصدرية علي سبيل المثال وحيث شهدت المستشفي العام ببني سويف وفاة عدة حالات بالذبحة الصدرية بسبب وصفات الصيادلة الخاطئة. الأهرام المسائي رصدت العديد من صفحات هؤلاء الصيادلة علي مواقع التواصل الاجتماعي يقدمون من خلالها العلاج والوصفات بل وتعدي الأمر إلي طباعة بعضهم روشتات للمرضي مستغلين جهل المرضي وعدم معرفتهم بما يحيق بهم من مخاطر. يؤكد الطبيب محمد جابر بمستشفي بني سويف العام أن وصفات الصيادلة والأدوية التي يصرفونها للمرضي دون روشتات طبية تسببت في وفاة العديد من الحالات فهناك من يأتي للمستشفي وحالته متدهورة وشريانه التاجي يعاني انسدادا بسبب تعرضهم لذبحات صدرية واعتقاد الصيدلي بأنه مصاب بحموضة نظرا لتشابه الأعراض ويبدأ المريض في تناول أدوية المعدة وهو يعاني في الأساس من ذبحة صدرية.. وأضاف جابر أن الصيدلي يصرف أدوية المضادات الحيوية والكورتيزون وأدوية الحساسية ليغطي بذلك جميع احتمالات الإصابات للمريض وبمجرد تعافي المريض يبدأ في الاعتماد الكلي علي الصيدلي ولا ينتبه إلي أن هذا الدواء تسبب في تحور البكتريا وعدم استجابتها للعلاجات.. والدليل علي ما أقول نتائج المعامل التي تؤكد أن البكتريا أصبح لديها قدرة علي حماية نفسها من جميع المضادات الحيوية فضلا علي وجود أنواع من بكتريا الإيكولاي التي لا تستجيب للعلاج نهائيا وتتسبب في فقدان الإنسان لأعز ما يملك وهو صحته. يضيف الدكتور جابر صالح رئيس وحدة مكافحة الفيروسات الكبدية بمستشفيات بني سويف: يتعرض مريض الكبد لمخاطر عديدة إثر قيامه بالتوجه للصيدلي للحصول علي أدوية عشوائية لأي عارض دون أن يخبر الصيدلي بخلفيته الكبدية مما يتسبب أحيانا في فشل كبدي واستسقاء وغيرها من المخاطر الرهيبة التي يجب أن يتوقف معها الصيدلي عن صرف الدواء للمترددين لمجرد وصفهم لما يعانون منه ويجب تدخل نقابة الصيادلة لوقف تلك المهزلة التي تتسبب في خطورة كبيرة علي المواطن المصري. يشير محمد محسن عامل إلي أنه ظل علي مدار عدة أشهر يتناول العلاج الذي يصرفه له الصيدلي الموجود بجوار منزله حتي تسبب أحد تلك الأدوية في حساسية مفرطة لنجله وعندما توجه لتحرير محضر ضد تلك الصيدلية فوجئ بأن من يصرف له الدواء حاصل علي ليسانس الآداب ولا علاقة له بالطب والصيدلة وناشد أمثاله بعدم الاستسهال في الذهاب للصيدلي والذهاب للطبيب المختص. كما التقت الأهرام المسائي العديد من أطباء الجلدية بمستشفيات بني سويف المختلفة الذين أجمعوا علي أن الأمراض الجلدية مهما كانت لا يستطيع تشخيصها سوي الطبيب المختص لأن معظمها يحتاج للكشف عنها بمكبرات وعدسات للوصول للتشخيص الصحيح وللأسف نستهجن جميعا ما يقوم به الصيادلة بصرف الكورتيزون للأمراض الجلدية والماسات وكذلك كريمات الحرق دون تشخيص وهو ما يسبب تشوهات جلدية خطيرة للمريض. وتلتمس سما عصام زكي طالبة العذر للمرضي في توجههم لصرف العلاج عبر الصيدلي دون الرجوع للأطباء بسبب غلاء تسعيرة الكشف وعدم وجود أطباء في المستشفيات سوي أطباء الامتياز محدودي الخبرة فضلا علي خوف المريض من روشتات الأطباء المرعبة التي ينتقي فيها أغلي الأدوية لصالح شركات يكون هو مساهما فيها أو هناك بينهما مصالح عمل. ورصدت الأهرام المسائي أيضا قيام بعض الصيدليات علي مستوي الجمهورية بشكل عام وفي بني سويف بشكل خاص بطباعة روشتات العلاج للمرضي وكذلك عمل صفحات علي مواقع التواصل الاجتماعي لتوصيل العلاج للمنزل بمجرد وصفك لما تعاني منه علي الفيس بوك للصيدلي.. وللأسف جذبت تلك الصفحات آلاف من الأهالي وكان من أغرب الأمور التي تم رصدها طلب هؤلاء الصيادلة لصور للحروق والأمراض الجلدية من الأمهات وسرعان ما يرسل لهم العلاج في ظاهرة يجب التصدي لها من قبل القائمين علي الصحة في مصر. من جانبه أكد الدكتور عبد الناصر حميدة وكيل وزارة الصحة ببني سويف بأن التفتيش الصيدلي يقوم يوميا بالمرور علي الصيدليات وفقا للخطة وهناك غلق وسحب تراخيص للعديد من تلك الصيدليات المخالفة والتي تقوم بصرف العلاج دون روشتات أو يتلاحظ عدم وجود المدير المسئول عنها بداخلها. مضيفا أن المشكلة تحتاج أيضا توعية الأهالي واصفا ما يقوم به هؤلاء الصيادلة بمخالفة القسم بنقابتهم وكما تحاول النقابة جاهدة وقف تلك المهزلة يكفل القانون للوزارة ضبط المخالفات وأنا سأقوم بنفسي بالنزول للصيدليات واختبار عمليات صرف العلاج دون روشتات عبر ادعاء المرض لوقف المخالف منها.