لا تنزلق مع الصين في بئر الصراعات بتلك الكلمات بدأ الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته باراك أوباما يتلو عددا من التحذيرات للرئيس الفائز في الانتخابات الرئاسية دونالد ترامب والذي يعرف بتصريحاته وتصرفاته المثيرة للجدل والتي أثارت حالة من القلق والغضب لدي الساسة الصينيين بعد أن شكك في إستمرار تبني بلاده لسياسة الصين الواحدة, كما اتهم الصين باغتصاب أمريكا اقتصاديا. ويبدو أن ترامب لم يستوعب الدرس جيدا أو يحاول الاستفادة من خبرات اوباما الذي حكم البلاد طوال فترتين, هكذا قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية التي فتحت المندل وتنبأت في ضوء مجريات الاحداث التي تراها علي السياسة الخارجية الأمريكية في عام2017 مؤكدة أن ترامب يلعب لعبة خطرة للغاية ويحاول أن يسير علي خطي الرئيس الأمريكي السابق ريتشارد نيكسون الذي قرر أن يعيد تشكيل توازنات المنطقة وتأكد من أن ذلك لن يحدث إلا باختراق العلاقات بين موسكووبكين لذا تعمد أن يلعب علي نقاط الخلاف بينهم فحارب من أجل وقف النفوذ الروسي ومن ناحية أخري أيد التدخل الصيني في فيتنام وافسح الطريق للصين وشهدت البلدان سيلا من الزيارات المتبادلة. ونقلت الصحيفة نصيحة مستشاره المقرب وقتها هنري كيسنجر والمسئول الاول عن الأمن القومي الامريكي والذي أكد لنيسكون وقتها أن الصينيين أكثر دهاء وشراسة من الروس, وعلي أي رئيس أمريكي قادم أن يستوعب هذا الدرس جيدا حتي ولو مرت عشرات الأعوام. وأشارت إلي أن ترامب يسعي الي التقارب مع روسيا وهو ما بدا واضحا في تصريحاته طوال الأشهر الماضية حتي قبل أن يفوز في انتخابات الرئاسة بينما يسعي إلي استفزاز بكين التي ردت علي تهديداته بعبارة واحدة من يهدد مصالحنا كمن يزحزح صخرة ستسحق قدميه. وأكدت أن التهديدات لم تردع ترامب الذي تعهد بسياسات قاسية مع بكين, مشيرة الي أن الظروف كانت مواتية لنيكسون عكس ما تبدو لترامب خاصة وان الصين في عهد نيسكون كانت اضعف واقل خبرة وقوة. واعتقد ترامب بخبرته الضئيلة أن وجود القوات الأمريكية في آسيا يضعف قوام الجيش ويهدد مصالح بلاده متعهدا بسحب قواته فور توليه مقاليد الأمور وهو ما أرسل برسائل غير مبشرة بالنسبة لكوريا الجنوبية واليابان أيضا, إذ طالب كوريا بدفع ثمن لحماية قواته لها, كما طالب بمراجعة الاتفاقات الدفاعية مع اليابان, وهو ما وصفه المحللون بالخبرة المعدومة والنظرة السطحية للأمور خاصة وأنه يجهل أن وجود تلك القوات علي اراضي آسيا يحمي المصالح الأمريكية في المقام الاول ومصالح حلفائها في المنطقة, ويضمن احتواء القوي المتنامية كالصين, وقرار سحب القوات قد يكبدواشنطن خسائر فادحة في المستقبل القريب خاصة مع تهديدات كوريا الشمالية. وبقرار ترامب يمكننا أن نقول إن الإستراتيجيات التي رسمتها واشنطن في المنطقة الاسيوية طوال السنوات الطويلة الماضية ذهبت سدي.