حالة من النشاط الفني والتكريمات تعيشها الفنانة اللبنانية باسكال مشعلاني فبعد أن طرحت خلال العام المنقضي كليب راجعة الذي حقق نجاحا كبيرا وكان بمثابة الرجوع لها, تلقت مؤخرا أكثر من تكريم في مصر, من مونديال الإذاعة والتلفزيون, وكذلك من مهرجان الدراما عقب غنائها في الحفل الذي أذيع ليلة رأس السنة بدون مقابل, ومع بداية العام الجديد تواصل باسكال نشاطها الغنائي حيث تستعد لألبوم جديد يعيدها إلي الجمهور المصري تقدم فيه ثلاث أغنيات باللهجة المصرية و7 باللهجة اللبنانية. باسكال مشعلاني تحدثت في حوارها لالأهرام المسائي عن أمنياتها للعام الجديد, والسر وراء غيابها عن غناء اللون المصري خلال الفترة الأخيرة, ومشاريعها الغنائية, ورغبتها في تقديم ألبوم بصوتها لأغاني نجوم الزمن الجميل, وتفاصيل أخري في حوار العام الجديد. ودعنا أمس2016 كيف كانت بالنسبة لك وما هي أمنياتك للعام الجديد؟ 2016 كانت بالنسبة لي ولعائلتي عام خير, قدمت به أغنية سينجل راجعة, إضافة إلي التكريمات التي حصلت عليها بمصر, بينما علي صعيد الوطن العربي لم تكن جيدة, لذا أمل أن نستمع في العام الجديد عن انتهاء الحرب في سوريا والعراق, ويعم السلام والسعادة الدول العربية, كما أتمني في العام الجديد الصحة لي ولعائلتي, ونجاح ألبومي الجديد الذي عملت عليه بجهد كبير, ليكون هدية إلي جمهوري. ما سبب غيابك عن غناء اللون المصري؟ غيابي كان خارج عن إرادتي نظرا لأنني تجوزت في عام2010, ثم حملت في2011, وتغيبت لمراعاة ابني في2012 و2013, ثم في2014 رجعت بأغنية أحلام البنات, وفي2015 طرح الألبوم الخليجي يا مدقدق, والحقيقة أنا معترفة بهذا الغياب عن غناء اللون المصري, ولكن سأعوض هذا الغياب قريبا بألبوم, خاصة أنني شعرت أن غيابي جاء بنتيجة إيجابية; حيث حدث اشتياق لسماع صوتي باللون المصري وقد لمست ذلك في زياراتي الأخيرة بمصر عقب تكريمي في مونديال الإذاعة والتلفزيون, وكذلك في مهرجان الدراما. ما تفاصيل الألبوم الجديد؟ الألبوم الجديد سيضم10 أغنيات بينها3 باللهجة المصرية واحدة بوب ستايل رقص وأعراس, وأخري كلاسيك, والثالثة دراما, إضافة إلي7 أغنيات باللهجة اللبنانية تضم كل الأنواع وستايلات موسيقية مختلفة وألوان موسيقية جديدة علي, وأشعر أنها تجربة مميزة ومختلفة. يضم الألبوم أيضا أغنية علي الله تعود للراحل وديع الصافي كيف جاءتك الفكرة؟ من النادر أن تجد سيدة تغني له, وأغلب من يفعلون ذلك شباب لكون نوعية أغانية تحتاج إلي صوت قوي, لذا قليل ما تغني له الأنثي, وبالنسبة لهذه الأغنية تحديدا فأنا أحبها, فهي غناء المطرب الكبير, ولحن الموسيقار فريد الأطرش, إضافة إلي أنني عندما غنيتها وجدت صوتي بها مميزا, ووجدت حالي متمكنة منها فقررت غنائها وإهدائها إلي روحه. هل تتحدين نفسك في هذه الأغنية خاصة أنك كما ذكر أن أغاني وديع الصوفي تحتاج لصوت قوي؟ بالفعل أنا أعشق التحدي ورغبت في أن أتحدي حالي وأقدم شيء مختلف, كما سبق وفعلت في أغنية يا مدقدق فهي فلكلور أردني, وفي رأيي أن هذه الأمور ضرورية حتي يعلمها الجيل الجديد, فلابد من تقديم تجارب جديدة ومميزة, مع ضرورة أن تكون لائقة علي الصوت, خاصة أن هناك الكثيرون يرغبون في التجديد وما يحققوا النجاح, لذا لابد أن تكون التجربة ناجحة ويحبها الجيل الجديد. بعض المطربين سبق وقدموا ألبوما كاملا من تراث الزمن الجميل هل من الممكن أن تفعلي ذلك؟ تضحك ثم تقول وكأنك كنت تستمع إلي زوجي, وهو يطرح الفكرة لي, حيث نفكر حاليا في تنفيذ ألبوم يضم عشرة أغنيات لعمالقة الغناء العربي وأقدمها بصوتي في شكل سهرة غنائية وكأنها حفلة, وفي ظني أنني إذا أقدمت علي هذه التجربة سأختار أغاني للمطربين عبد الحليم حافظ الذي صوته رفيقي منذ فترة مراهقتي وحبي الأول, وردة, صباح, شادية, والمتجدد وصاحب الروح الحلوة محمد فوزي, وبالتأكيد لن يكون صوتي مثلهم, ولكن علي الأقل سأنقل إحساسي النابع عن حبي وتقديري لهم. قدمت العام الماضي لأول مرة ألبوما كاملا باللهجة الخليجية ألا تري أنها كانت مغامرة؟ دعني أؤكد لك أن الألبوم حقق نجاحا وصدي كبيرا, واحتل مراتب في سباق الأغاني, حيث كانت تجربة جديدة ومميزة لي من خلال الغناء بهذه اللهجة البيضاء, وحقق نجاحا كبيرا بالخليج, كما أنني لست الأولي التي تقدم تجربة الغناء الخليجي, فقد سبقني من قبل أنغام وأصالة, وذكري رحمها الله, كما أنني كنت أرغب بعد اللونين المصري واللبناني, أن أقدم للجمهور لون جديد بصوتي, ولك أن تعلم أن الألبوم انتشر بمصر وتونس والمغرب ولبنان أكثر من الخليج. أعلم أنك مترددة دائما في خوض تجربة التمثيل فهل تغيرت الفكرة؟ في أول سنوات بدايتي بالفعل كنت خائفة, ومنذ عامين عرض علي تقديم دور لم أحبه, وهو دور السيدة جميلة الحارة وخطافة الرجالة الذين ينغرموا كلهم في, فضحكت وقلت لهم ولماذا هذه القصة؟!, أنا أريد دورا دراميا اجتماعيا أو رومانسيا بشقاوتي التي يعرفها جمهوري عني, خاصة أنني لست ممثلة في المقام الأول, ولكنني أقدم دورا أشعر به ولائق علي, وحاليا لا يوجد ما يناسبني, ولكن جميل أن يمثل المطرب حيث سبق لكل من شيرين وأنغام أن قدموا تجارب تمثيلية ونجحوا فيها. كيف تري باسكال المنافسة الغنائية الآن؟ الحقيقة أن الأمر اختلف تماما عن الفترة الماضية, حيث كان التحدي بالصوت والكلمة الحلوة, لكن اليوم باتت المنافسة بعمليات التجميل, فرغم أنني أحاول دائما أن أبعد نفسي عن الثرثرة, إلا أنني حينما استمع للأحاديث أجدهم يقولون فلانة نافخة والأخري شادة ويصبح الحديث عن عمليات التجميل ولا يتم التطرق للغناء, وللأسف هناك أصوات علي الساحة جيدة ولكن الأكثر هم أصحاب عمليات التجميل لا الصوت وأصبح البحث عن الشكل الجذاب لا الغناء, أكيد ما في شك بأن يكون المظهر جيدا ولكن متكامل مع الحضور والصوت. ألا ترين أن البعض قد يفسر ذلك علي أنه غيرة؟ أنا بعيدة عن الحروب طوال22 عاما وهي عمري الفني, فلا أغير من الأمور الصغيرة وعقلي كبير, وأعلم دائما أن الحديقة مليئة بكل أنواع الورود فل وياسمين ونرجس وقرنفل, وكل شخص يفضل نوعا محددا, ولا يوجد نوع واحد الكل يحبه, فالساحة تسع الكل, ولا يوجد أحد يحصل علي نصيب الآخر, فالعمر قصير, والدنيا صغيرة, ولذلك أنا لا أغير من أحد, فاليوم أنا موجودة, ولكن لا أعلم من سيأتي مكاني فيما بعد, ولذلك علينا أن نترك بصمتنا الفنية, حتي يراها من بعدنا, فحينما تشاهد أعمال صباح أو شادية أو غيرهن تقول الله. هل معني ذلك أن فكرة الاعتزال في سن مبكرة واردة؟ ممكن وسأقول لك لماذا ففي الغرب عندما يصل الفنان لعمر92 يكرمونه ويستمعون لأعماله, ولكن عندنا في الوطن العربي بمجرد أن يتقدم في العمر تبدأ تسمع كلام من نوعية ياخي ده كبير في السن وشوف بيعمل ايه أو دي شدت رقبتها وكلام من هذا القبيل, وهو ما جعل عددا من المطربين يتخوفون من فكرة الاستمرار في حال تقدمهم في العمر, وأصبح الأفضل هو أن أترك صورتي جميلة عند الجمهور. هل أثرت الأحداث التي مر بها الوطن العربي علي الفن بشكل عام؟ بالتأكيد أثرت علي الفن بشكل عام سينما وغناء والحفلات وكل شيء, وتراجع الإنتاج, وتخطي الأمر التوقف إلي وجع القلب حينما نجد أطفالا لا ذنب لهم مهجرين يقفون علي الحدود بلا مأكل أو مشرب, وبلدهم دمرت, لدرجة أنني لم أعد أشاهد نشرات الأخبار, ولا أملك إلا أن أصلي لهم وأقول يا رب ساعدهم.