مصرف ناهيا.. كارثة بيئية بالجيزة

يتعرض ما يقرب من مليون مواطن من سكان مناطق بولاق الدكرور وناهيا وكرداسة وزنين بمحافظة الجيزة لمخاطر صحية تهدد حياتهم بسبب مصرف ناهيا الذي أصبح يمثل كارثة بيئية محققة نتيجة إهماله وتحوله إلي مقلب للقمامة والحيوانات النافقة وتوقف عملية تغطيته.
تقول شيماء عبد الحميد ربة منزل من سكان شارع ناهيا ببولاق الدكرور أن مصرف ناهيا أصبح مصدرا للحشرات بسبب إلقاء المخلفات والحيوانات النافقة به كما ينبعث منه روائح كريهة مما يؤثرعلي صحة أطفالنا الأقل مناعة من الكبار ويعرضهم للإصابة بالأمراض المختلفة.
يشيرعلاء عباس موظف بإحدي شركات القطاع الخاص ومن قاطني مدينة كرداسة إلي أن السكان يلقون مخلفاتهم في هذا المصرف سواء مخلفات الصرف الصحي أو القمامة وهذا يزيد من حجم الكارثة ومشكلاتها المركبة والتي يصعب علي المسئولين أو السكان حلها إلا بتضافر الجهود المشتركة بينهما وخاصة بعد توقف إستكمال تغطية المصرف عند منطقة بولاق الدكرور بجوار السكة الحديد.
فيما لفت كرم محمود صاحب محل بشارع ناهيا إلي أن المصرف أكبر دليل علي غياب دور المسئولين في مواجهة هذه الكارثة التي تهدد صحة المواطنين وغياب الخدمات المقدمة لهم حيث يعد هذا المصرف قنبلة موقوتة يمكن أن تنفجر في وجه سكان المنطقة وتهدد أرواح الاف السكان بسبب إنتشار الأمراض.
تقول هدير عباس طالبة من سكان كرداسة أنه لا يوجد صندوق قمامة واحد يمكن لأهالي منطقة زنين أو الكفر أو كرداسة أو نهاية شارع ناهية أن يلقوا مخلفات منازلهم به وكذلك الغياب الكامل لأية عربة جمع قمامة أو وسيلة أخريعلي الرغم من الكثافة السكانية لهذه المناطق.
يقول محمد احمد طالب بجامعة القاهرة من سكان أرض اللواء أن هناك عوامل عديدة تراكمت لجعل الحياة خلف قضبان السكة الحديد التي تفصل بين شارع السودان وأرض اللواء وبولاق الدكرور مستحيلة وأهمها غياب الخدمات الأساسية مثل رصف الطرق وتطهير المصارف وإنارة الشوارع.
يؤكد خالد رمضان موظف حكومي أن المصرف تغطيه طبقة سميكة من القمامة تجذب الأطفال العاملين في جمعها بالسير فوقه مما يعرضهم لخطر الغرق.
يضيف خالد كرم طالب بالثانوية العامة قائلا: يتم زراعة الأراضي المحيطة بمياه مصرف ناهيا مما يهدد صحة المواطنين الذين يتناولون محاصيلها.
تشكو سيدة فايز ربة منزل من سكان كرداسة من سوء حالة الطريق غير الممهد والذي أصابها بالغضروف حيث تتعرض وسائل المواصلات سواء التوك توك أو الميكروباص لمطبات غاية في الصعوبة تصيب الكبير والصغير بالانزلاق الغضروفي علي المدي القصير وليس البعيد.
من جانبه أكد حمد أبو زينة رئيس الإدارة المركزية للري والمصارف بالقاهرة الكبري أن مصرف ناهيا العمومي بالجيزة ليس مخصصا للصرف الزراعي ولكنه يتبع الري والصرف ورقيا ولا يستفاد منه زراعيا وللأسف يستقبل مخلفات سكان الكفر وناهية وكرداسة وزنين.. وبمجرد تطهيره يقوم السكان بإلقاء المخلفات به مرة أخري.. مشيرا إلي أنه يتم تطهيره كل ثلاث شهور علي الرغم من أن عمليات التطهير تتكلف مصاريف باهظة بسبب عمليات النقل ومؤكدا علي أنه بالفعل المشهد غير مقبول ولكن سلوكيات المواطنين يجب أن تتغير في التعامل مع المصرف.
وأوضح أن المطالبة باستكمال تغطية المصرف غير عملية حيث يتكلف تغطية المتر الواحد أكثر من10 الاف جنيه وبعملية حسابية بسيطة نجد أن التكلفة تصل الي مليارات الجنيهات إضافة إلي أنه وحتي إذا تم توفير المبلغ المطلوب فإن أي انسداد بالمصرف المغطي يصعب إصلاحه.
ويؤكدعزت الخرصا رئيس الهيئة العامة للنظافة والتجميل بالجيزة أنه يتم تغذية منطقة بولاق الدكرور بعدد كبير من صناديق القمامة خاصة بداية شارع ناهيا ومنتصفه بالرغم من تعرض هذه الصناديق للسرقة لافتا إلي أن الصندوق الواحد تكلفته ثلاث الاف جنيه وهذا يعد عبء كبير علي كاهل الهيئة.
يضيف أن نهاية شارع ناهية يتبع لمدينة كرداسة وليست مسئولية الهيئة أن توفر عربات لجمع القمامة.
ويستلم طرف الحديث اللواء ضياء أبو العزم رئيس مدينة كرداسة قائلا أنه تم نقل اكثر من28 طن قمامة من منطقة النجوم خلال الأيام الأخيرة الماضية وتعد هذه الكمية من اكبر التجمعات علي مستوي الجمهورية ويرجع هذا لتراكمات فترة كبيرة من الوقت وتم اهمالها.. مؤكدا انه سيتم عقد اجتماع بين الجهات المعنية وهي شركة الصرف الصحي ومياه الشرب والري والمصارف بوزارة الزراعة وهيئة النظافة لحل مشكلات المنطقة وإستكمال تغطية المصرف وتقديم الخدمات الغائبة لكسب ثقة المواطن والتي نقدرها جميعا.
وأكد أنه بعد ان بدأت عمليات رصف شارع ناهية وإزالة المخالفات من نهر الطريق توقفت بسبب تهالك البنية التحتية من شبكات مياه وكهرباء وصرف صحي بالأماكن التي سوف يتم توصيل الغاز إليها..ويتم الان اصلاح تلك الشبكات حتي يتم البدء في الرصف بصورة جيدة وعلمية ولا يتعرض الرصف الجديد للتكسير مرة اخري فيزيد من عناء المواطنين وكذلك للحفاظ علي المال العام
وأوضح انه سيتم عمل توعية للمواطنين للمشاركة في الحفاظ علي البيئة بعد توفير صناديق وعربات لجمع القمامة من اماكن التجمعات لافتا أنه سيتم مشاركة المجتمع المدني في مشروع جمع القمامة من البيوت للتسهيل علي المواطنين وذلك بالاتفاق وموافقة المسئولين بالمحافظة لمتابعة أداء عمل الجمعيات المشاركة في المشروع ولتوفير فرص عمل للشباب والعمل علي نظافة المدينة.