يتعامل كوبر المدير الفني للمنتخب الوطني مع المباريات التجريبية والرسمية بأسلوب التاجر الشاطر, فالمهم عنده هو كيف يحقق المطلوب بغض النظر عن الأداء والجماليات التي طالما أمتعنا بها المنتخب الوطني في عهود سابقة, ومن ثم لم يحظ المدرب الأرجنتيني بالدعم المعنوي المناسب من الجماهير المصرية العاشقة للفن الكروي الجميل, وأيضا لم يسلم من الانتقادات والتشكيك في قدراته التدريبية من العديد من المدربين الذين اتخذوا من القنوات الفضائية منبرا لهم بعد أن خرجوا من دائرة الترشيحات قي بورصة المدربين سواء للأندية أو المنتخبات. أداء المنتخب الوطني في مواجهة تونس الأخيرة لم يكن مقنعا بالرغم من الفوز بهدف مروان محسن, كما كان أيضا غير مقنع في مواجهتيه الرسميتين في تصفيات كأس العالم أمام الكونغو ومن بعدها غانا رغم تحقيق الفوز بهما وهو الأمر الذي يجعل الكثيرين لا يضعون في حساباتهم إمكانية أن يعود المنتخب الوطني لمنصة التتويج الإفريقية بمن في ذلك مسئولو الجبلاية الذين لا يتركون مناسبة إلا وأكدوا فيها أن الغاية هي مونديال روسيا2018 بما يعني أن أمم إفريقيا لن تكون مقياسا للحكم علي كوبر وجهازه إذا ما أخفق في تحقيق النتائج المرجوة. وتلك الحالة من عدم الثقة في منتخبنا الوطني في إمكانية إحراز اللقب الإفريقي ليست جديدة علينا وسبق أن حدث قبل أمم إفريقيا1998 مع الراحل محمود الجوهري الذي شد الرحال إلي بوركينا فاسو ولم يعد بأكثر من مركز شرفي ولكنه عاد باللقب وأيضا في البطولات الثلاث المتتالية التي حققها منتخبنا الوطني في عهد حسن شحاتة بالقاهرة وغانا وأنجولا علي التوالي.. وفي كثير من المناسبات طارت الجماهير بأحلامها بعيدا وجاء الإخفاق صادما مثلما حدث في بطولة1992 في السنغال بالجيل الذي حقق لمصر أكبر إنجازاتها بالتأهل لمونديال إيطاليا.90 الخلاصة هي أن البطولات المجمعة لها ظروفها وحساباتها التي لا تعترف في الكثير من المناسبات بحسابات التاريخ والجغرافيا وهو ما حدث بالفعل في بطولة أمم أوروبا1992 عندما تم استبعاد يوغوسلافيا من منافسات البطولة بأيام قليلة وحلت الدنمارك بدلا منها بدون إعداد وحققت ما اعتبره كل الخبراء المعجزة بإحراز اللقب الأول والأخير لها علي حساب أباطرة الكرة الأوروبية.