لم ير في دنياه إلا حلما واحدا.. شغف به حتي سيطر علي عقله المريض, فاشتهر بين أهالي منطقته بالحالم بالآثار.. قطعة آثار واحدة تغير حياته وتجلب له الثراء السريع مرت سنين عمره تباعا وظهر الشيب عليه إلا أن طموحه لم يتوقف ونفسه لم تيأس فاستمر في طوافه لربوع كرداسة والمناطق المحيطة بها متعرفا ومتواصلا مع تجار الآثار لمعرفة خبايا تلك التجارة.. بدأ شلهوف يشق طريقه في عالم التنقيب عن الآثار فما أن تصل إلي أذنيه معلومة عن وجود أثر مدفون تحت الأرض في أي مكان إلا ويكون من المشاركين في البحث عنه إلي أن وجد ضالته بعد أن تعرف علي أحد الأشخاص من ذات المنطقة التي يقيم بها والذي عرض عليه بعض القطع الأثرية علي هاتفه المحمول وأنه يريد أن يتصرف بها بالبيع.. فرح شلهوف كثيرا بصور تلك القطع وظن أن الثراء اقترب منه فحاول استغلال علاقاته المتشعبة بتجار الآثار في عرض بضاعته عليهم حيث تواصل مع إحدي السيدات من الزاوية الحمراء تدعي إيمان وآخر يدعي خرشان من أبو النمرس اللذين أقنعاه بعرض القطع التي بحوزته علي ثلاثة تجار يرغبون في شرائها بأعلي سعر بعد التأكد من أثريتها. تقابل شلهوف مع إيمان وخرشان وتوجهوا إلي المكان المتفق عليه مع التجار الثلاثة بأحد المقاهي الشعبية بمنطقة دار السلام لفرز البضاعة والتأكد من كونها أثرية حيث جلسوا في أحد أركان المقهي وأخرجوا ما في جعبتهم من أثار إلا أن رجال مباحث دار السلام كانوا فوق رؤوسهم بعد ورود معلومات من أحد المصادر السرية بعزمهم بيع تلك القطع الأثرية بدائرة القسم وألقوا القبض عليهم.. كانت معلومات سرية قد وردت إلي المقدم حسام عبد العال رئيس مباحث قسم دار السلام تفيد بتردد سيدة وبصحبتها شخصان علي أحد المقاهي الكائنة بدائرة القسم وبحوزتهم قطع أثرية بقصد التصرف فيها بالبيع. بعرض المعلومات علي اللواء محمد منصور مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة أمر بتشكيل فريق بحث اشرف عليه اللواءان هشام لطفي نائب مدير المباحث وأحمد الالفي مدير إدارة المباحث الجنائية باشره العميد هشام قدري رئيس مباحث قطاع الجنوب والعقيد عبد العزيز سليم مفتش مباحث الفرقة حيث تم وضع خطة اعتمدت علي زرع العناصر السرية للتأكد من صحة المعلومات الواردة. وتبين من التحريات صحة الواقعة وبعد تقنين الإجراءات وعقب استصدار أذن من النيابة وبإعداد الأكمنة اللازمة تمكن ضباط وحدة مباحث القسم من ضبط عبد الله شلهوف57 سنة ومقيم الشنوني كرداسة- جيزة وإيمان فتحي36 سنة ربة منزل ومقيمة بمنطقة الزاوية الحمراء وإبراهيم خرشان52 سنة ومقيم أبو النمرس- جيزة أثناء تواجدهم علي المقهي وبحوزتهم قطع يشتبه في أثريتها عبارة عن مجلد بداخله أوراق وخاتم كبير الحجم بداخله فص أسود ومجلد علي هيئة وجه تمثال بارز من الجهتين وخاتم به فص ذهبي اللون وقطعة خشبية مدببة من الأمام أثناء قيامهم بعرض المضبوطات للبيع علي إسلام السيد27 سنة عاطل ومقيم شبين الكوم- منوفية ومختار عبد الشافي66 سنة عاطل ومقيم منوف- منوفية وسعيد عبد الرحمن51 سنة عاطل ومقيم بمنطقة القطامية. وباقتيادهم إلي ديوان القسم ومواجهتهم أمام المقدم حسام عبد العال رئيس المباحث اقروا بحيازتهم المضبوطات بقصد التصرف فيها بالبيع وأنهم تحصلوا عليها من احد الأشخاص بمنطقة كرداسة- جيزة. تم تحرير محضر للمتهمين وبإخطار اللواء خالد عبد العال مساعد أول الوزير لأمن القاهرة أمر بإحالتهم للنيابة التي تولت التحقيق.