الكتابة لا تكون رد فعل سريعا للأحداث, وقيمة الثورة تأتي فيما تتركه من تأثير في العلاقات الانسانية بين الناس, هكذا قال الروائي إبراهيم أصلان الذي ينتظر طبع روايتي تمارين في الابتسام والصاحبان: أصلان صاحب العديد من التجارب الإبداعية التي ترصد عددا من المواقف والأحداث المهمة ولكنه يري أن ثورة الخامس والعشرين من يناير تختلف بكل المقاييس عن باقي الثورات والأحداث الكبيرة.. وعن رأيه في تأثير الثورة إبداعيا علي المشهد الثقافي وما خرج عنها من أعمال, كان هذا الحوار. * علمنا أن هناك بعض الكتب التي تستعد لإصدارها الآن هل هي عن25 يناير؟ ** ليست عن25 يناير. وإنما أقوم بتجميع كتاب كنت نشرته علي حلقات بجريدة الأهرام بعنوان صديق قديم وسوف يصدر في رواية تحت عنوان الصاحبان, وكتاب أخر اجمع فيه بعض المشاهد والحالات الانسانية بعنوان تمارين في الابتسام وسيكون علي نفس نهج كتابي خلوة الغلبان وشيء من هذا القبيل أتناول فيهما بعض الحالات الإنسانية وهو سرديات ما بين القص والحقائق. * وهل عزمت النية للكتابة ؟ ** من يكتب الروايات والقصص لا يكتب عن الأحداث الكبيرة وإنما تأتي أهمية مثل هذه الأحداث فيما تتركه من آثار في طبيعة الحياة الإنسانية والكاتب حينها يكتب عن هذا النسيج الاجتماعي الذي أثرت فيه الثورة وليست الثورة نفسها.. وعلي كل هذه ثورة لا تقارن وهي عمل إبداعي من طراز انساني وتاريخي عظيم وثورة لا يمكن مقارنتها بغيرها من الثورات وسوف تترك أثرا كبيرا علي الحياة الإنسانية بأكملها. * أصدرت بعض دور النشر عددا من الكتب تحكي عن الثورة رغم قصر عمرها الذي لم يتجاوز حينها الشهر.. كيف تري هذه الكتب وهل ترتفع لمنزلة الإبداع..؟ ** الكتابة لا تكون ردة فعل سريعة للأحداث.. من الممكن لشاعر أن ينفعل ويكتب عددا من القصائد ومن الممكن أيضا أن تعطي مساحة لظهور العروض الفنية ولكن الكتابة الأدبية تتطلب وقتا لاستيعاب تفاصيل المشهد وهذه الكتب حاولت رصد يوميات ووقائع ما حدث أثناء الثورة وهذا أمر لا اعتراض عليه.. فهي لم تطمح أن تكون أعمالا أدبية بالأساس ومن الممكن أن تكون مفيدة للقارئ. * كيف رأيت الثورةبعين الكاتب حينها..؟ ** أذهلتني الثورة, فلم يكن يتوقع أحد هذه الثورة ولم نكن نتوقع أن يبدأها الشباب الذي فأجأنا بثورة عظيمة أذهلت الجميع.. لقد وضع هذا الشباب نفسه في المكانة التي يستحقها بما صنعوه من تاريخ يحسب لهم ولوطنهم. * الا تعتقد أنه جاء الآن دور المثقفين ليتحركوا في اتجاه جديد يعملون من خلاله علي تغيير النسق الثقافي لدي الشعب المصري.. كيف تري دور المثقف الآن..؟ ** عن نفسي أحاول تبسيط الأمور.. وأقوم بدوري بشكل جيد وهذا يتلخص في قيامي بعملي بشكل جيد وتجويده وأحاول الكتابة علي أفضل نحو ممكن وهذا هو الدور الذي يمكنني القيام به توصيل كلمة جيدة للقارئ ليستفيد منها. * ما يحدث من ثورات متتابعة في الدول العربية هل من الممكن أن نرجعه لمخزون ثقافي ووعي سياسي ظل خامدا لسنوات ثم جاء دوره ليستيقظ الآن..؟ ** هذا عامل وهناك عامل أخر هو أن الثورات معدية بصور أو بأخري خاصة في شعوب طال قهرها طويلا تحت أنظمة ديكتاتورية لا تعرف الرحمة ونحن لا نستغرب ما يحدث الآن في الدول العربية لأنه رد فعل طبيعي ومنطقي لضغوط جاء وقتها لتنفجر. * هناك بعض الكتب التي قيل أنها تنبأت بالثورة.. هل قرأت أيا منها وهل للمبدع مقدرة علي استشراف المستقبل بشكل أو بأخر..؟ ** لا أستغرب هذا لأن الأعمال الأدبية في العموم تحمل نظرا لما هو قادم ولكن تظل الثورة أضخم من كل الأعمال المكتوبة.. من الممكن أن تكون هناك أعمال أشارت إليها ولكن لا نستطيع أن نقول أن هناك عملا أدبيا كان وراء اشتعالها. * لوزارة الثقافة دور أخر غير ما أتبعته في العهد القديم.. كيف تري دورها الجديد بعيدا عن الأنظمة القهرية..؟ ** وزير الثقافة الحالي ابن الشارع الثقافي ويعلم جيدا ما يجب أن تقوم به وزارة الثقافة الآن, والمهم في هذه المرحلة وعي الناس وأظنها صعبة, حيث يجب أن يوجه نشاط وزارة الثقافة ناحية الارتقاء بالوعي وفتح منافذ حقيقية للثقافة الجادة والبحث عن منافذ جديدة لإثراء العمل الثقافي ولابد من التعامل مع كل محافظات مصر بنفس المستوي. * كيف تري شكل الحياة الحزبية بعد25 يناير..؟ ** الحياة الحزبية مهمة جدا لأننا في مواجهة تكتلات محتملة مثل الإخوان والعصبيات والسلفيين ومن المهم أن تكون هناك أحزاب في مواجهة هذه التكتلات فوجودها ضروري لإسراء الحياة السياسية ومواجهة مثل هذه التكتلات.. علي الأقل لابد أن يكون هناك إمكانية لائتلاف بعض الأحزاب الشابة التي تتطلع للمستقبل وتعتمد علي العقل والاستنارة.