بصدور حركة المحافظين الجدد منذ أيام والتي ضمت تعيين20 محافظا جديدا تجدد الأمل في تحرك قطار التغيير ليشمل محطات مصر جميعا خاصة وقد تم الاعلان عن لقاءات مكثفة للمحافظين بوزراء الحكومة الانتقالية وإجتماعات يومية تلت أداءهم اليمين الدستورية أمام المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري أخذت مسمي دورات توجيهية وارشادية للمحافظين أعدها مجلس الوزراء لتدريبهم علي كيفية إدارة شئون المحافظات المختلفة والتعامل مع المواطنين في ظل الظروف الراهنة وتدارس أساليب دفع العمل بالمحافظات وتطوير أوضاع المحليات من خلال اجتماع يومي مع خمسة وزراء بحضور وزير التنمية المحلية اللواء محسن النعماني. ورغم أن التجربة لم تكن الأولي حيث سبق وأن طبقها وزير التنمية المحلية السابق اللواء عبدالسلام المحجوب مع حركة المحافظين قبل الأخيرة وذلك وفق مصدر بوزارة التنمية المحلية غير أن الدورات الارشادية ونظرا للظروف التي تمر بها البلاد في المرحلة الحالية تتم بشكل موسع حيث أوضح المصدر ان التجربة الأولي كان يحضرها ممثلون عن الوزارات وليس وزراء لاستعراض استراتيجية الوزارة وتوجهاتها وكيفية التنفيذ بالتنسيق مع المحافظين في محافظاتهم مع التعرف بشكل عام علي المشكلات المشتركة بين المحافظات بجانب المشكلات التي تخص كل محافظة أو مجموعة من المحافظات وكيفية التنسيق بين المحافظين والوزراء لتسهيل حل مشكلات المواطنين. في البداية يؤكد الدكتور سمير عبدالوهاب مدير مركز دراسات واستشارات الادارة العامة أهمية هذه اللقاءات سواء مع وزير التنمية المحلية بما له من خبرة عملية من خلال كونه محافظا سابقا أو مع الوزراء لاطلاع المحافظين علي المبادئ والتوجهات التي يجب أن يلتزموا بها خلال هذه الفترة الانتقالية التي تمر بها مصر بعد ثورة25 يناير للعبور إلي المرحلة المقبلة مشيرا إلي أن عليهم دورا حيويا في تهدئة الأوضاع وتحقيق الأمن والاستقرار في المحافظات وحل المشكلات الملحة والآنية في إطار الامكانات والموارد المتاحة.. وأضاف عبدالوهاب: علي المحافظين تهيئة المحافظات التي تولوا مسئوليتها لطبيعة المرحلة الحالية وضرورة التوعية من خلال الالتحام بالمواطنين والتعرف عن قرب علي مشكلاتهم مع إقناعهم بأنهم في إطار الاهتمام مع تقديم الحلول وفق المعلومات الحقيقية عن الامكانات والموارد حتي يكون المواطن شريكا في القرار ومدركا لأبعاد الموقف بشكل كامل سواء من حيث تحديد المشكلات وترتيب الأولويات من خلال الحوار مع القيادات المختلفة سواء التنفيذية أو الشعبية مؤكدا أن هذه المرحلة تمثل فرصة تاريخية لتطبيق اللامركزية بشكل عملي قبل أن يتم وضع قانون الادارة المحلية بعد عبور الفترة الراهنة ووصفت الدكتورة شريفة شريف الأستاذة بقسم الادارة العامة بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية دورات إرشاد المحافظين الجدد بأنها طريقة علمية لادارة الأزمة المتمثلة في الموقف الحالي بالمحافظات وتفجر المظاهرات الفئوية المطالبة بحل مشكلات الفئات المختلفة حيث تعريف المحافظين بطبيعة دورهم وما سيواجهونه وكيف يتصرفون حياله خاصة وأن المرحلة الحالية جديدة علينا جميعا وتتطلب معرفة سبل مختلفة لادارة الموقف.. وأكدت الدكتورة شريفة أن الدورات سواء تدريبية أو إرشادية وتوجيهية يحتاجها الجميع في مواقف الادارة لرفع الأداء وفق أسلوب الادارة الحديثة التي تتطلب مهارات مختلفة وأساليب متنوعة إلي جانب المرونة وامتصاص غضب الجماهير التي تحتاجها المرحلة الحالية لتلاشي المظاهرات الفئوية وسماع صوت المواطنين وشكاواهم ليتأكدوا أن صوتهم يسمعه المسئولون ويجد طريقه للاجابة مشيرة إلي أن أهم أسباب الاحتقان والغضب كان الاحساس بعدم العدالة وبأن المواطنين في واد والمسئولين في واد آخر وطالبت الدكتورة شريفة الحكومة الحالية والمحافظين الجدد بأن يكون علي أولوية أجندتهم إعلاء قيم العدالة وسماع صوت المواطنين وامتصاص غضبهم بحل مشكلاتهم العاجلة والمصارحة بأن هناك من المشكلات ما سيستغرق الوقت. ومن جانبه رصد اللواء حسن حميدة محافظ المنيا الأسبق الأولويات التي يجب أن يهتم بها المحافظون الجدد وهي توفير المنتجات التموينية والزراعية وحل المشكلات الآنية ومحاصرة ارتفاع الأسعار مؤكدا ضرورة تفعيل دور الجمعيات التعاونية واختصار حلقات انتقال المنتجات حتي وصولها للمواطنين بأسعار مناسبة مع محاربة استغلال البعض للظروف الراهنة لزيادة العبء علي المستهلك والتأكيد علي جودة الخدمات التعليمية والطبية في المحافظات. وأكد اللواء حسن حميدة أهمية اللقاءات المستمرة والدورية بين المحافظين والوزراء لعرض المشكلات والتفكير الجماعي في سبل الحل ووضع تصور لخطة عامة وخطط فرعية يتم تنفيذها في كل المحافظات مع مراعاة أوجه الشبه والاختلاف وكيفية التكامل والاستغلال الأمثل للثروات والموارد والتنسيق مع رجال الأعمال الوطنيين في تنفيذ برامج الاستثمار وإقامة المشروعات في المحافظات المختلفة لدفع الاقتصاد الوطني وتوفير فرص عمل. ونصح حميدة المحافظين الجدد قائلا اللقاءات المباشرة مع المواطنين من خلال الجولات الميدانية أهم وسيلة لتعريفهم بالمشكلات بشكل واقعي وذلك إلي جانب ضرورة أن تكون أبواب مكاتبهم مفتوحة دائما دون وسيط لشكاوي أبناء المحافظات التي يتولون قيادتها الأمر الذي يعجل بإزالة الفجوة بين المواطن والمسئول ويقلل من الفترة الانتفالية. مؤكدا أهمية المصداقية والشفافية في الاجابة عن الشكاوي وحل المشكلات بعيدا عن الوعود الزائفة مطالبا بتفعيل دور أعضاء المجالس المحلية والشعبية في ظل الظروف الراهنة للقيام بواجبهم الوطني مع ضرورة استكمال المشروعات القائمة خاصة التي تخدم المواطنين واختتم بقوله سيستريح المواطن ولن يسخط علي الحكومة إذا شعر بالعدالة وتكافؤ الفرص.